في أواخر القرن ال 16 بدأت أسطورة 'فاوست' بكتاب بذات الإسم نشره 'جيسون كولافيتو' في فرانكفورت، وفيه يّوقع 'فاوست' عقداً بالدم مع 'ميفستوفيليس' 'أحد الشياطين السبعة في القرون الوسطي' بحيث يقوم الشيطان بتلبية كافة رغباته وتطلعاته مقابل أن يهبه 'فاوست' روحه بعد أربعة وعشرين عامًا، وحين حانت 'ساعة الحقيقة'، حاول 'فاوست' عبثًا أن يهرب من تنفيذ بنود 'عقد الدم'، إلا أن الشيطان لم يعبأ بندمه وتوسلاته فقتله وشوّه جسده بصورة لم تخل من البشاعة؟!!. '1' استلهم الأدب والفن بأنواعه تلك الأسطورة في أعمال إبداعية أهمها مسرحيتان: واحدة للشاعر الإنجليزي 'كريستوفر مارلو'، وأخري للأديب الألماني 'جوته'. ولقد كان إغراء الشيطان كبيرًا ل 'فاوست.. مارلو' بُمتع الخطايا السبع، وب 'إكسير الشباب' في 'فاوست.. جوته'، ولكننا لم نعرف حتي الأن بماذا أغري 'إخوان الشيطان' د.أيمن نور زعيم 'حزب غد الثورة' ليواليهم بهذا الإصرار، ليس فقط بشرائه مؤخرًا لقناة 'الشرق' الإخوانية الصادرة من تركيا والمعادية لمصر.. شعبًا ودولة.. بعد أن توقفت، ولكن أيضًا لماذا يصر علي الدوران في 'الفلك الإخواني' منذ ثورة الثلاثين من يونيو- وحتي من قبلها- إلي حد 'الهروب' من مصر، رغم أنه لم يكن مطلوبًا للعدالة؟!! '2' تاريخ نور في مساندة الإخوان واضح كالشمس، وكلنا نذكر 'الاجتماع الفضيحة' للمعزول مرسي مع بعض السياسيين حول سد النهضة وكان نور أبرز نجومه حين نظّر لضرب إثيوبيا بالطيران؟!، وبعد 'الخروج - الهروب'، حاول نور مساندة 'الإخوان' بمبادرات من تلك التي تدعو لعودة مرسي للحكم، أو بتشكيل مجلس للدفاع عن 'ثورات الربيع العربي' بالتعاون مع 'منصف.. المخبولي'، وهو بالمناسبة أحد الوجوه التي سيستعين بها نور كمقدم لبرنامج بقناة 'الشرق' في ثوبها الجديد؟!! '3' في نهاية قصته، اكتشف 'فاوست' أن ما قدمه له 'الشيطان' من خدمات كان وهمًا جاء علي حساب إنسانيته وسبّب الخراب للآخرين، وهو السر الذي لم يستطع كتمانه فاعترف به لأصدقائه وجعله يستسلم لمصيره البشع - والمحتوم- علي يد الشيطان 'ميفستوفيليس'.. وكان هذا هو أحد وجهيّ 'الحقيقة المرة'، أما الوجه الآخر فيتلخص في أن 'فاوست' بات مثارًا للسخرية والاستهزاء نزولاً إلي درجة 'المهرج'؟!!. وهنا يثور التساؤل: أي مصير سيلقاه 'زعيم غد الثورة' جراء عقده مع 'إخوان الشيطان'،.. وهل سيتوب، أم سيصرخ مثل 'فاوست' قبيل النهاية : 'يا إلهي.. لا تشح وجهك عني'؟!!.