استنكر وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي، ما تقوم به الميليشيات المتمردة من زرع حقول الألغام لاستهداف المدنيين في المدن والقري اليمنية. وقال الأصبحي، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية، أن هذه الجريمة تضاف إلي سلسة جرائم الحرب التي تقترفها الميليشيات المتمردة وسجل الانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها. كما عبر مصدر مسئول في وزارة حقوق الإنسان اليمنية، عن قلقه من مشكلة الألغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة التي برزت خلال الأسابيع الماضية في اليمن لا سيما في المحافظات التي استعاد الجيش الموالي للشرعية والمقاومة السيطرة عليها بعد تراجع مليشيات الحوثي منها، مثل عدن ولحج و أبين والضالع. وأوضحت لجنة الإغاثة والمتابعة في تقرير لها بهذا الصدد أن الألغام والذخائر تم زرعها في الطرق العامة وبعض الشوارع بداخل المدن، ونتيجة لذلك كان تضرر المدنيين يفوق بشكل كبير تضرر أفراد الجيش و رجال المقاومة منها. ولفتت اللجنة إلي، أن بعض التقديرات الأولية أكدت أن عدد ضحايا الألغام الأرضية لا يقل عن 100 قتيل و225 جريحا في محافظاتعدن وأبين والضالع ولحج خلال شهر يوليو الماضي فقط. وكشفت عن أن مليشيات الحوثي زرعت الغاما في بعض المناطق السكنية والقري الريفية علي امتداد الأربع المحافظات الجنوبية وفي مديرية لودر بمحافظة أبين حيث نزح السكان خوفاً من الاشتباكات الكثيفة التي شهدتها المديرية. وقالت أن الشوارع الفرعية والأزقة الصغيرة مليئة بالألغام الأرضية التي تمت زراعتها خلال الأسابيع الماضية، وهذا أصبح عائقا أمام العديد من النازحين الذي يرغبون بالعودة الي مناطقهم خوفا من الألغام، بالرغم من إنتهاء الاشتباكات وسيطرة المقاومة علي المنطقة. وذكرت اللجنة، أن مشكلة الألغام لم تقتصر علي هذه المحافظات فقط، بل طالت بعض المحافظات الأخري، حيث ظهرت حوادث الألغام الأرضية في كل من تعز و البيضاء ومأرب وشبوة. وشددت علي أن هناك حاجة واضحة وملحة لمعالجة هذه المشكلة في المناطق السكنية والقري لحماية المدنيين وتمكين النازحين من العودة بأمان إلي منازلهم. ونوهت بان المركز التنفيذي للبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام فرع عدن يبذل جهودا حثيثة لنزع الألغام وجمع الذخائر التي لم تتفجر في كل من محافظاتعدن ولحج وأبين والضالع، واستطاع المركز جمع 1173 لغما وقطعة ذخيرة غير متفجرة، تم تأمينها وتخزينها او التخلص منها خلال الأسابيع القليلة الماضية. ونبهت اللجنة إلي، أن عمل المركز يقيده عدم وجود خرائط للألغام والخطورة التي تحيط بالأفراد الذين يعملون علي نزع الألغام، حيث تسببت الألغام بمصرع 8 أشخاص من فرق المركز وجرح 23 آخرين بعضهم بإصابات بالغة، كما يعاني المركز من نقص في المعدات الرئيسية.