ما يحدث في المحروسة يحتاج وقفة صادقة.. هناك مثل شعبي اسمحوا لي بأن أذكره لأنه ينطبق علي الحالة المصرية تمامًا. المثل يقول: ' اللي يتكسف من بنت عمه ما يجبش منها عيال'!! وبنت العم هنا الدولة!! والعيال هنا تعني تجاوز الإنجازات!! أعود للتفاصيل.. كتبت وأكتب وسأكتب لأؤكد أن هناك مسافات شاسعة بين خطوات الرئيس وحكومته المحسوبة عليه!! أي متأمل لخطوات الرئيس لابد أن يدرك للوهلة الأولي أن هناك توجهًا ناحية الشرق، بعد أن وضحت نية الغرب تجاهنا، الكل يدرك هذا إلا الحكومة!! نعم وأكررها إلا الحكومة!! دعوني أقرر حقيقة مهمة هنا، الصين أكثر دولة موقعة لبروتوكولات تعاون مع مصر، وأغلبها غير مفعل!! وسمعنا كثيرًا عن رغبة الجانب السوفيتي في تنفيذ مفاعل الضبعة، ولم نر أي خطوات إيجابية من حكومتنا المحسوبة علي الرئيس!! ألا يعني هذا أن هناك تناقض في اتجاهات الرئيس وحركة الحكومة؟! تري هل مازالت 'عقدة' أمريكا تحكمنا؟ أقول: نعم بلا تردد، لأننا مازلنا أسري سنوات طويلة مضت، مازلنا لم نستوعب الدروس، مازلنا نلهث خلف أمريكا، حتي وهي تدعم الإرهاب وتخطط لإشاعة الفوضي في سيناء!! الشرق يا سادة ينظر لنا باعتبارنا أصحاب حضارة والغرب ينظر لنا نظرة أنتم الأدري بها، وما زلنا نلهث خلف السراب!! أين الحكومة من خطوات الرئيس؟! ألم تدرك الحكومة حتي الآن، أن أمريكا والغرب تخليا عنا، لاعتبارات تخصهما في المقام الأول وينظران لنا من أعلي، نظرة تعالٍ. الرئيس يتجه في زيارة رسمية لروسياوالصينوماليزياوأندونيسيا بعد أيام 'ماذا أعدت الحكومة باعتبار أن هذا توجه رئاسي واضح لا يحتاج إلا تجاوب ومواكبة من الحكومة، إلا إذا كانت الحكومة لم تدرك بعد التوجهات الرئاسية؟! الأمر الآخر هناك من يسعي في الخفاء للوقيعة بين شخص الرئيس ورجال الصناعة والمال والأعمال، ويتهمهم بأنهم ليسوا راغبين في التوجه نحو الشرق، ولا يدعمون خطوات الرئيس، لأن مصالحهم مع الغرب. ردي ببساطة شديدة، قبل أن نلوم رجال الصناعة والمال والأعمال، ونلوم الحكومة التي تسير عكس الاتجاه، وكم طالبت باستخدام الكارت الأحمر معها، إلا إننا علي ما يبدو، أصبحنا نخاف ونخشي التغيير لأن التغيير غالبا ما يسفر عمَّا هو أسوأ!! أنا شخصيا أري أن هذه الجولة الرئاسية تختلف عن الجولات السابقة، وأستطيع أن أؤكد من الآن وقبل أن تبدأ، أن النتائج أكثر من إيجابية، وأن هناك نقاطًا كثيرة سيتم الاتفاق عليها وبصفة خاصة مع روسياوالصين وأثق أنه ستكون هناك استفادة من تجربة ماليزيا في تنمية محور قناة السويس، خاصة أن الفريق مهاب مميش سيكون ضمن الوفد المرافق للرئيس، أما أندونيسيا فأعتقد أننا سنستفيد من تجربتها في محاربة الإرهاب، وكيف قضت علي الجماعة الإسلامية الإرهابية في فترة سابقة. كلمة أخيرة.. ليت الحكومة تحاول اللحاق بالركب الرئاسي!! وللحديث بقية..