قال أومبرتو دي لا كال رئيس وفد الحكومة الكولومبية في مفاوضات السلام مع متمردي جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية 'فارك' إن المفاوضات تراجعت إلي مستوي متدن خطير مع تصعيد فارك هجماتها العنيفة وأن الحكومة قد تنسحب من هذه العملية إذا لم تظهر الجماعة مزيدا من الالتزام. وتُجري الحكومة محادثات تستضيفها كوبا مع فارك منذ أواخر 2012 لإنهاء الحرب المستمرة منذ 50 عاما. وتم التوصل لاتفاق علي معظم جدول الأعمال ولكن العملية تواجه الآن ضغوطا غير مسبوقة. وقال أومبرتو دي لا كال للصحفيين المحلين والكاتب خوان غصين في مقابلة وزعت علي الصحف إن'عملية السلام في أسوأ لحظاتها منذ أن بدأنا المحادثات..أريد أن أقول لفارك بمنتهي الجدية إن هذا يمكن أن ينتهي. ربما لا يجدوننا ذات يوم علي الطاولة في هافانا.' وشنت فارك موجة من الهجمات بالقنابل علي خطوط أنابيب نفطية في الأسابيع الأخيرة مدمرة إياها قرب أنهار مما سبب في كارثة بيئية من المتوقع أن يستغرق التخلص منها 20 عاما ووصلت بالفعل إلي ساحل المحيط الهادي. وانهار التفاؤل الذي نجم عن محادثات السلام والذي عززته موافقة فارك علي إزالة الألغام بعد أن نصبت فارك كمينا وقتلت 11 جنديا في جنوب غرب البلاد في ابريل نيسان. ودفع هذا الحكومة لاستئناف الغارات الجوية علي قواعد فارك في الأحراج مما دفع المتمردين بدورهم إلي التخلي عن وقف لإطلاق النار من جانب واحد.وأدي أيضا إصرار فارك علي أن توافق الحكومة علي هدنة متبادلة حتي مع رفض مفاوضيها تماما فكرة ضرورة أن يقضي بعض أعضائها فترات السجن كاملة عن أسوأ جرائم ارتكبتها الجماعة إلي حدوث شقاق بينهم وقوضت احتمالات التوصل لاتفاق. وقال دي لا كال إن الحكومة مستعدة لبحث هدنة متبادلة قبل التوقيع علي اتفاق إذا وافقت فارك علي المسؤولية القانونية عن أعمال العنف التي ارتكبتها وإذا امتنعت أيضا عن الابتراز وتجارة المخدرات. وفي خطوة تصالحية يوم الجمعة قالت قيادة فارك في هافانا إنها تسعي إلي'وقف تصعيد'الصراع بعد هجمات استمرت أسابيع وقُتل فيها أيضا العديد من جنود الجيش والشرطة. وبدأت أعداد فارك في التناقص ولم تعد الحرب الشاملة تعتبر خيارا واقعيا. وحتي إذا استمرت عملية السلام فقد يثبت أن أكبر عقبة أمامها هي الشعب الكولومبي المتشكك الذي يتعين عليه أن يوافق أو يرفض أي اتفاق سلام في استفتاء. وتراجع تأييد الشعب الكولومبي مع طول فترة استمرار محادثات السلام.