هافانا (رويترز) - استأنفت الحكومة الكولومبية وجماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية(فارك) يوم الأحد في كوبا محادثات السلام بعد توقف زاد على أسبوعين قتل خلالهما 19 جنديا وعدد من المتمردين كما قتل أربعة مزارعين وأصيب عدد من أفراد الشرطة خلال احتجاجات في مناطق ريفية. ولاقى ما يزيد على 200 ألف شخص حتفهم وشرد الملايين نتيجة للقتال منذ نشأة فارك عام 1964 كحركة شيوعية للإصلاح الزراعي. وبدأت المحادثات بين الجانبين في نوفمبر تشرين الثاني وتتوقف كل بضعة أسابيع ثم تستأنف مع استمرار الصراع وهو آخر صراعات أمريكا اللاتينية المسلحة وأطولها أمدا. وقال أومبرتو ديلا كالي النائب السابق للرئيس الكولومبي ورئيس فريق المفاوضين الحكومي في محادثات السلام قبل بدء أحدث جولة "كثير من الكولومبيين لا يفهم لماذا نجري حوارا وهجمات الجماعات المسلحة مستمرة." وتعتبر الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية منظمة إرهابية. وضاقت الصدور بالجماعة في الأسابيع الاخيرة مع تصاعد أعمال العنف التي وصلت ذورتها هذا الأسبوع بمقتل 19 جنديا والإعلان عن أن الجماعة المتمردة خطفت الأمريكي كيفن سكوت سوتاي في يونيو حزيران الماضي وأنها تريد حاليا الإفراج عنه. وقتل 15 من الجنود التسعة عشر في كمين نصبته لهم فارك بينما كانوا يتولون حراسة خط أنابيب قيد الإنشاء وقتل الأربعة الآخرون في هجوم بجنوب البلاد. وتلا ديلا كالي بيانا مكتوبا ذكر فيه أن حكومة الرئيس خوان مانويل سانتوس أعلنت عند بدء المفاوضات في نوفمبر تشرين الثاني أنه لن يكون ثمة وقف لإطلاق النار إلا بعد إبرام اتفاق. وقال "هذه المحادثات تجري وسط صراع وهو ما أشار إليه الرئيس سانتوس هذا الأسبوع. ما من وقف لإطلاق النار." وتساهم كوبا والنرويج في تسهيل المفاوضات. وبعد ستة أشهر توصل الطرفان في مايو أيار إلى اتفاق تاريخي بخصوص إصلاح زراعي يشمل تطوير المناطق الريفية وتوزيع أراض على سكانها. وذكر أندرس باريس المفاوض في وفد فارك أن الاشتباكات الحالية بين المزارعين وقوات الحكومة في شمال شرق البلد تطرح شكوكا في صدق نوايا الحكومة بخصوص الإصلاح الزراعي. وقال باريس "لن تكون ثمة قيمة للحديث في هافانا عن تحديد ملكية الأرض ووقف تملك الأجانب وعن سياسة تحقق مصالح الفقراء والسيادة الوطنية إذا حولت الحكومة ما وافقت عليه إلى كلمات جوفاء." وسد المزارعون الفقراء في كاتاتومبو الطرق واشتبكوا مع الشرطة الشهر الماضي خلال احتجاجات على قيام الحكومة بعملية التبخير الدورية لمحاصيل الكوكا غير المشروعة التي ينتج منها الكوكايين وهي مصدر الرزق الوحيد لكثير من الكولومبيين. ويريد المحتجون أن يزرعوا الكوكا دون أن تضيق عليهم الحكومة الخناق ويطالبون يزيادة كبيرة في الإنفاق على الطرق والرعاية الصحية والتعليم وخلق فرص للعمل. وسعى سانتوس إلى إجراء حوار مع المحتجين لكن الأوضاع تدهورت في الأسابيع القليلة الماضية بعد أن رفضوا إزالة الحواجز التي وضعوها على الطرق. من مارك فرانك