للقرفة تاريخ طويل سواء كتوابل أو كعلاج وهي عبارة عن لحاء بني اللون يستخرج من شجرة القرفة وهي شجرة استوائية دائمة الخضرة يصل ارتفاعها أحيانا إلي 40 مترا, ويخضع لحاء هذه الشجرة لعملية التجفيف وهو الذي يعطيها الشكل الأنبوبي, وتتوافر القرفة بهذا الشكل الأنبوبي أو علي هيئة مسحوق وتتنوع أصناف القرفة إلا أن أشهرها القرفة الصينية والسيلانية والصنف الأخير هو الأفضل نكهة وفائدة إلا أنها أكثر صعوبة في العثور عليها بالأسواق. ولها أيضا فوائد عديده سواء لمرضي السكر, او حرق الدهون في الجسم ومن أهم هذه الفوائد : القرفة تنظم مستويات السكر في الدم من أهم خصائص القرفة وأكثرها شهرة هي تخفيض نسبة السكر في الدم. وقد نشرت مجلة 'ديابيتيس كير' المتخصصة بمرض السكري عام 2003 دراسة حول دور القرفة في مواجهة مرض السكري، وكانت النتيجة أكثر من مدهشة: فقد أجريت الدراسة علي 60 شخصاً من الذين يعانون من النوع الثاني من مرض السكري، تم تقسيمهم إلي ست مجموعات، وتم إعطاء كل مجموعة من هذه المجموعات كمية معينة من القرفة وهي نصف غرام وثلاثة غرامات وستة غرامات من القرفة. وبعد 20 يوماً من تناول القرفة، تبين أن مستوي السكر كان منخفضاً بشكل ملفت للنظر لدي المجموعة التي تناولت كمية أكبر من القرفة 'أي ستة غرامات'. وبعد 40 يوماً من التناول اليومي للقرفة، لوحظ أن مستوي السكر انخفض بشكل رائع لدي المجموعتين المتبقيتين، وتراوح هذه الانخفاض بين 18 و29 في المائة. كما لوحظ في هذه الدراسة أن القرفة خفضت أيضاً نسبة الكولسترول الضار في الدم ودهونه الثلاثية، وتراوح هذه الانخفاض من 10 إلي 24 في المائة بالنسبة للكولسترول، و23 إلي 30 في المائة بالنسبة للدهون الثلاثية، في حين بقيت مستويات الكولسترول الحميد كما هي. دور القرفة في حرق الدهون وخفض الوزن كما رجحت دراسة نشرتها 'المجلة الأمريكية للتغذية السريرية' عام 2007 أن أحد أسباب إنقاص القرفة لمستوي السكر في الدم هي أن القرفة تعمل علي إبطاء إفراغ المعدة، بحيث أن الجسم لا يتفاجأ بكميات كبيرة من السكر في الدم، بل يتم تنظيم دخول الغلوكوز إلي الدم بشكل متعاقب ومتسلسل. وبذلك فإن القرفة تساعد علي تخفيض مستويات السكر في الدم. وعند انخفاض مستوي السكر في الدم، ينخفض أيضا مستوي هرمون الإنسولين، والمعروف بوظيفته البيولوجية المهمة المتمثلة في تخفيض نسبة السكر في الدم حال ارتفاعه والمساعدة علي إدخال الغلوكوز إلي الخلايا، كما أنه يحث الكبد علي تحويل الغلوكوز إلي مادة الغليكوجين، وهو ما يؤدي أيضاً إلي انخفاض مستوي الغلوكوز في الدم. إذاً، تعمل القرفة علي خفض سكر الدم، وانخفاض سكر الدم يؤدي إلي انخفاض هرمون الإنسولين الذي يفرزه البنكرياس في مجري الدم، وهذا يدفع الجسم لاستهلاك دهونه المخزَّنة وحرقها، ذلك أن خلايا البطن المخزِّنة للدهون تستجيب بحساسية كبيرة لارتفاع مستوي الإنسولين، إذ إن ارتفاعه يقلل من حرق الدهون والسعرات الحرارية، لأن وجوده بكمية كبيرة في الدم يجعل هذه الخلايا تعتقد بوجود الكثير من السكر في الدم، وبالتالي فهي لا تعطي دهونها لحرقها من أجل توليد الطاقة. وإذا تم اتباع نظام غذائي صحّي يخفض من سكّر الدم وإرفاقه بتناول القرفة، لن يكون هناك سبب كي يرتفع مستوي الإنسولين في الدم أكثر من اللازم، وبالتالي فإن انخفاض مستوي الإنسولين يعني أن الخلايا الدهنية تستغني عن دهونها من أجل توليد الطاقة، وبالتالي يتم حرق دهون الجسم وبالتالي إنقاص الوزن. من جانب آخر، أثبتت دراسة علمية أن بإمكان رائحة القرفة وحدها مساعدة الدماغ علي تحسين أدائه الإدراكي. كما أظهرت دراسات أخري أن القرفة قد تلعب دوراً واقياً من سرطان عنق الرحم وأورام البروستاتا والرئتين.