نظمت منظمة المؤتمر الإسلامي 'OIC'، بالتعاون مع ' مبادرة دحر الملاريا'RBM'، لقاء مفتوحا ومعرضا للصور في مقر البنك الإسلامي للتنمية في جدة، بالمملكة العربية السعودية لرفع مستوي الوعي حول آفة الملاريا في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي. وأشار المشاركون، في اللقاء الذي عقد هذا الأسبوع، إلي التقدم الهائل الذي أحرز ضد مرض الملاريا وإمكانات الوقاية منه وعلاجه علي مدي السنوات ال 15 الماضية، داعين لزيادة الالتزام والعمل الجماعي لتعزيز الجهود الرامية إلي تحقيق الأهداف الطموحة بالتخلص من الملاريا، ولاسيما في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي. وفي رسالته بهذه المناسبة، أكد الأمين العام للمنظمة إياد مدني، أهمية الصحة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية الشاملة.. مشيرا إلي اعتبار الصحة قضية ذات أولوية علي جدول أعمال المنظمة مع ضرورة الوقاية من الأمراض ومكافحتها، باعتبارها واحدة من المحاور الستة الرئيسية لبرنامج الصحة الاستراتيجيي للمنظمة الملتزمة بمواصلة تعزيز التعاون المستمر مع ' مبادرة دحر الملاريا'. وشدد مدني علي ضرورة مواصلة الاهتمام اللازم بمكافحة مرض الملاريا والقضاء عليه، فضلا عن تعزيز الجهود الوطنية في هذا الصدد، مناشدا بقوة البلدان المانحة والمنظمات الخيرية في منطقة منظمة المؤتمر الإسلامي بزيادة مساهماتهم في جهود مكافحة مرض الملاريا والقضاء عليه بهدف سد الفجوة التمويلية لتحقيق التغطية الشاملة لجهود مكافحة الملاريا. ومن جانبه، قال رئيس البنك الإسلامي للتنمية 'IDB' الدكتور أحمد محمد علي، إن التنمية البشرية هي حجر الأساس للأنشطة التنموية للبنك، ولا يمكن تحقيقها إلا من خلال القضاء التام علي عدة أمراض مثل الملاريا التي باتت تشكل تحديا صحيا في البلدان الأعضاء. وأضاف 'علينا أن نعمل معا لضمان استسلام الملاريا والقضاء عليها، لتظل شعوبنا علي قيد الحياة، فمن غير المتصور أن نتحدث عن التنمية دون وجود مجتمع صحي، حيث تعد ويلات الملاريا واحدة من أهم القضايا الصحية التي تعمل بلادنا علي السيطرة والقضاء عليها'. وتابع 'أنه يبقي هناك الكثير من العمل، ونحن ننتقل إلي جدول أعمال التنمية في مرحلة ما بعد 2015، لنركز جهودنا علي أهداف طموحة للقضاء علي هذا المرض اللعين، حيث شهدنا تقدما هائلا في السنوات الأخيرة، بما في ذلك في بعض بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي'. وبدورها.. قالت المدير التنفيذي لمبادرة دحر الملاريا، الدكتورة فطومة نافو - تراوري، إن زيادة التمويل ستشكل خطوة حاسمة علي طريق تمكيننا من مواصلة جهود إنقاذ الأرواح وقيادة جهود التنمية، وحث قادة الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي - البلدان الموبوءة والجهات المانحة علي حد سواء - علي زيادة التزامها في المشاركة في جهود مكافحة الملاريا والقضاء عليها حتي في المجتمعات المحلية بهذة البلدان. وعلي الرغم من الجهود الجهود المبذولة، تقدر منظمة الصحة العالمية عدد المصابين بمرض الملاريا بما يقرب من 198 مليون شخص حول العالم سنويا، لتحصد أرواح قرابة 584, 000 شخص، 80% منهم من الأطفال دون الخامسة، في الوقت الذي يقدر نحو 131 مليون حالة إصابة جديدة و402.000 حالة وفاة سنويا. وهناك 13 دولة في منظمة المؤتمر الإسلامي هي من بين 23 دولة الأكثر تضررا من الملاريا في جميع أنحاء العالم، لتشكل 80% من إجمالي الحالات العالمية، بما في ذلك نيجيريا، وأوغندا، وموزمبيق، وبوركينا فاسو، والسودان، والنيجر، وغينيا، وإندونيسيا، وكوت ديفوار، والسنغال، والكاميرون، وباكستان، وبنين في إفريقيا جنوب الصحراء الكبري علي وجه التحديد. وتضم قائمة الدول التي تتوطن فيها الملاريا أكثر من 12 دولة في منظمة المؤتمر الإسلامي من إجمالي 18 دولة بالقائمة الأعلي والتي تمثل نحو 90% من إجمالي حالات العدوي بالملاريا في المنطقة في عام 2013. وتمثل الملاريا تهديدا ينذر بتضاعف الإصابة وبمخاطر تهدد التنمية العالمية، لتصل تكاليف مكافحتها في القارة الإفريقية سنويا نحو 12 مليار دولار بحد أدني، ما يساهم بشكل كبير في فقدان الإنتاجية في بعض البلدان، لتصل أعباؤها إلي أكثر من 40% من النفقات الصحية العامة. ومع زيادة التمويل والتنسيق في إطار شراكة دحر الملاريا، انخفضت معدلات وفيات الملاريا بنسبة 47% علي مستوي العالم، 54% في إفريقيا وحدها منذ عام 2000، وتشير التقديرات إلي أنه منذ عام 2001، بلغت الوفيات الناجمة عن الملاريا أكثر من 4 ملايين شخص، غالبيتهم من الأطفال دون الخامسة، كان يمكن تجنبها. وأثبتت الملاريا علي مدار السنوات القليلة الماضية، أنها من أكثر العلاجات تكلفة، وخاصة مع التدخلات ذات الصلة بإنقاذ الأرواح ودفع جهود التنمية الأوسع نطاقا عن طريق الحد من التسرب من التعليم، ومكافحة الفقر، وزيادة المساواة بين الجنسين وتحسين صحة الأم والطفل معا. وتم الربط بين حياة الأشخاص الذين تم إنقاذهم من غول الملاريا وتدخلات المكافحة بنسبة بلغت 20% في الحد من جميع أسباب وفيات الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء الكبري منذ عام 2000، وخلق جيل صحي من الشباب والقيادة للتقدم نحو الأهداف الإنمائية للألفية 'MDG4 '. وفيما يخص الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، فقد تلقت قيادات سياسية قوية دعما من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، بأكثر من 4 مليارات دولار منذ عام 2014، من أجل السيطرة والقضاء علي الملاريا، بما في ذلك، توفير أكثر من 210 ملايين ناموسية معالجة بمبيدات الحشرية تم توزيعها علي الملايين من مرضي الملاريا، وفقا لمباديء توجيهية وطنية فعالة. ومع ذلك لا يزال هناك الكثير من العمل الواجب إنجازه للتغلب علي أستمرار عبء الملاريا الذي لا يتناسب مع وضع مجتمعات الدول في منظمة المؤتمر الإسلامي في جميع أنحاء العالم. ودعا الزعماء والمشاركون في اللقاء لالتزام الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، باتخاذ إجراءات متعددة لضمان القيام بجميع التدابير اللازمة للقضاء علي الملاريا في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي بحلول عام 2030. وشدد المشاركون علي أن زيادة التمويل ستكون حاسمة لتحقيق المزيد من التقدم، بينما بلغ التمويل الدولي والمحلي للملاريا 2, 5 مليار دولار في عام 2012، وهو ما يمثل نصف المبلغ المخصصة من قبل الولاياتالمتحدة ' لمبادرة دحر الملاريا ' والبالغ5, 1 مليار دولار سنويا حتي عام 2020، لتحقيق التغطية الشاملة للتدخلات مكافحة الملاريا. ويأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي في إفريقيا فجوة تمويلية تقدر بنحو 2, 8 مليار دولار خلال عام 2017، علي نطاق متابعة ومكافحة الملاريا والتدخلات للقضاء عليها. كما يأتي ذلك في الوقت الذي تشكل فيه دول منظمة المؤتمر الإسلامي لأكثر من نصف عبء الملاريا علي الصعيد العالمي، وما يترتب عليه من خسائر اجتماعية واقتصادية، خاصة وأن ما يقرب من 85% من حالات الملاريا في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي في الدول الأعضاء في إفريقيا جنوب الصحراء الكبري. والملاريا مرض طفيلي معد بسبب كائن طفيلي يسمي البلازموديوم، وينتقل عن طريق الباعوض ويتسلل، هذا الطفيلي داخل كرات الدم الحمراء في جسم الإنسان فيدمرها، ويترافق ذلك مع مجموعة من الأعراض أهمها الحمي، فقر الدم وتضخم الطحال. وتم اكتشاف الطفيلي مسبب مرض الملاريا في 6 نوفمبر 1880 في المستشفي العسكري بقسنطينة 'الجزائر' من طرف طبيب في الجيش الفرنسي يدعي ألفونس لافيران والذي حاز علي جائرة نوبل في الطب والفيزيولوجيا عام 1907 عن اكتشافه هذا المرض. وينتشر هذا المرض في بلدان العالم الثالث وينتقل إلي الأطفال عبر أكثر من طريقة أهمها البعوض الذي يكثر بعد هطول الأمطار وخاصة في المناطق التي لا يوجد فيها تصريف صحي لمياه الأمطار والمجاري. ويعد هذا المرض من الأمراض الفتاكة، ولذلك أوصت منظمة الصحة العالمية المسافرين إلي المناطق الموبوءة باستعمال الدواء المناسب مباشرة بمجرد الإحساس بارتفاع درجة الحرارة 'أثناء السفر أو بعده' إلي 38 درجة مئوية أو عند ظهور أي أعراض للملاريا دون الانتظار لتشخيص الطبيب.