كان حلما وتحقق

كانت مجرد 'حلم' و'فكرة علمية' طرحها الدكتور فتحي جودة الأستاذ غير المتفرغ بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، وسجلها باسمه برقم '3615' بتاريخ 24 يونية 2008.. تحت عنوان 'حفر قناة جديدة متطورة' دعما للاقتصاد المصري والعالمي علي غرار قناة السويس القديمة 'بسعة وعمق أكبر بحيث تكون قادرة علي استيعاب السفن العملاقة التي أصبحت تتجاهل في صنعها مقاييس وغاطس قناة السويس.. حضر إليّ د.جودة كي أكتب عنها فكان ردي، من الصعب الكتابة إلا بعد تحقيقها عبر رأي بعض العلماء، لكن واختصارا للوقت سوف أنشر لكم مقالا تعرض فيه فكرتك.. وبالفعل نشرت 'الأسبوع' له في العام 2008 مقالًا تحت عنوان 'حفر قناة سويس جديدة متطورة بكفاءة أكبر'.. وعرضه الزميل أحمد المسلماني في برنامج 'الطبعة الأولي' في قناة دريم وقتها.. إلي أن قامت ثورة 25 يناير فتجدد الأمل لدي العالم المصري فعاود طرح فكرته 'مدعومة بدراسة وافية' علي أن تكون المشروع القومي الأول للثورة علي الزميل جلاء جاب الله رئيس مجلس إدارة الجمهورية الحالي فتحمس لعرضها في عموده.. و'السلام ختام' تحت عنوان 'المشروع القومي الأول.. من ينفذه' بتاريخ 22 سبتمبر 2011.. ودعا فيه كافة المتخصصين لدراسة الفكرة ومناقشة هذا العالم لعلها تكون فاتحة خير لمصرنا الحبيبة.. واختتم قائلا : 'يا كل مسئول.. وياكل محب لهذا الوطن قل رأيك.. وعبر عن وجهة نظرك في هذا المشروع.. من أجل مصر بجد'.. وبعد انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية تجدد الأمل لدي الدكتور فتحي، فحضر الي الاسبوع طالبا مني الكتابة عن مشروعه.. فاشترطت أن نذهب سويا الي أبو البنائين في مصر المهندس حسب الله الكفراوي لأخذ رأيه، وبالفعل ذهبنا سويا للقائه في مقر اقامته ب'أكتوبر'.. ولم يرفض المشروع لكنه قال بالحرف الواحد 'في الوقت اللي المصريين موش لاقيين ياكلوا جاي تقولي أحفر قناة سويس جديدة'.. لم ييأس العالم المصري وقام بعمل عدة نسخ من دراسته وأرسلها لرئاسة الجمهورية، والتقي الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس وعرض عليه الفكرة.. وكم كانت فرحتنا عارمة عندما أعلن الرئيس السيسي عن تنفيذ مشروع القناة الجديدة كقناة موازية للقناة القديمة باعتبارها المشروع القومي الأول للرئيس السيسي.. والذي اشترط أن يتم الحفر بأيد مصرية، وبأموال الشعب المصري الذي شكل ملحمة رائعة واستجاب لنداء الرئيس السيسي بأن جمع أكثر من 65 مليار جنيه في 8 أيام دعما لهذا المشروع القومي.. ربما عدل مسار تنفيذ الفكرة بعد أخذ رأي الجيش لدواعي الأمن القومي المصري لكن تبقي التحية الواجبة لهذا العالم الجليل الذي تخطي سن الثمانين.. وتبقي التحية الكبري لشخص الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس الذي تحدي ومعه فريق العمل في إنجاز مشروع القناة في رقم قاسي 'سنة' وكم كانت فرحتنا لا توصف عندما شاهدنا الملحمة 'المعجزة' لدي زيارتنا 'جمعية خريجي الإعلام' الأربعاء الماضي.. وهو ما سوف يسجله له التاريخ.