أثار مفتي ليبيا المقال من منصبه الشيخ الصادق الغرياني، جدلاً واسعاً في الشارع الليبي، بعدما أفتي بجواز دفع الرشوة المالية، مقابل الحصول علي جواز سفر جديد. لدي الغرياني قائمة حافلة بالفتاوي المثيرة للجدل لكنها تعكس بالأساس مواقفه المتطرفة والداعمة للجماعات الإسلامية المتشددة والإرهابية في ليبيا ونشرت دار الإفتاء الليبية علي صفحتها الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس رقم الفتوي '2376' المتعلقة 'بحكم دفع الرشوة لتجديد جواز سفر'. وقالت الدار إن 'فتوي الغرياني جاءت رداً علي سؤال تلقته دار الإفتاء، يتساءل صاحبه عن حكم دفع للرشوة لأجل الضرورة'، موضحاً أن 'ابنته المريضة مرتبطة بموعد للعلاج في تونس، لكن طلب منها دفع مبلغ مالي مقابل تجديد جواز السفر'. وبالرغم من أن الغرياني استهل الفتوي التي اعتمدها وتحمل توقيعه، بالإشارة إلي أن إعطاء الرشوة وأخذها من كبائر الذنوب، معتبراً أن ' هذا الأمر -للأسف- شاع وانتشر بين الناس، وحصل فيه التساهل مع عظيم خطورته، فهو من الجرائم المالية والأخلاقية والدينية، المدمرة للأفراد والمجتمعات، والموجبة للعقوبات الإلهية الخاصة والعامة، لكنه أقر في ختام الفتوي بجواز دفع الرشوة'. وقال في نص الفتوي: 'ولكن إذا حيل بين الإنسان وبين حقه حتي وصل به إلي حد الضرورة، كالمسكن والكساء والقوت، فيجوز له حينئذ أن يصانع بماله بما يدفع الضر عنه، والإثم علي الآخذ'. وصدرت الفتوي المثيرة للجدل وهي تحمل اسماً المفتيين، أحمد ميلاد قدور، ومحمد الهادي كريدان، لكن باعتماد الصادق الغرياني باعتباره مفتي عام ليبيا. ولدي الغرياني قائمة حافلة بالفتاوي المثيرة للجدل، لكنها تعكس بالأساس مواقفه المتطرفة والداعمة للجماعات الإسلامية المتشددة والإرهابية في ليبيا، حيث سبق له أن أفتي في شهر ديسمبر'كانون الأول' من العام الماضي بأن من يقاتل تحت إمرة القائد العام للجيش الليبي الفريق خليفة حفتر من البغاة والجهلة. وتجاهل الغرياني طلب مجلس النواب المنتخب والمعترف به دولياً المثول أمامه للتحقيق معه بشأن فتاويه ومواقفه السياسية، باعتباره من المحرضين علي الحرب الأهلية، واستمرار الفوضي الأمنية والعسكرية في البلاد، لكن الغرياني رفض التحقيق، قبل أن يعلن البرلمان من مقره المؤقت بمدينة طبرق، بأقصي الشرق الليبي عن الإطاحة به من منصبه. ويعد الغرياني الأب الروحي لميلشيات مايسمي بفجر ليبيا المسيطرة علي العاصمة طرابلس منذ صيف العام الماضي، كما أنه من المناهضين لتحالف القوي الوطنية الذي يقوده الدكتور محمود جبريل، وبعد أبرز الأحزاب السياسية الليبرالية في ليبيا. وتولي الغرياني منصبه بطلب من المجلس الوطني الانتقالي السابق، بعدما أفتي بالخروج علي نظام العقيد معمر القذافي في الثورة الشعبية التي أطاحت به بدعم من حلف شمال الأطلنطي 'الناتو' في شهر فبراير 2011.