فى إطار حملة الفوضى المؤسساتية التى تعيشها الدولة الليبية منذ ما يقرب من عام، فمن صراع المؤتمر الوطنى على البقاء وصراع ثلاث شخصيات على منصب رئيس الوزراء، خرج الصادق الغريانى مفتى ليبيا بفتوى تحريضية تدعو أبناء الوطن الواحد إلى المواجهات المسلحة. وأصدر مفتى ليبيا الدكتور الصادق الغريانى فتوى تقول "إن من ينضم إلى اللواء خليفة حفتر ويموت معه، يخشى أن يموت ميتة جاهلية، وكل من يقاتله ويموت فهو شهيد وفى سبيل الله" حسب قوله. وأضاف الغريانى فى برنامج "الإسلام والحياة" الذى تبثه قناة الوطنية الليبية وتشرف عليه دار الإفتاء، أن هذا الكلام منشور وموجود على موقع دار الإفتاء، وإننا اليوم نزيده تأكيدا ونبينه ونقرره، ونقول للناس الذين يقاتلون مع حفتر "إنكم بغاة خارجون عن طاعة ولى الأمر الواجبة طاعته شرعا، وإنكم تقاتلون الناس ظلماً، وعلى الناس أن يقاتلونكم جميعا بأمر الله سبحانه وتعالى لأنكم بغاة" حسب قوله. وتأتى تصريحات الغريانى فى ظل أنباء تواردت حول قصف قوات الجيش الليبى لمقر دار الإفتاء فى طرابلس بصواريخ "أر بى جى"، وهو ما نفاه قائد سلاح الجو التابع لعملية الكرامة ببنغازى العميد صقر الجروشى، وقال "نختلف مع سماحة مفتى الديار الصادق الغريانى فى بعض الأمور، لكننا لا نعتبره خصماً لنا على الإطلاق، إذ لا علاقة لنا بالأمور الدينية ولا السياسية". يذكر أن فتوى الغريانى تتشابه مع فتوى يوسف القرضاوى التحريضية ضد الجيش المصرى، حينما دعا المتشددين والإرهابيين من كافة أرجاء الأرض إلى مساندة الرئيس المعزول محمد مرسى، وأباح القرضاوى فى فتواه دماء أبناء الجيش المصرى من أجل جماعة الإخوان التى استباحت دماء المصريين، ولجأت إلى أساليب العنف والإرهاب لضرب مؤسسات الدولة المصرية. من جانبه أكد الإعلامى الليبى عمر الكدى أنه من أكبر أخطاء مصطفى عبد الجليل، رئيس الجلس الانتقالى السابق، تعيين الصادق الغريانى مفتيا لليبيا، لأن الغريانى سلفى شديد التطرف، وأقرب للمذهب الوهابى من المذهب السنى المعتدل الذى يعتنقه غالبية أبناء الشعب الليبى، مشيرا إلى أن الغريانى عرف عنه التطرف الشديد فى كل شىء، ومعظم الفتاوى التى تصدر عنه أقرب إلى التطرف. وأوضح أنه كان يحرض على قائمة محمود جبريل التى خاضت انتخابات البرلمان الليبى العام، ووصف القائمة بالكافرة. وأشار "الكدى"، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن الصادق الغريانى أحد المدافعين عن "أنصار الشريعة"، وأحد المنددين بتصريحات الحكومة الليبية التى وصفت جماعة أنصار الشريعة بأنها منظمة إرهابية، مؤكدا حاجة المواطن الليبى إلى مفتى منهجه وسطى.
