ينظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية بعد غد الثلاثاء 21 ابريل الساعة السابعة مساء ندوة لمناقشة المجموعة القصصية 'أولاد الحور' للأديبة د.غادة العبسي. يناقش المجموعة الناقدتان ندا يسري ورانيا ثروت. ويدير الندوة الأديب منير عتيبة المشرف علي مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية. يذكر أن 'أولاد الحور' هي المجموعة الثانية لغادة العبسي بعد مجموعتها 'حشيشة الملاك'، وقد حصلت غادة العبسي علي عدد من الجوائز هي: المركز الأول مكرر في المسابقة المركزية الأدبية التي أقامتها هيئة قصور الثقافة لعام 2014 دورة صبري موسي عن مجموعة 'أولاد الحور'. جائزة نازك الملائكة للإبداع النسوي في مجال القصة لعام-2014 عن قصة 'مانوليا' والتي تنظمها وزارة الثقافة العراقية وقد فازت بالمركز الثالث تمثيلاً عن مصر. جائزة إحسان عبد القدوس للقصة القصيرة لعام 2014 عن قصة 'وحياة قلبي وأتراحه' الفائزة بالمركز الثاني مناصفةً. يقول الناقد العراقي كاظم حسوني عن المجموعة: 'أولاد الحور المجموعة القصصية الفائزة بجائزة القصة بمصر لعام 2014 هيئة قصور الثقافة المسابقة المركزية، للقاصة المبدعة غادة العبسي والتي سبق لها قبل أشهر اختطاف جائزة القصة في مسابقة نازك الملائكة ببغداد، لعل أول ما يلفت في قصصها النكهة الخاصة او النبرة الشخصية الصرفة، والتي نجدها في معظم نصوصها، اذ ان مرويات غادة العبسي تميز اشتغالها علي المناخ اليومي والبيئة المحلية وحرارة الواقعية المخلصة، علاوة علي قدرتها الفائقة في التقاط اللامرئي والجزئيات المبثوثة في الواقع الحياتي والمتخيل المرسوم بريشتها الملونة شديدة الحساسية، ، في نصوصها الاصوات تتعدد بما يتبعها من تعدد في مستويات السرد لنقل رؤي ابطالها ودقائق ملامحهم واصواتهم المميزة وافعالهم، لكشف البيئة المحلية بأمانة وصدق، بغية صهرها في لوحات قصصية مترعة بالالوان والتقنية العالية، ويستطيع القارئ ان يستدل علي ملامح تجربة القاصة وخصوبة خيالها من خلال المحلي الذي يعمق روحية هذا الفن، والتمكن من نسج صورا قصصية حية بوجودها وظلالها ونمط سلوكها ومخاوفها، وخصوصية تماهي فيها الواقعي والمتخيل، كما تجلي ذلك في قصص 'غطاس الحبوبة' 'فقيد ثقيف' و 'أولاد الحور' فضلا عما تكتنز به من شفافية وعمق عبر مضامينها الانسانية ومعانيها الكبيرة'. وتقول الناقدة المخرجة أسماء إبراهيم: 'ربما كانت غاية ماركيز التي تشاطرها العبسي هو الحكي المعتمد علي تذكر رحلة العمر وتجاربها، وقارئها يستشعر أنه بصدد كاتبة عاشت تجربتها الحياتية علي حداثة سنها 'لك ان تعتبر ذلك في حد ذاته مفارقة أخري تضاف لمفارقات المجموعة' ومجموعتها تلك جديرة بدراسة لا مجرد عرض. 'أنت بصدد كاتبة عاشت!!' هكذا تُحدث نفسك بعد قراءتك لأولاد الحور. فالعبسي تتخم مجموعتها بقضايا عديدة.. بلاد وعباد وقوميات وأمصار شكلت وجدانها وتسدعيها بتذكرها الآن بعفوية وبساطة باديتين، وإن تزيّت أغلب قصص المجموعة ببعد وطني كان بمثابة هاجس لدي الكاتبة، هموم ومخاوف تحاول السيطرة عليها عبر دفقها بطول المجموعة ولكنها لا تسفحها بشكل مجاني. إذ يبدو تقتيرها حين تجعل حيرتها وقلقها في عمق نصها لا في صدارته, وعلي القارئ العزيز أن يستشفه ويتنسمه'. ويضيف الناقد سيد ضيف الله:' بتجميع هذه الخيوط وغيرها في قصص أخري بمجموعة غادة العبسي القصصي يمكننا أن نقول إن القصة يمكنها أن تقف علي الأطلال بشروطها الثقافية الخاصة، حيث تضفي أبعادًا إنسانية وملامح فلسفية علي معني الطلل بحيث يعكس أزمات الإنسان المعاصر الوجودية والاجتماعية؟!'. وتقول الناقدة والمترجمة سلمي هشام:'حين تترك مجموعة 'أولاد الحور' من يدك لابد أن يعلق بها بعض من العطر والمسك والعنبر الذي تزخر بهم كتابات غادة العبسي حرفيًا، والتي تنثرهم برقة ودون ابتذال في قصص المجموعة الثماني عشرة. 'يا رب.. أنا فرشتي مش جنة، وأنا مش حورية هربانة من رضوان، بس قلبي بياضه دافي زي الشمس وأسود حتة فيه مسك'. كما يجب أن تحاذر وأنت تعبر من قصة إلي أخري، حتي لا تفوتك 'لوحة دانييه' المقلدة ل'جوستاف كلمت' في قصة فقيد ثقيف، أو لا تنتبه ل'البرنامج الموسيقي'وهو يعزف شيئًا ل'باخ' في قصة 'محاكاة'. لا يحدث صدام بين المرأة والرجل في هذه المجموعة، حيث تبدو هي متمسكة بأنوثتها، لكن ساعية في نفس الوقت إلي حمايته وحنانه والانضواء تحت جناحه الرحيم، مثل قصة 'سمسرة نداء'، أو قصة أعباء الليل والنهار'. 'الأسبوع ' تلقي الضوء علي بعض سطور من أجواء المجموعة: 'مرحي.. مرحي.. كم كنت أشتاق طلعتك.. بسمتك.. حنانك.. تلك الفرحه برؤيتي التي أفتقدها من اكثر من عشرين عاما.. آآآه.. كم أشعر أن عبء ثقيل قد ازيح من علي و كأن قلبي تم غسله و أصبح بلا أوجاع و روحي كأنها فراشه.. كل شئ.. كل شئ يا أمي أصبح أنقي.. أخف.. أصفي و انت أيضا كم أشتاق إليك, ربما ليس لدينا ذكريات كثيره سويا ولكن أنت أكثر إنسان تمنيت وجوده بجانبي, كم تخيلت قوتي و أماني بك.. الآن تضميني و تمسح علي رأسي و تقبل جبيني و إبتسامتك الهادئه تشع نور و سكينه., أنتم جميعا اشتقت إليكم, كم أشعر بالحريه بوجودي بينكم بملامحكم الباسمه الوديعه.. من أين أتيتم بهذه السكينه؟, كيف إحتفظتم بنضارتكم, يبدو عليكم الشباب, جميعكم يبدو في الثلاثين من عمره حتي أنا صغرت عشرين عاما.. هل وجودنا سويا أعاد إلينا جميعا شبابنا؟.هل تعلموا.. لقد كنت أسير مثقله بالهموم و الآلام.. حقا تعبت من الحياه, تمنيت أن أرتاح و الآن أرتااح. يدخل الضابط قائلا : أفسحو.. أفسحو.. هل تفحصتم النبض؟ - نعم.. لقد توقف نبضها - هل عرف أحدكم رقم السيارة التي صدمتها؟ - نعم أنا - ما رقمها - ق.د.ر – 5111'.