قرية 'بدر حسون' اللبنانية لا تشبه بقية القري، لا نجد فيها بيوتاً أو سكاناً.. هي قرية من نوع آخر، صديقة للبيئة، تصنع مختلف أنواع الصابون العطري والعلاجي والزيوت وأعشاب 'ديتوكس' لإزالة السموم من الجسم وتنحيفه، وصولاً إلي الكريمات ومستحضرات العناية بالبشرة. وكلها صناعات 'بلدية' بامتياز منتجة من قلب الطبيعة لا يدخل في تركيبتها أي مواد كميائية. وتقع القرية المبنية وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية، والحائزة علي ترخيص من 'ايزو' للجودة والنوعية، في منطقة الكورة في شمال لبنان. وبنيت القرية منذ أكثر من 6 سنوات، ونقشت ورسمت بأشكال تقليدية لتحيي التراث الغني بالمواد الطبيعية غير العضوية. وتمتدّ قرية بدر حسون علي مساحة 15 ألف متر مربع وتضمّ معملاً ومختبراً علمياً وحديقة ومطعماً ومنتجعاً سياحياً. ويشرف حسون شخصياً علي زراعة المواد العضوية الطبيعية اللازمة لهذه الصناعة، بالإضافة إلي مبان سكنية لأفراد عائلته الذين يعملون معه. ونظراً الي طبيعة مكان المصنع والمناخ المحيط به والمقومات القروية، كانت تسمية المصنع ب 'القرية'. ويعود تاريخ عائلة حسون في صناعة الصابون إلي حوالي 600 عام وفقاً لما جاء بأ'سي إن إن' بعدما توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، علماً أن حسّون بدأ العمل في مهنة الذهب، ولكن القدر أعاده إلي مهنة الأجداد، بعدما سُرق معمل ومتجر الذهب الذي ورثه عن والده ويقول حسون: 'بدأت من الصفر في صنع مادة الصابون، واعتمدت الطريقة التقليدية في محترف خان الصابون الشهير في طرابلس، فوجدت إقبالاً من التواقين الي الصابون البلدي المفقود، ما ساهم في تشجيعي علي المتابعة والابتكار.' منتج 'ابن عيلة:' وتُعد منتجات المصنع الأولي في الشرق الأوسط الحاصلة علي شهادة 'حلال طيبة' ما يعني أن المنتج خال من أي مواد حيوانية أو كيميائية أو اصطناعية. ويؤكد حسون أن 'الدقة في التصنيع هي أكثر ما تحتاج إليه هذه الصناعة، فنحن نستخدم العطور النادرة التي تعتبر أقوي من الزمن لأن للذاكرة عطر الماضي بحلاوته ومرّه.' وتلقي منتجات القرية رواجاً كبيراً في الأسواق الخارجية لما تتمتع به من جودة عالية، ويلفت حسون إلي أنهم أول من صدّر الصابون إلي مرسيليا، ثم بدأت المنتجات تغزو الصين وأمريكا وأوروبا بالإضافة إلي الدول العربية. ويضيف حسون: 'لدينا 1400 صنف من الزيوت الطبيعية العضوية المنتجة من الأعشاب كالخزامي والمرمية وإكليل الجبل ونحو 700 نوع من الصابون.' ويفخر حسون بمقولة 'صابون المصنع ابن عيلة، ' معتبراً أن 'عطره يبقي علي الجسم 24 ساعة بأنواعه المختلفة سواء كان من المسك أو العنبر أو الياسمين وغيرها، إلي درجة أن الاستحمام بمنتجاتنا من الصابون تحوّل من روتين يومي إلي متعة، ولا يخفي علي أحد ما للعطور الشرقية من تأثير علي الراحة النفسية للانسان.'