خسرت الساحة الأدبية الألمانية بوفاة الأديب' غونتر غراس 'عن عمر ناهز 87 عاما أحد أبرز روادها في النصف الثاني من القرن العشرين. فما هي أبرز محطات حياة أيقونة الأدب الألماني الذي طبع بأعماله الأدب العالمي. اديب كبير ذو مواهب عديدة، مشهور بتأليف القصص والدراما بجانب كتابة الشعر الوجداني. ويعرف عنه اهتمامه بالسياسة ودفاعه عن قيم المساواة والتسامح والسلام وتجمعه صداقة حميمة مع المستشار شرودر. حاز عام 1999علي جائزة نوبل للآداب. ولد الأديب الألماني غونتر غراس في 16 أكتوبر 1927 في مدينة دانتسيغ التي اقتطعت من ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية وضمت الي بولندا وأصبحت تدعي حينئذ ب 'غدانسيك'. اضطر غراس عام 1944 الي المشاركة في الحرب العالمية الثانية كمساعد في سلاح الطيران الألماني. وبعد انتهاء الحرب وقع عام 1946 في أسر القوات الأمريكية إلي أن أطلق سراحه في نفس العام. درس 'غونتر غراس 'فن النحت بمعهد التدريب المهني في مدينة دوسلدورف الألمانية لمدة سنتين '1947 1948' ثم أتم دراسته الجامعية في مجمع الفنون في دوسلدورف وجامعة برلين '1946 1956'، حاصلا علي شهادة جامعية في فن الرسم والنحت الدقيق. بعد ذلك حملته قدماه الي مدينة برلين حيث أكمل دراسته العليا في جامعة برلين للفنون لغاية عام 1956. عاش الأديب الألماني الكبير لغاية عام 1959 في فرنسا وانتقل مجددا إلي برلين حيث عاش فيها لغاية عام 1972. واليوم يعيش غراس بالقرب من مدينة لوبيك في شمال ألمانيا. واعمال 'غراس 'في الادب منها 'أوسكار'، ذلك الطفل المعاق الذي يرفض النمو طوعا ليكون شاهدا علي تاريخ لن ينسي، هذا الطفل الذي أراد له غراس أن لا يكبر في إدراكه الحسي للأشياء فظلت مداركه مدارك ولد يافع غير مكتمل النضوج، بعدما شاهد وهو داخل مبني قديم يمارس فيه هواية القرع علي الطبلة، من أحد الشقوق، ثلة من الجنود يقتلون بعض الناس. أوسكار، أنه بطل رواية 'الطبل والصفيح' '1959'. وبهذه الرواية يكون غراس من أوائل من كتبوا عن ذكريات ومخلفات الحرب العالمية الثانية باللغة الألمانية لينال بذلك شهرة عالمية عظيمة. وتدور أحداث هذه الرواية في معظمها في مسقط رأس الكاتب 'مدينة دانتسيغ'. وترجم هذا العمل الكبير إلي لغات عالمية كثيرة من بينها العربية أيضا. وهذه الرواية هي جزء من ثلاثيته المعروفة ب 'ثلاثية داينتسيغ' وتضم أيضا الروايتين 'القط والفأر' '1963' و 'سنوات الكلاب' '1963'. وتميز غراس في ثلاثيته هذه بلغة مجازية مليئة بالصور والرمز. ومن رواياته المشهورة 'مئويتي' '1999' و'مشية السرطان' '2002'.