قال الكاتب الأمريكي أندرو جيه باسيفيتش إن الفشل في العراق وما أسهم به فيما آلت إليه الأوضاع في المنطقة، قوّض المساعي الأمريكية للهيمنة المطلقة في الشرق الأوسط عملا ب'مبدأ كارتر'. وأضاف باسيفيتش - في مقال نشرته مجلة 'سبكتاتور' البريطانية - أن محاولات إدارة الرئيس أوباما إصلاح ما أفسدته سابقتها علي هذا الصعيد، لم تتمخض إلا عن الكشف عن مدي القصور في فعالية الغارات الجوية بغير طيار والقوات الخاصة كوسائل وأدوات سياسية. وأكد باسيفيتش، الذي يعمل أستاذا للتاريخ والعلاقات الدولية بجامعة بوسطن، أنه يمكن الجزم بأن الولاياتالمتحدة لم تتبنّ أي سياسة تجاه الشرق الأوسط منذ سنوات كثيرة، إلا إذا اعتبرنا محاولاتها عبثا سدّ الثغرات والحيلولة دون اتساعها، بمثابة سياسة. ورأي أن ظهور طهران علي الساحة لاح بديلا ممكنا لتلك المحاولات الأمريكية اللانهائية لسد الثغرات في المنطقة، واعتبر هذا النحو من التفكير ينطوي علي اعتراف ضمني من جانب واشنطن وحلفائها أن استعادة الاستقرار ولو رمزيا بالمنطقة لن يتأتي إلا باضطلاع إيران بدور يتناسب مع وضعها التاريخي، وشبه الكاتب اعتراف أوباما بهذا الدور لإيران، باعتراف الرئيس الأسبق نيكسون بدور الصين. ورجح باسيفيتش أنه حال نجاح المفاوضات في إبرام اتفاق نهائي كامل التفاصيل، دون عرقلة من جانب الكونجرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون، فلن تقدم واشنطن علي توجيه ضربات عسكرية ضد طهران في أي وقت قريب، كما لن تقدم إسرائيل علي ذلك إلا إذا كان رئيس وزرائها نتنياهو يريد تمزيق العلاقات مع أمريكا. وقال ' الأمر المرجح هو إعادة تقييم العلاقات بين القوي، وهو الأمر الذي لم يحدث في هذا الجزء من العالم منذ عام 1956.. وكجزء من هذا التقييم الجديد، لن تسعي واشنطن إلي أي طموح جديد للهيمنة'. وأضاف ' المشكلات الإقليمية تتطلب حلولا إقليمية، وحين تعي إسرائيل أنه لم يعد بمقدورها استدعاء أمريكا وقتما يحلو لها، فسيتعين عليها البحث عن طرق للتكيف مع الواقع الجديد أو مواجهة خطر العزلة، وقبل كل شيء لن يعود في مقدور أي من أمريكا ولا إسرائيل الاعتماد علي القوة الغاشمة لتحقيق رغباتها'.