سحر الشرق، ليلة الخميس، أنا والشوق، ڤوياچ، سيلڤر، روبرتوكافالي، أشواق، ورد جوري، كلمات. كلها أسماء لعطور وروائح غزت البلاد عن طريق أشقائنا السوريين بمناطق وسط البلد، فبعد أن برعوا في تجارة المفروشات والأقمشة والستائر، إلا أنهم تفوقوا أيضاً في تركيب العطور النادرة ذات الرائحة المميزة. فهذا محل 'سحر الشرق ' لأصحابه محمد و ريمون وسامي ' وهم يحملون الجنسية السورية، علي الرغم من الظروف الصعبة ألتي واجهتهم خلال الحرب الأهلية في بلادهم، إلا أنهم رفضوا الإنضمام لطابور اللاجئين، وقرروا السفر إلي بلدهم الثاني مصر للعمل بالتجارة والكسب بعرق جبينهم، وكانت المفاجأة أن جعلوا لهواء منطقة وسط البلد بالقاهرة رائحة مميزة تفوح بالشوارع المحيطة فتجذب الماريين بالقرب من المكان، بحثاً عن مصدر هذا النسيم ألذي بالفعل يحمل في زراته سحراً خاصاً بالشرق، فجاء العنوان الذي يعلو المحل معبراً بالفعل، يقول 'محمد ' في حوار لبوابة 'الأسبوع 'انه وشركائه بدأوا مشروع بيع وتركيب العطور السورية منذ حوالي 6 أشهر، و أن أقبال المصريين علي شرائها مرضي، بالنسبة لهم، خاصة وأنهم يعرضونها في أحجام مختلفة، وأسعار تناسب الجميع، ويقول 'ريمون ' أحد الشركاء بالمحل أن الآسنسات المركزة تخلط مع مادة الكحول والمثبت وماء مقطر ونقوم بالتركيب امام الزبون وحسب طلبه فالبعض يرغب في العطر المركز والبعض يرغب في المخفف. مضيفاً بأن ما يجعل العطور السورية ذات سحراً خاص، هو سرالمواد المخلوطة والمكونة لنوع العطر، فمثلاً أخر تركيبة أبتكرتها أيديهم لعطر يحمل أسم 'سحر الشرق ' والذي كانت نسبة الإقبال عليه كبيرة من المصريين رجال ونساء وخاصة الفتيات المقبلات علي الزواج، والتي يوفرون لها أيضاً أنواع خاصة من الكريمات ألتي تنال إعجابهم، ، نظراً لملمسها الناعم علي بشرتهم، ومن المعروف أن السوريون يتوارثون مهنة بيع وتركيب العطور الدمشقية عن الاباء والاجداد فمنهم من يعمل في هذه المهنة منذ 60 عاما، وربما يرجع السبب في ان العطور السورية لها سحراً خاص هو نبات الوردة الدمشقية والتي تعتبر هي الاساس في تركيب العطور وقد اخذها الغربيون من دمشق وعملوا علي اكثارها واصبحوا يستخدمونها كمادة اولية في تركيب اشهر ماركات العطور.