استقبل اليوم فضيلة الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي، للاستماع إلي رؤية الأزهر الشريف حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، والتعرف علي جهود الأزهر في مواجهة التطرف والإرهاب. قال فضيلة الإمام الأكبر، إن الأزهر الشريف يقوم بالحفاظ علي تراث المسلمين، الذي يتسم بالوسطية والاعتدال، من خلال مؤسساته التعليمية والدعوية، موضحًا أن منهج الأزهر ورسالته قائمة علي التعددية الفكرية والمذهبية، لذلك لا يوجد من بين المتطرفين والمتشددين مَن تخرج من الازهر الشريف، لأن فكر هذه الجماعات يعتمد علي الإقصاء والتكفير، بينما يعتمد المنهج الأزهري علي التعدد وقبول الآخر، ومزج التراث القديم بالنظريات الحديثة. وأوضح فضيلته أن الرؤية الشاملة للأزهر تعمل علي إقرار السلام علي كافة المستويات، كما أن فلسفة الأزهر تقوم علي إيجاد صيغة تفاهمية لإزالة الخلافات بين السنة والشيعة، والأزهر الشريف قام في ديسمبر الماضي بعقد مؤتمره العالمي في مواجهة التطرف والإرهاب، والذي دعي إليه رموز علماء السنة والشيعة، ورؤساء الكنائس الشرقية، وبعض الطوائف الأخري، وفيه أعلن الأزهر موقفه الواضح والرافض لتهجير الأقليات، مؤكدًا أن المسلمين وغيرهم علي أرض الشرق متساوون في الحقوق والواجبات. كما أكد فضيلته أن الإسلام بريء من الإرهاب ومن الجماعات المسلحة والميلشيات الطائفية التي تمارس القتل والذبح، فسيدنا محمد – صلي الله عليه وسلم – لم يبعث بالسكين بل بعث رحمة للعالمين، موضحًا أن الأزهر سيحضر مؤتمرًا يجمع بين حكماء الشرق والغرب في مدينة فلورنسا الايطالية خلال مايو المقبل، لبحث حلول للمشاكل العالمية القائمة، وإيجاد صيغة للتعاون بين الحضارتين الشرقية والغربية. وأشار الإمام الأكبر إلي جهود بيت العائلة المصري، في نشر ثقافة السلام والتعايش بين المسلمين وغير المسلمين في مصر، حيث تنبثق منه عدة لجان، منها لجنة تقوم بتنقيح مناهج التربية والتعليم لاستبعاد مايمكن أن يثير الفتنة، ولجنة للمصالحة تعمل علي معالجة المشاكل بين كافة أطياف المجتمع، وقد تم رصد بعض التدخلات الخارجية المقصودة لاحداث الاضطراب في الداخل المصري، ونجح بيت العائلة في مواجهتها. وأكد فضيلة الإمام أن سياسات الولاياتالمتحدة في المنطقة تسهم بشكل كبير في اضطراب المنطقة وتقف عائقًا في وجه إحلال السلم العالمي بالازداجية والكيل بمكيالين في كثير من القضايا الإقليمية والدولية، وفي الوقت الذي تعلن دعمها للتحالف العربي ضد الجماعات الحوثية، تدعم علي الجانب الآخر قوي إقليمية تمول وتساند هذه الجماعات، وتعبث بأمن منطقة الخليج، ولن يقابل هذا العبث إلا بالمقاومة مهما كان الثمن، وتساءل فضيلته: هل الولاياتالمتحدة علي استعداد أن تغير سياساتها، وتستمتع إلي رأي الحكمة؟ وأعلن فضيلة الإمام أن الأزهر علي استعداد للتعاون الثقافي والعلمي، لإيصال صوت الأزهر الشريف إلي الشعب الأمريكي وإلي العالم كافة، مضيفًا أن الأزهر سوف يقوم قريبًا بإطلاق فضائية تحمل صوت الأزهر الشريف وفكره المعتدل إلي العالم أجمع، موجهًا الشكر إلي دولة الإمارات العربية المتحدة، لدعمها لجهود الأزهر الشريف في هذا الصدد. من جهته أعرب الوفد الأمريكي عن سعادته بوجوده في أعرق مؤسسة إسلامية في العالم، مؤكدًا حرص الولاياتالمتحدة علي الاستماع إلي صوت الأزهر الذي يمثل صوت الوسطية والاعتدال، وقد وجه الوفد الشكر لفضيلة الإمام علي شفافيته في تقديم النصح إلي الولاياتالمتحدة، ووعدوا بإيصال صوت الازهر إلي الإدارة الأمريكية.