استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف اليوم الأربعاء السيد نافديب سوري سفير جمهورية الهند بالقاهرة، لتوديعه قبل مغادرته مصر بعد انتهاء مدته الدبلوماسية بها. وفي بداية اللقاء، رحب فضيلة الإمام الأكبر بالسفير الهندي، وشكره علي الجهود التي بذلها لتعزيز التعاون بين مصر والهند، متمنيا له المزيد من التوفيق والنجاح في مسيرته المهنية والدبلوماسية. وأوضح فضيلته أن السفير نافديب سوري قد عايش خلال مدته الدبلوماسية في مصر فترة من أهم فترات التاريخ المصري، خاصة في ظل ما واجه مصر والعالم العربي من الأخطار والتحديات خلال تلك الفترة، وهو ما يجعل لديه دراية كبيرة بالواقع المصري والعربي. وأشاد فضيلته بالتجربة الهندية في استغلال التنوع والتباين الثقافي والديني لتحقيق نهضة اقتصادية تمكنت من خلالها من الانتقال من كونها إحدي دول العالم الثالث، إلي أن تكون أحد أقوي الاقتصاديات العالمية، حيث حققت تقدمًا شهد له العالم أجمع في شتي المجالات، مضيفا أن مصر دولة بها كل مقومات التقدم فشعبها واحد ولغتها واحدة ودينان يعيش أفرادهما في حب وسلام منذ فجر التاريخ، بما يمهد أن تكون هذه الوحدة دافعًا لنهضة شاملة. من جهته قال سفير الهند بالقاهرة: إنه قضي أفضل ثلاث سنوات له في عمله الدبلوماسي خلال وجوده بمصر علي المستويين الرسمي والشخصي، مضيفًا أن علاقات بلاده بمصر والأزهر الشريف هي علاقات قديمة ومتينة، وسوف تستمر لأنها تستند إلي عمق تاريخي وثقافي. وأضاف 'سوري': أن الهند تتابع باهتمام بالغ تصريحات فضيلة الإمام الأكبر، وتستفيد منها وتحاول أن تطبقها، حيث إنها تمثل رسالة للتسامح والتعايش بين مختلف الأديان والمذاهب، مشيرًا إلي أن الهند بها أكثر من 180 مليون مسلم، وهو أكبر تجمع للمسلمين في العالم، ومع ذلك نادرًا ما يسمع أحد أن هنديًّا مسلمًا انضم الي أي من التنظيمات الإرهابية. وأشار 'سوري' إلي أن الهند اشتركت في المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، كما أن لبلاده عديدًا من الاستثمارات في منطقة قناة السويس التي تعمل بالفعل، مضيفًا أن بلاده تنسق مع وزارة السياحة لتشيجع السياح الهنود علي زيارة مصر، حيث نظمت الهند بالتعاون مع مصر مؤخرًا مهرجان 'الهند علي ضفاف النيل'، وذلك بهدف تشجيع السياحة الهندية إلي مصر.