قال السفير نافديب سوري، سفير الهند بالقاهرة، إن شهر رمضان هو شهر الصوم والصلاة في كافة أنحاء العالم، وهو شهر مواجهة النفس والمصالحة. وأضاف أنه عندما أتى إلي مصر لأول مره منذ عدة سنوات، لمست عمق الروابط الأسرية وحسن الضيافة والمودة السائدة في المجتمع المصري أثناء صيام هذا الشهر الكريم، حيث أوضح أن الامتناع عن الملذات يشيع الطمأنينة في النفس ويقوي الروح، فنحن نمتنع عن الأشياء التي تغذينا بحيث نصل إلى إدراك أعمق بالله وبنعمة. وأوضح، أن في الهند التي تضم ثاني أكبر تجمع إسلامي في العالم، يصوم المسلمون خلال شهر رمضان بنفس الروح وتقام احتفالات كبيرة في عيد الفطر، ومثل كافة الاحتفالات الهندية مثل مهرجان الديوالي أو الهولي أو الكريسماس نشهد في رمضان روعة تجمع الناس معا، بغض النظر عن ديانتهم أو مستواهم الاجتماعي أو اللغة التي يتحدثونها. وأشار إلى أنه قد دخل الإسلام الهند خلال حياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام حيث انتشر هذا الدين عبر بحر العرب من خلال التجار الذين أتوا بأخبار هذا الدين الجديد العظيم، موضحا أنه يوجد في جنوبالهند ثاني أقدم مسجد في العالم والذي أنشئ عام 629 ميلادية، وبمرور السنين انتشر الإسلام وقام الملوك الفاتحين من وسط آسيا بتأسيس أسر حاكمة في الشمال وقد حكمت إحداها، وهي الإمبراطورية المغولية، لأكثر من 300 عام وسيطرت على مساحات شاسعة من الأرض، وقد شهدت الحقبة المغولية ازدهارا في الفنون والعمارة حيث شاهدنا إنشاء تاج محل الرائع كما شهدت تلك الحقبة تقدما اقتصاديا وتسامح ديني. وأكد أن الإسلام يعتبر اليوم عنصرا هاما من عناصر النسيج الهندي ويمثل عامل إثراء لكل أوجه الحياة سواء مجال الأعمال أو التجارة أو السينما أو الفنون أو السياسة، ويتمسك المسلمون في كافة أنحاء الهند بفضائل دينهم ويمتزجون في إطار الثقافة الهندية المركبة، ويرى غالبية الهنود سواء كانوا من الهندوس أو المسلمين أو السيخ أو المسيحيين، أنفسهم جزء لا يتجزأ من الهند ويؤمنون بأن تقدمهم ورفاهيتهم لا تحدد بناء على طبيعة معتقداتهم لكن تحددها مواهبهم واجتهادهم في العمل. واختتم السفير الهندي، قائلاً تتمنى الهند الخير لمصر وأن يكون رمضان وقتا للمشاركة والمصالحة والبهجة وهي نِعَم حقيقية من نِعَم هذا الشهر الفضيل.