تحمل 'رياح الشر' أنباء مفجعة، عن 'نحر' واحد وعشرين من 'شباب الوطن'.. بسكين 'ضال' لشواذ الدين.. وعبدة 'الدم' من 'دواعش الموت والخراب'.في ليبيا.. وتعقبها بساعات، فواجع متتالية عن 'واحد وعشرين آخرين من صيادي كفر الشيخ' خضعوا للأسر علي يد 'عصابة شبيهة' تدعي 'فجر ليبيا'.. ينتظرهم هم أيضا 'سكين شارد' يقف منتظرا خضوع رقابهم الطاهره ل 'نصله السام'. قبلها.. وبعدها.. لم يتوقف 'نهر الدم' عن السريان في ربوع الوطن.. وتمددت مواكب الشهداء.. تودع 'زهوره اليانعة' وتكدست صفحات الصحف ب 'سواد حالك'.. وتحولت الأقلام.. لمفارز، تقطر 'حزنا، ودموعا، وألما'.. وانطفأت بهجة شاشات التلفاز، من طغيان لون الدم 'الأحمر'.. والحزن 'الأسود' علي برامجها، وموضوعاتها.. فلم تعد تحمل لنا في ذروة 'ساعات المشاهدة'.. سوي 'أمهات' يتبدلن علي مواكب 'الوداع الأخير'.. و'أطفال' يبكون الراحلين من الآباء.. وزوجات.. شابات.. يترملن وهن في 'فترات توهجهن الإنساني والحياتي'.. ووطن يبكي ملء عينيه فلذات كبده، ممن افتدوا بأجسادهم 'سلامته واستقراره'. ندرك أن 'مواكب الشهداء' تغرس في كل نقطة دم 'تراق' روحا متجددة.. تمنح الوطن 'المستهدف' قدرة علي البقاء.. ونعرف أن 'السواد' الذي تتشح به 'قلوب الحياة' في بلادنا، هو 'انبلاجة' لفجر قادم.. مهما تمدد 'الموت' علي أريكة العنف والإرهاب.. ونثق أن اللون الأحمر.. القاني.. سوف ينبت 'يوما' زهورا 'تتلألأ' في بساتينه.. زاهية.. باسقة نحو السماء.. مبشرة بوطن 'خال من العنف والتطرف'. طريقنا 'معبد' بالآلام.. وواقعنا 'متخم' بالأحزان.. وقلوبنا 'مكلومة' من فرط ماجري.. ويجري.. في 'مصر المحروسة'.. بيد أن 'فراسة' هذا 'الشعب الأصيل' تكمن في 'فترات محنه'.. فكم 'أبلي' في المحن، والدروب.. وكم أذهل الدنيا بشجاعته.. ومروءته.. وكم قدم من 'تضحيات' جسام.. لامن أجل وطنه فحسب.. بل من أجل 'الإنسانية جمعاء'.. ولشعوب الأرض كافة. قد تتألم 'القلوب' وجعا.. وكمدا.. وغيظا.. وقد تقهر 'لحظات الوجع' نفوسًا طاهرة.. غير أن 'ميزان القوة' يبقي 'نقطة الارتكاز' المصرية في وجه 'كل التحديات'.. مهما تضخمت.. وكل 'الآلام' مهما تعاظمت. يمتلك المصريون 'صبرا جميلا' علي 'المكاره'.. وقدره هائلة علي تحمل 'الصعاب'.. ولكنهم، لايملكون 'ترف' الصمت علي قتل أبنائهم.. وذبح أشقائهم.. وتخريب وطنهم.. وتزايد مساحات 'السواد' في واقعهم.. فالمصريون.. الذين تجاوبوا مع دعوة قائدهم.. وخرجوا بعشرات الملايين في شوارع، وميادين، البلاد.. يتحدون 'طغمة' الإرهاب.. و'عقول' الضلال.. ويمنحونه 'تفويضا' صريحا.. ومفتوحا، لدحر 'الإرهاب'.. والقضاء علي 'رموز الشر'.. ووأد 'الفتنة' في مهدها.. هؤلاء المخلصون من أبناء الوطن.. مافعلوا هذا 'تزلفا'.. أو 'مجاملة'.. بل واجهوا الغدر.. ليمنحوا 'القائد' حقه المشروع في تأمين وطنهم.. واستخدام كل الوسائل للقضاء علي 'الإرهاب' وفلوله.. ندرك أن الإرهاب المتجذر في بلادنا.. والأيدي العابثة.. التي تتمدد من 'الخارج' وإلي 'أحشاء' الوطن.. لن تكف عن 'ممارسة رذيلة الشر' قبل أن تلبي 'نداءات شياطينها'.. متسلحة، بما لديها من 'أدوات' للقتل، والدمار.. ولكننا نثق أن لدينا 'جيشا' عظيما، و'فرسانا' نبلاء.. قادرين علي سحق المتمردين.. وقطع أيدي العابثين.. ودفن 'القتلة' في 'مقابر' النفايات.. غير أن واقع الحال.. لا يطمئن قلوبنا علي 'العزيمة الحاسمة' التي أردناها.. رغم يقيننا في 'صدق' من جبلوا علي مواجهة 'المارقين'.. فلقد 'بلغ السيل الزبي'.. ولم يعد في القلوب مساحات لأحزان، تتجدد عند 'كل صباح'.. ولم تعد 'الأنفس' قادرة علي تحمل 'صرخات الثكالي' وآهات 'فاقدي الأحبة'. صحيح، أن أبناء الوطن، من 'رجالات' الجيش، والشرطة.. يدفعون الثمن الأكبر، دفاعا عن حدود الوطن و'شطآنه'.. وأمنه، واستقراره.. لكن الشعب الذي خرج بالملايين الي الشوارع.. يقف متأهبا.. مترقبا.. لحظة 'النزال العظيم' لمواجهة 'أساطين الشر'.. ويرجو قائده أن يدعو، إلي 'النفير العام' بتخطيط محكم، ومنظم.. في كل 'مؤسسات الوطن'.. وبما يمنح 'الوطن' لحظة قدرية.. يخوض فيها 'حربا منظمة' ومتناغمة.. وعلي كل 'الأصعدة' ولاتتوقف، حتي يلفظ 'آخر إرهابي' أنفاسه علي أرض مصر. علمتنا تجارب التاريخ، أن 'إعمال العقل' و'الفكر'.. و'الكلمة' و'الصورة'.. هي 'أسلحة فاعلة' ومشروعة، في 'معارك التصدي للمخاطر الكبري'.. فالسلاح وحده، لايمنح 'الأمم' نصرا أكيدا.. بل يقتل 'الأجساد'.. ولكنه يبقي 'الفكر' حيا.. وقادرا علي نسج الكثير من 'عقول الشر'.. فماأحوجنا في تلك اللحظات 'الفارقة' في تاريخ 'الوطن' لأن ندفع بكل طاقاتنا.. وأسلحتنا 'المهملة' لكي تمضي حيث قلب المعركة.. قادرة بعطائها.. وتكاملها.. مع 'سلاح الردع' المصري، علي رسم 'المستقبل الموعود' لأبناء الوطن.. والذي طال انتظاره.. وبات الولوج اليه، أملا، في قلوب وعقول أبناء الوطن.. فعبره تكفكف الأمهات دموعهن.. ويتوقف نهر الدم المتعاظم في 'الآفاق'.. وتنتهي الي الأبد 'الاستباحة الرخيصة' لدماء 'شهدائنا الأبرار'.