بدأت الكتابة في مصر منذ عام 2002 وليست مهنتي، وتفاعلت مع الأحداث والأزمات التي تمر بمصر والعالم العربي بحكم المصري المعتز بمصريته وعروبته.. وبحكم العمل في اليمن من عام 1974 مسئولا للإعلام بسفارة سلطنة عمان، أصدرت دورية أسبوعية بعنوان 'عمان'.. وكان لي شرف الاشتراك مع الأستاذ جلال سالم – مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط آنذاك في إنشاء أرشيف لجريدة الثورة اليمنية – أول جريدة تصدر في اليمن بعد الثورة، ومن عام 1975 محاسبا لسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة، ومديرا لمشروعات سمو المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في اليمن.. وكان أهم المكاسب التي أعتز بها في حياتي – إنسان مجتهد في مدرسة الحكيم زايد، وأزعم أنني كنت صاحب فكرة 'جهة واحدة تتولي تلقي المساهمات والتبرعات من الدائرة الخاصة لسمو الشيخ زايد وكافة الجهات والأفراد ومسئولة عن توصيل الحصيلة إلي مستحقيها أيا كان موقعهم في العالم 'الهلال الأحمر الإماراتي'.. وقارئ وكاتب وباحث' ليس علي رأسه بطحة' ولست وحدي في ذلك.. ومن منطلق عقيدتي أن مصر بخير.. مصر الدولة، بشعبها الطيب الأصيل واعية تماما انها أكبر دولة في المنطقة.. وبحكم موقعها التاريخي والجغرافي وحضارتها ستظل مستهدفة علي الدوام من أعداء الإنسانية، والكل يعلم كما يقول أشقاؤنا في الخليج أن مصر هي عمود الخيمة - لو كسر لا قدر لله فلا قائمة للعرب بعدها.. وأن في إضعافها سيطرة للطامعين علي المنطقة. ومن هنا لا مخرج إلا بتوحدنا جميعا علي هدف واحد هو النهوض بالمجتمع 'بالعلم' والعمل الجاد المخلص له والوطن، والإصطفاف حول القائد أو الرئيس أو الزعيم أيا كان النظام 'الشرعي' ملكيًا، أميريًا، رئاسيًا، برلمانيًا.. ألخ.. واليوم مصر تواجه تحديات ضخمة مركبة 'بضم الميم' أسبابها عديدة لسنا هنا بمعرض لها، ولكن المطلوب اليوم وليس غدا، إعادة بناء مصر، ومواجهة الإرهاب الأسود الذي يجتاح العالم كله، والذي يحتم علينا تغيير ما بأنفسنا، ووقفة مع النفس جادة مخلصة.. وقد تنبه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي جذور المشكلة – فوضع الرؤي بوضوح وتلقائية.. وشرع حازما إلي العمل بكل ثقة وإخلاص.. ومن هنا كان نداؤه لعلماء الأمة : إن مصر في أشد الحاجة لثورة دينية لإعادة المسيرة إلي نصابها الطبيعي.. والمقصود هنا ليس تجديد الخطاب الديني فقط.. وإنما تحميل المسئولية للجميع.. كل إنسان علي أرض المحروسة.. ولا شك أن الإعلام هو البوصلة، وعليه مسئولية مباشرة.. فالميديا الإعلامية في ظل التطور السريع للغاية لا تترك شاردة في العالم كله ' يعني أي حدث يقع في أي مكان في العالم يصل كلمح البصر' وهنا تقع المسئولية علي أصحاب المهن، كيف يتعاملون مع الأحداث.. وقد تنبه العلماء والمفكرون فوضعوا المصطلحات والضوابط التي تنظم العلاقات بين المواطن والوطن وكافة العلاقات بين أفراد المجتمع كل في موقعه حتي بين الدول بعضها البعض.. فكان هناك القسم، والمواثيق والعهود والعقود وسن القوانين.. وهناك علاقة مهمة جدا بعيدا عن القوانين، 'حاجة كده زي ما تقول أدبيات روح القانون'.. لن تحاسب عليها ولكنها مهمة، وضرورية لنجاح أي منحي من مناحي الحياة.. وهي مواثيق شرف المهنة وتعالوا نشوف إيه اللي بيحصل في الساحة المصرية اليوم.. 'صرح مصدر مسئول أن 90% ممن عرض عليهم منصب محافظ اعتذروا بحجة خشيتهم من 'سياط الإعلاميين'.. !! لله الله لله.. وكمتابع للبرامج الحوارية علي القنوات الفضائية.. وكنت من أوائل المشاهدين والمشاركين لأول برنامج توك شو للرائد الاستاذ عماد أديب بقناة الصفوة 'برنامج علي الهوا' الذي أداره بعده الأستاذ جمال عنايت -نموذجان محترمان للإعلامي المحترف.. نبرة هادئة، وحوار له هدف.. وتعالَ يا عزيزي القارئ نري ما علي الساحة الإعلامية الآن.. أصبح مقدم البرنامج رئيسا للمباحث ثم وكيلا للنيابة ثم قاضيا.. وينتهي إلي أن يصير جلادًا.. !! من صَبَغَ عليه هذه الصفات؟ ولماذا صاروا هكذا؟! أظن – وبعض الظن ليس إثما.. أن أحدهم بدأ هذه المدرسة الاعلامية القائمة علي الصوت العالي والانفعال الشديد الذي يصاحبه أحيانا انفلاتات لفظية غير مستحبة، وكان يصاحبه في كل حلقة زميل علي سبيل المساعدة 'سنيد'.. !! وصار السنيدة أصحاب برامج.. وأنصحك عزيزي القارئ، أنت تفر منه أو من هو علي شاكلته.. كالفرار من المجذوم.. !! وإن تعجب.. فعجب أن تري أحدهم يطلب علي الهواء أحد الوزراء أو المسئولين بطريقة لا يقبلها أحد.. مثل 'هاتلي يا بني فلان.. ع التليفون' بذمتك.. دا كلام؟! طب.. بذمتك.. تاني.. لو أتعرض عليك منصب محافظ ولا وزير.. ترضي..؟! يبقي عندهم حق.. ولي كلمة مع أي مسئول – إذا كنت سيدي نظيف اليد مخلصا في عملك.. فما يضيرك من أمثال هؤلاء.. لا تعرهم التفافا, , كما كان المسئولون المحترمون يفعلون.. اتركهم كالنار تأكل نفسها.. وتحضرني واقعة.. عندما تولي الصديق المستشار الجليل ممدوح مرعي وزارة العدل بعد رئاسته للمحكمة الدستورية العليا.. جمعتنا جلسة منفردين لمدة ساعتين في مكتبه بوزارة العدل، أخذ يشكو من افتراءات وأكاذيب جماعة الإخوان، وتيار القضاء إياه.. مكي وشركاه.. والهجوم الاعلامي الشرس وغير المبرر.. !! وطلبت من سيادته أن يرد عليهم.. فرد : كده يبقي وقعنا في الخية.. !! لآن الجماعة دول يحاولون جر المجتمع إلي حالة من الاشتباك والفوضي, , وأتذكر بعدها أن كتبت مقالا بعنوان: 'للعدل والإنصاف' استعرضت فيه إنجازات وزارة العدل الفعلية نشر بجريدة 'نهضة مصر' حين ذاك. وللإنصاف - هناك من الإعلاميين المحترفين الكثير ممن يحترمون أنفسهم ويحترمون الضيف والمشاهد - أذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر – الأستاذ أسامة كمال، الأستاذ حمدي رزق، الأستاذ / مصطفي بكري، ، وآخرين..