تحولت ظاهرة 'التطرف' في مصر إلي 'قضية' أصبحت تشغل دوائر صنع القرار في الدولة، ليس لكونها تعد الدافع الفكري للإرهاب بأنواعه المختلفة، التقليدية وغير التقليدية، ولكن بسبب التداعيات غير المقصودة المترتبة علي انتشار الأفكار المتطرفة بأنواعها المختلفة، والتي تهدد السلام الاجتماعي والاستقرار وفرص التحديث في الدولة خلال المرحلة المقبلة. وفي هذا الإطار يحلل العدد الجديد من دورية 'بدائل'، الأبعاد الأربعة لظاهرة التطرف بين الشباب في مصر، والتي تتمثل في التطرف السياسي والتطرف الجيلي والتطرف الديني والتطرف العنيف. كما يناقش الأستاذ يوسف ورداني الخبير في دراسات وبحوث الشباب وباحث الدكتوراه بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة الأسباب الستة لانتشار التطرف بين الشباب، ومنها غلبة التطرف علي سلوك قادة الحركات الشبابية، والصراع علي استملاك الفضاء السياسي، والخطاب الاستعلائي لقادة الحركات الشبابية تجاه الأجيال الأكبر سناً، وصعود تيارات الإسلام السياسي علي نحو خلق بيئة حاضنة للتطرف. وتطرح الدراسة استراتيجية النقاط العشر لمكافحة التطرف، ومنها تطوير مقياس وطني للتطرف، والانخراط مع الشباب المتطرف سياسياً، ودعم دور الشرطة المجتمعية من خلال لقاءات منتظمة في الأحياء السكنية، ورفع مستوي الوعي الإعلامي بالتطرف، وإطلاق مبادرات 'إعادة تأهيل' المتطرفين غير العنيفين، وتفعيل سياسات المواطنة، وصياغة قوانين تحارب التطرف، وتكثيف التعاون الإقليمي في مجال محاربة الأفكار المتطرفة. تعد دورية 'بدائل' سلسلة 'دراسات سياسات' محكمة، تصدر بصفة ربع سنوية، وتهتم بقضايا السياسات التي تشغل دوائر صنع القرار في مصر، سواء كانت قضايا داخلية، أو قضايا خارجية تتعلق بإقليم الشرق الأوسط، أو بالنظام الدولي، وذلك بقدر تأثيرها علي مصر، وتصدر بدائل منذ أكتوبر 2010.