الرصد والمتابعة وجمع المعلومات من أهم الواجبات التي يلتزم بها عضو التنظيم الإخواني في حله وترحاله، وفي عمله ومسكنه، ليقوم بنقلها كتابة أو قولاً لمسئوله المباشر في الوحدة التنظيمية.. ومن مسئول إلي آخر ومن دائرة إلي أخري تنتقل المعلومات حتي تصل إلي القيادة العامة للتنظيم في كل دولة ومنها إلي مكتب الإرشاد، وقد تنتقل المعلومات إلي مكتب الإرشاد العالمي الذي لا تقف حدود عضويته عند دولة واحدة.. وقد تقتضي طبيعة المعلومة أمراً بنقلها من القاهرة أو من مكةالمكرمة إلي المركز الإعلامي لجماعة 'الإخوان' في بريطانيا أو القيادة الإخوانية في تركيا أو القيادة الإخوانية في غزة.. ولسنا بحاجة إلي إثبات ما نقول حول حقيقة جهاز مخابرات 'الإخوان' الذي يحمل اسم جهاز الرصد الشعبي أو أي اسم آخر.. فالكارثة لا تقف عند حدود الأسماء التي تعني في النهاية كياناً يجمع المعلومات عن الوطن والمواطن.. الوطن إن كان مصر أو المملكة العربية السعودية أو الأردن.. والمواطن إن كان الأخ والابن والجار والزميل والصديق.. والاعتراف سيد الأدلة والحديث بلسان إخواني هو خير دليل: - في حديث نشره موقع 'إسلام أونلاين' في 22 فبراير 2009 م يتحدث القيادي الإخواني أحمد عادل كمال عن دوره في عملية اغتيال القاضي أحمد بك الخازندار، في 22 مارس 1948، ويتعرض في الحديث إلي جهاز مخابرات 'الإخوان' ويؤكد أن مرشد الجماعة ومؤسسها حسن البنا كان يعلم بعمليات الرصد.. ودار هذا الحوار: المحرر: ولماذا هذا كله؟ أحمد عادل كمال: كان يفيد الجماعة في معرفة سياسة كل شخص ويعرف ما يدور حوله'!! المحرر: هل صحيح أن جهاز مخابرات النظام تجسس علي أعضاء في الجماعة؟ أحمد عادل كمال: نعم هناك شخص عرفوا أشياء عنه وأنه علي صلة براقصة يهودية وكان يسكر مع شلة له وأبلغوا هذا للإمام البنا. المحرر: ولكن هذه حرمة الحياة الخاصة؟ أحمد عادل كمال: أخونا هذا كان يترأس جريدة 'الإخوان' فكان مهما أن يعرف المرشد. المحرر: لكن من ناحية المبدأ لا يجوز أن أراقب أشخاصا؟ أحمد عادل: كان هناك رصد لغيره فجاء معهم بالصدفة. المحرر: كانت مشروعة أم غير مشروعة.. كانت هناك تعليمات بها أم لا؟ أحمد عادل: أنا لا أدري.. أنا شخصيا قمت بعمليات استعلامات عن يهود كانوا يعقدون اجتماعات دورية في جمعيات أنشأوها في حي الظاهر وضُبطت التقارير التي كتبتها بخط يدي في قضية السيارة الجيب وجاءوا بخبير عرف أنها مكتوبة بخط يدي. ونكتفي بهذا النص من حديث أحمد عادل كمال أحد رجال النظام الخاص 'التنظيم السري' في عهد حسن البنا، وننتقل منه إلي ما جاء علي لسان المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة 'الإخوان' في حديثه لقناة BBC في أبريل 2012 بعد استبعاده من الترشح للانتخابات الرئاسية.. حيث أكد 'أن جماعة الاخوان رصدت اتصالات بين اللجنة العليا للانتخابات والمجلس العسكري تؤكد أن المجلس العسكري تدخل لاستبعاد بعض المرشحين' وردا علي سؤال حول مصدر هذه المعلومات، قال الشاطر إن 'الإخوان موجودون في كل مكان' وأوضح الشاطر أن المعلومات تصل بسهولة ويسر لأنه لا يوجد ولاء للمسئولين في الدولة !!! و حقيقة ما تحدث عنه الشاطر، أنه لا يوجد رصد لمكالمات أو تتبع لأحاديث من أعضاء المجلس العسكري كما يزعم، والقصة تتلخص في أن محامي 'الإخوان' سمع أثناء تواجده في مقر اللجنة العليا للانتخابات الكلمات الأخيرة من اتصال هاتفي بين عضو في اللجنة، ومسئول في المحكمة العسكرية حول الشهادة التي منحتها المحكمة لخيرت الشاطر بشأن العقوبة الصادرة ضده.. وهذا ما حدث بالضبط، ولو كان لدي 'الإخوان' أي علم بنيات سابقة لاستبعاد خيرت الشاطر لما قدموه للترشح من البداية.. ولكن لا علينا.. فلنصدق أن 'الإخوان' تجسسوا علي أعضاء المجلس العسكري وأعضاء اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، وكبار المسئولين في الدولة – حسب اعتراف خيرت الشاطر – وعلينا أن نصدق أنهم يعرفون دبيب النملة كما يقولون لنصل إلي مقولة 'الإخوان موجودون في كل مكان' أي أنهم ينقلون كل صغيرة وكبيرة تقع تحت أيديهم إلي قيادات التنظيم الإخواني. ويقودنا حديث خيرت الشاطر إلي التعليمات التي كانت تصدر لأعضاء الجماعة بعمل خرائط للمناطق السكنية، وإجراء عمليات حصر وتعداد للأنشطة التجارية في كل المنطقة، وتقديم معلومات منتظمة عن مواقع العمل، وكتابة تقارير عن شخصيات بعينها، ويظهر أثر مثل هذه التعليمات علي صفحات التواصل الاجتماعي التي تنشر بيانات ضباط الجيش والشرطة والقضاة والإعلاميين متضمنة أرقام الهواتف وعناوين المراسلات !!! ولأن التنظيم الإخواني يعمل في جميع الدول طبقاً لمنهج واحد وقواعد واحدة – خاصة في المهام الخاصة بجمع المعلومات – فهذا يعني أن الإخواني الذي يعمل في مجال صيانة الحاسب في مصر أو في غيرها من الدول يجد أنه من الفرائض والواجبات أن يقوم بنسخ ما يقع تحت يديه من معلومات في الأجهزة التي يقوم بصيانتها لكي يضعها تحت تصرف الجماعة، كما يعني أن الإخواني الذي يقوم بتأسيس شركة خاصة لتقديم خدمات الاتصالات والإنترنت يستخدم مثل هذه الشركة في جمع معلومات لجماعته، وتفرض مثل هذه التعليمات والتكليفات علي الإخواني الذي يعمل في شركات الاتصالات داخل مصر وغيرها أن يقوم بتقديم ما لديه من معلومات للتنظيم!! وقياساً علي ما سبق، فإن بقعة طاهرة مثل مكةالمكرمة التي تجمع المسلمين من كافة دول العالم، تخضع لمثل هذه التكليفات الإخوانية، التي تفرض علي الإخوان المصريين الذين يشغلون أهم المواقع التنظيمية داخل الجماعة في المملكة العربية السعودية – رغم حظر الجماعة – أن يقوموا بتنفيذ عملية جمع معلومات دقيقة عن ضيوف مكةالمكرمة والمدينة المنورة من غير أبناء المملكة العربية السعودية ومن أبنائها، ولا فرق عند 'الإخوان' في جمع مثل هذه المعلومات بين ضيوف المملكة.. الحاكم والمحكوم، الأمير والوزير، ورجال الجيش والشرطة وعناصر أجهزة الاستخبارات وغيرهم من المسئولين في المواقع المهمة في الدول العربية، ممن يتوافدون علي بيت الله الحرام، ومدينة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وهذا يعني أيضاً أن الأطباء والعاملين 'الإخوان' من المصريين وغير المصريين في مستشفيات المملكة العربية السعودية، ينقلون كل صغيرة وكبيرة عن الأمراء والوزراء وكبار المسئولين الذين يدخلون المستشفيات للعلاج!! كما يعني أن المعلمين وأساتذة الجامعات 'الإخوان' من المصريين وغير المصريين في المملكة العربية السعودية ينقلون كل صغيرة وكبيرة عن أبناء الأمراء والوزراء وكبار المسئولين!! ولا مانع من أن تنقل العناصر الإخوانية ما يصل إلي يديها من معلومات عن الجيش السعودي وأجهزة الأمن السعودية، علي غرار ما زعمت أنه تسريبات عن قيادات القوات المسلحة المصرية!! وما يُقال عن المملكة العربية السعودية، يُقال عن 'الإخوان' في الأردن التي تم الكشف مؤخراً وبلسان 'الإخوان' عن حقيقة 'التنظيم السري' المهيمن علي قرارات الجماعة، وهذا ما أقر به الدكتور عبد المجيد ذنيبات عضو مكتب الإرشاد العالمي بجماعة 'الإخوان' والمراقب العام السابق للجماعة في الأردن.. أي أن الجماعة كانت تتعامل مع الأردن حكومة وشعباً بوجه علني يتمثل في الحزب والجماعة حسب المساحة الممنوحة لهم.. لكنها تتحرك بتنظيم سري آخر يحاول أن يرصد كل صغيرة وكبيرة !!! والخطير في عمليات الرصد التي يقوم بها أعضاء الجماعة داخل مصر وغيرها من الدول العربية، أنهم يتجسسون علي أنفسهم في المقام الأول، أي يكتبون التقارير عن أحوال 'الأخ' متضمنة حسناته وسيئاته، وأفراحه وأتراحه، ثم يكتبون تقارير عن المحيطين بهم من عناصر مؤثرة في نشاط التنظيم، ويكتبون كذلك تقارير عن عناصر أجهزة الأمن وما يجري حولهم من تحركات لقوات الجيش والشرطة لتأمين البلاد والعباد، وهذا يعني أن 'الإخوان' في مصر أو المملكة العربية السعودية – مثلاً - يقدمون خدمات مجانية لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والتركية والبريطانية والأمريكية – عن غير قصد – تتمثل في المعلومات المتدفقة عبر شبكات الإنترنت في شكل تقارير منتظمة أو في هيئة مراسلات ومناقشات تتم بين الأعضاء والقيادات في عدة مستويات تنظيمية!! وليس علينا أن نسأل بعد ذلك عن الأسباب التي دفعت الولاياتالمتحدةالأمريكية إلي الإقرار بشرعية تنظيم 'الإخوان'، وعدم اعتباره تنظيماً إرهابياً؟!.. وليس علينا أن نسأل عن نتيجة التحقيقات البريطانية التي قد تنفي عن 'الإخوان' تهمة الإرهاب؟!.. ولعلكم تجدون إجابة شافية للكثير من التساؤلات الأخري حول الأموال التي تتدفق علي 'الإخوان' في تركيا ليكون لهم هناك المستقر الآمن حيث التعاون التقني والأمني المعروف بين تركيا وإسرائيل!!! ويكفي فقط أن نتذكر زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إلي أنقرة، في يناير 2010 والتي تم خلالها توقيع 60 معاهدة سارية المفعول للتعاون المشترك في القضايا الأمنية والعسكرية، وترتب علي هذه المعاهدات قيام إسرائيل بتزويد تركيا بأجهزة اتصال ذات تقنية إلكترونية حديثة، لتبادل المعلومات في مجال الأمن وغيره!!!