أصبحت أمريكا في الأيام الأخيرة الدولة الركيكة التي لم تعد قادرة علي الوقوف مجدداً علي قدميها أمام فضيحة التعذيب التي جائت في تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي والذي فضح به جهاز المخابرات الأمريكية لما كا ينتهجهه من أساليب شنيعة في التعذيب، وكان ذلك التقرير بمثابة اليد التي نزعت قناع الحريات وحقوق الانسان من علي وجه الولاياتالمتحدة والتي كانت تخفي وراءه كل جرائمها التي تنتهك أدني حق من حقوق الانسان في سجونها المنتشرة في كثير من دول العالم المواليه لها ومنها دول عربية، وأمام ذلك أيضاً أسدل الستار عن الوجه القبيح لمنظمات حقوق الانسان في شتي أنحاء العالم، التي وما ان حدث أي واقعة في العالم العربي او الدول الغير منصاعة لأمريكا كانت تصدر الكثير من التقارير المهاجمة لأنظمة تلك الدول، فما أن تفاقمت فضيحة 'التعذيب' حتي اضطرت تلك المنظمات أن تخرج علينا ببعض التقارير والتصريحات التي تهاجم امريكا بشكل روتيني لأنها لم ولن ينسوا ان امريكا هي المنشئه لهم. وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد نشر تقريراً يوم الثلاثاء الماضي حول الأساليب التي كانت تنتهجها الاستخبارات الامريكية في حق السجناء الاسلاميين بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث ذكر التقرير ان امريكا كنت تستعين بأبشع الأساليب في التعذيب وتستعين بسجون دول اخري منها دول عربية للقيام بهذه العملية في بلادهم. ومن ضمن الاحداث التي ترتبت علي تلك الأحداث إعلان إغلاق العديد من السجون التابعة للولايات المتحدة في بعض الدول العربية والأسيوية، فبادرت حكومة العراق بإغلاق سجن أبو غريب، حيث أعلن وزير العدل العراقي حسن الشمري، الثلاثاء، إغلاق سجن بغداد المركزي 'أبو غريب' سابقاً بشكل كامل وإخلائه من نزلائه لأسباب أمنية، لافتاً إلي أن هذا الإجراء اتُخذ بالتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية. في أوائل 2004 تفجّرت فضيحة كبري هزّت العالم إثر نشر صور لأفراد من الجيش الأمريكي أثناء قيامهم بإذلال وتعذيب بعض المساجين، ما أثار موجة من الإستياء العالمي والعربي علي وجه الخصوص، وسميت هذه الحادثة بفضيحة أبو غريب وترتّب عليها محاكمات وتحقيقات قامت بها وزارة الدفاع الأميركية، وأصدرت وزارة الدفاع الأمريكية تقريراً أفاد عن اكتشاف حالات من التعذيب الجسدي والجنسي مارسها أفراد من الجيش الأمريكي علي السجناء. وتم توثيق هذه التعديات من خلال شهادات وافادات المعتقلين الذين عايشوا هذه التجربة. معتقل جوانتانامو، يعد من ابرز واشهر السجون التي استخدمتها امريكا لسجن من يشتبه فيهم أنهم ارهابيين وتعذيبهم، ويقع في اقصي جنوب شرق كوبا، ولا ينطبق علي ذلك المعتقل أي من قوانين حقوق الإنسان إلي الحد الذي جعل منظمة العفو الدولية تقول أن معتقل جوانتانامو الأمريكي يمثل همجية هذا العصر. ومن بين المعتقلات ايضاً، معتقل باغرام المثير للجدل والواقع علي بعد حوالي 40 كلم من كابول، الذي تعرض فيه مساجين للتعذيب خلال فترة 'الحرب علي الإرهاب' التي أعلنها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، وتم إغلاقة مؤخرا من قبل وزارة الدفاع الأمريكية.