أعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مساء أمس، الخميس، رفضه الترشح للانتخابات الرئاسية في تونس عام 2014، مؤكدا أن 'لا رئاسة مدي الحياة' وأنه سيحترم سن الترشح للرئاسة التي يحددها الدستور التونسي.. وقال بن علي في خطابه الذي جاء بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات المتواصلة في البلاد، "لا أقبل أن تسيل قطرة دم واحدة في تونس". وأضاف، "كفي عنفا، لقد أعطيت تعليمات لوزير الداخلية، كفي لجوءاً للرصاص الحي إلا في حالة هجوم، والإجبار علي الدفاع عن النفس من جانب قوات الأمن". وفور انتهاء كلمة بن علي انطلقت مجموعات من التونسيين في مسيرة دعم للرئيس التونسي في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة التونسية وأطلقت هتافات وأبواق السيارات ترحيبا. وعلي ضوء خطاب التهدئة الذي ألقاه الرئيس بن علي بعد شهر من الصدامات التي سقط فيها قتلي في البلاد, صرح وزير الخارجية التونسي كامل مرجان، لإذاعة أوروبا 1 الفرنسية، اليوم، الجمعة، أن تشكيل حكومة وحدة وطنية في بلده "أمر ممكن تماما" و"حتي طبيعي". من ناحية أخري لم تعد قوات الأمن التي انتشرت بكثافة في وسط العاصمة التونسية تشاهد صباح، الجمعة، في وسط العاصمة التونسية، غداة خطاب الرئيس التونسي, وبدأت المدينة تستعيد حركتها الاعتيادية مع إعادة فتح المحلات التجارية والمقاهي واستئناف حركة سير السيارات، بينما كانت تشهد توتراً في الأيام الماضية وكان بن علي طلب مساء الخميس التوقف عن إطلاق النار علي المتظاهرين وأعلن عدم ترشحه مجدداً للرئاسة في 2014. كما ألغيت مساء أمس، الخميس، الرقابة التي كانت مفروضة علي مواقع الإنترنت، وذلك بعد وعد الرئيس زين العابدين بن علي بضمان الحرية "الكاملة" للإعلام والإنترنت. وكان الرئيس بن علي الذي تتعرض بلاده لانتقادات واسعة بشأن حرية الإعلام، أعلن في خطاب أمس الحرية "الكاملة" للإعلام والإنترنت. كما أعفي عبد الوهاب عبد الله الوزير المستشار لدي رئيس الجمهورية التونسية من مهامه، حسب صحيفة "الصباح" التونسية وكان بن علي أعلن في خطابه أمس , أنه تعرض "للمغالطة" وأنه ستكون هناك "محاسبة"، مشيراً بالخصوص إلي أن الأمور "لم تسر كما كنت أريدها، خصوصاً في مجالي الإعلام والديمقراطية". في المقابل وعلي صعيد المعارضة أكد الاتحاد العام التونسي للشغل 'منظمة نقابية'، اليوم، الجمعة، أنه سيواصل تنفيذ الإضراب العام الذي دعا له في وقت سابق لمؤازرة التحركات الاحتجاجية، ويأتي ذلك رغم خطاب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي تعهد فيه بإصلاحات جذرية وإرساء الحريات وعدم ترشحه للانتخابات المقبلة، والتي لقيت ترحيبا حذرا من الأوساط المعارضة. وقال عبيد البريكي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي لقناة الجزيرة القطرية، إن الإضراب الذي قررته الهياكل القاعدية للمنظمة العمالية لا يمكن إلغاؤه، مؤكدا أنه لا علاقة له بمحتوي خطاب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وأضاف أن إقرار الإضراب تم من قبل الهياكل النقابية لمؤازرة التحركات الاحتجاجية للتنديد باستعمال الرصاص ضد المتظاهرين، وأشار البريكي إلي أن خطاب الرئيس التونسي يعد متقدما عن سابقيه، لكن اتحاد الشغل ينتظر إجراءات عملية لتطبيق ما ورد فيه. من جهة أخري، رحبت المعارضة التونسية بحذر بوعود الرئيس زين العابدين بن علي، مؤكدة علي ضرورة تقديم ضمانات لتنفيذ تلك الوعود. وفى العاصمة التونسية تتواصل منذ الصباح وحتي الأن التظاهرات والتجمعات فى شارع الحبيب بورقيبة الرئيسى دون تدخل الشرطة، وطالب آلاف التونسيين اليوم برحيل زين العابدين بن على فى العاصمة والولايات التونسية غداة خطاب التهدئة الذي ألقاه أمس ويهتف المتظاهرون "انتفاضة مستمرة وبن على برة" و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد" و"الشعب يريد استقالة بن على", مرددين النشيد الوطنى التونسى رافعين يافطات كتب على بعضها "بن على ارحل". وجاء خطاب بن علي الذي بثه التلفزيون الرسمي بعد توسع الاحتجاجات إلي مختلف مناطق البلاد التي بدأت تتجه نحو فوضي عارمة مع سقوط مزيد من القتلي برصاص الشرطة في عدد من المدن بما فيها تونس العاصمة.