وعد الرئيس، ووعد المسؤولون بالثأر لحق شهداء جيشنا الأبطال الذين استشهدوا منذ أسبوعين في مذبحة شنيعة مرتبة ومنظمة 'حادث كرم القواديس، بالشيخ زويد'، ووعدت أنا بعدها بيومين كتابة مقال حول نفس الحادث. والحقيقة أني سأوفي بوعدي الآن، وأكتب مقالا الآن يوضح الحقائق، وأعلم أن الحالة العامة الآن هي: اكتئاب وإحباط شديدين، وأتمني أن أستطيع المساهمة في توجيه بعض الأسهم الناقدة بشكل مباشر وخفيف قد يأخذ بعضا من حزننا بعيدا، ويبقي ابتسامة أمل ولو بسيطة، بدون أن اتهم من قبل أحد بالاستهانة بالحادث والشهداء. ﻷن ذلك مستحيل. أما الرئيس والمسؤولين فقد وعدوا كثيرا بالثأر في حوادث مشابهة مستمرة منذ فبراير 2011 مرورا بالمجلس العسكري وفترة حكم مرسي ثم عدلي منصور وأخيرا بداية حكم الرئيس السيسي وحتي الآن ليصل عدد الشهداء إلي ما يزيد عن 160شهيد في 47 عملية منهم ما يزيد عن النصف في فترة حكم السيسي فقط، ولكنهم لم يفوا بوعودهم، أو ربما ثأروا لنا ولم يعلنوا لوسائل الإعلام كيف فعلوا ذلك؟ أو ربما لم يتعلموا كيف يتواصلون من خلال 'الوسائل الاتصالية' المتعددة، أو ربما لا يعلمون كيف توجه الرسائل الإعلامية!! لا، لا أعتقد أن غياب الوعي هناك لتلك الدرجة، فربما خافوا أن يعلنوا عشان ميتحسدوش!! كتبت مقالا في يناير السابق بعنوان: 'شكرا يا سيسي قمت بالواجب!!' وكنت مندهشا كيف نفوض السيسي لمكافحة الإرهاب ويزيد الإرهاب ويرتفع عدد الشهداء بعدها؟! الآن وبعد التفكير المتواصل، احترت وتأكدت أننا لا نملك جزءا ولو صغيرا من رأس الإدارة المصرية العميق، وتفكير الرئيس العميق!! لماذا؟! ﻷن كل من يردد مثل تلك الانتقادات لم يكن ليفكر برأسه ولو مرة ليدرك أن مكافحة الإرهاب لها ثمن، من الطبيعي أن نضحي بأرواح بعضنا من أجل الوطن، بل أنه كلما سقط شهيد جديد أثناء المواجهات مع أعداء الوطن، كلما أكد ذلك علي شراسة القرار المصري. إيه ده؟! في حد بيقولي ان مفيش شهداء سقطوا في مواجهات!! كلهم استشهدوا مكانهم في الكمائن!! كلهم؟! آه كلهم!! لا حول ولا قوة إلا بالله هناك موقف شهير أعتقد أنه لم يشب مصري إلا ومر به، وأعتقد أنه الحل الجذري. كم أنت عميق التفكير يا سيادة الرئيس، فقد كنت في كل خطاب تتحدث عن أمرين هما الأهم دائما: مكافحة الإرهاب ودور الأم المصرية. ما العلاقة؟! تذكروا هذا الحوار في شكله المطور: أنا: أمي، مش لاقي البوكسر، ولا لاقي الأمان في البلد دي!! الأم: موجودين عندك أنا: قلبت عليهم الدنيا ومش لاقيهم!! الأم متحفزة: ولو جيت وطلعتهوملك؟ * الغريب اني دورت في كل حتة، حتة حتة، وبقالي يومين!! وهية بتيجي تطلعهوملي في نفس الحتة اللي أنا كنت بدور فيها ومكنش فيه حاجة!! إذن الأم المصرية هي الحل، وذلك هو الرابط، وتلك هي الحقيقة!! كم أنت عميق أيها الرئيس!! الخلاصة: أنا وهو وهي وأنتم وكلنا أبناء مصر الذين تغلي قلوبهم، وتتألم أرواحهم علي فقدان بعضهم البعض من أناس اتخذوا الإرهاب مسلكا لهم لتدميرنا، فكونوا علي قدر المسؤولية والالتزام الذي يحفظ لنا أرواحنا كمصريين مواطنين وجنود، لا تهدءونا ببعض الجمل والخطابات، فلن ننسي حقنا، أثلجوا صدورنا يا سيادة الرئيس. ولا تجعلوا أدمغتنا تذهب ما بين الواقع والخيال بخصوص قراراتكم وردود فعلكم، فنصدقكم أحيانا ونضع التكهنات والتخيلات أحيانا أخري، والبعض يتهم العديد من الأطراف بالتقاعس بل والتآمر!! أعلم أن هناك حرب شرسة وقوية ومتصاعدة في سيناء منذ قرابة العام، ولكن أعلنوا ذلك بشكل صريح، وافونا بما يحدث تفصيلا، وصارحونا بالموقف كاملا، سندرك أنها حربا حقيقية وسنقف حينها وراءكم محترمين صراحتكم، ومتأثرين إيجابيا أنكم أشركتمونا فيما يحق لنا المشاركة فيه، ولو بقلوبنا، مصر. الوطن.