اقتحم عشرات المستوطنين اليهود، اليوم الخميس، وهو أول أيام عيد المظلة أو العُرش العبري، حوش الشهابي الملاصق للمسجد الأقصي بجانب باب الحديد لممارسة طقوسٍ خاصة في ما يسمي مناسبة 'نزول التوراة' عند حائط رباط الكرد الذي تُطلق عليه الجماعات اليهودية والاحتلال تسمية 'المبكي الصغير'. وقال مراسلنا بأن التواجد الكبير والمكثف للمواطنين في المسجد الاقصي المبارك، ونجاح العشرات في الاعتكاف ليلاً برحابه الطاهرة دفع شرطة الاحتلال لإغلاق باب المغاربة أمام اقتحامات المستوطنين اليوم، في حين بوابات الاقصي مفتوحة أمام المصلين. جاءت خطوة الاحتلال بعد يوم حافل بالاعتداءات علي المصلين في باحات الاقصي والتسبب بأضرار في مرافقه وإصابة العشرات من المصلين، الأمر الذي أحدث موجة سخط وغضب علي المستويين الرسمي والشعبي الفلسطيني والعربي والإسلامي. ورداً علي دعوات قادة الجماعات اليهودية المتطرفة لحشد أنصارها لاقتحامات واسعة طيلة الاسبوع الحالي-فترة العيد العبري الذي يستمر حتي ال 16 الجاري-أعلن المصلون اعتكافهم في المسجد الأقصي طيلة الأسبوع القادم متوعدين بصد اقتحامات المستوطنين. في الوقت نفسه، واصلت طواقم مختلفة تابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية، والمصلون، اليوم، حملاتها لإزالة ما خلّفه اعتداء قوات الاحتلال أمس علي المسجد الاقصي من خراب وفوضي، وانهمك الجميع بورشات تنظيف شاملة وعامة لإعادة الأمور كما كانت قبل الاعتداء. تجدر الاشارة الي أن رباط الكرد-الذي تحاول سلطات الاحتلال والجماعات اليهودي تهويده- يقع شمال بوابة الحديد، إحدي بوابات المسجد الأقصي المبارك ملاصقا لجداره الغربي تماما، ويعدّ مكملا لبعض أجزاء المسجد الأقصي، وقد أوقفه القائد المملوكي المقر السيفي كرد صاحب الديار المصرية في سنة 693ه/1293-1294م في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فنسب له الرباط وصار يعرف برباط الكرد، وقد كان بمثابة محطة ومركز اجتماعي يستخدم لإيواء الفقراء والحجاج والزوار الذين جاوروا بيت المقدس.