كانت قصة عائشة الطفلة البريطانية، ذات الخمس سنوات والتي تعاني من ورم خبيث في المخ، سبباً في إثارة الرأي العام البريطاني، حيث قرر والداها إخراجها من المستشفي واصطحابها إلي عيادة خاصة في براغ عاصمة التشيك والتي تتخصص في علاج السرطان بطريقة تسمي 'العلاج بالبروتونات'. فما هي هذه الطريقة وتتلخص هذه الطريقة في الحقن بأيونات من عنصر الهيدروجين في جهاز تسريع الجزيئات، والمسمي 'سيكلوترون'، وتسليط الجزيئات الناتجة علي الورم الخبيث مباشرة. وتختلف هذه الطريقة عن العلاج الإشعاعي بأنها أكثر دقة وتصيب الخلايا السرطانية فقط. وحسب طبيب الأشعة برانيسلاف سيبيسي، تستطيع هذه الجزيئات أن تتوقف بشكل كامل داخل الورم وتحرر طاقتها الكامنة بداخله، ما يؤدي إلي تدميره، بعكس العلاج بالأشعة السينية، التي تخترق جسد المريض بأكمله وقد تؤدي إلي تضرر الأنسجة الصحيحة. وقد بدأت عدة دول في إدخال هذا النوع من العلاج في مراكزها الطبية، ومنها ألمانيا. لكن العلاج بالبروتونات لا يعني التخلي عن العلاج الكيماوي التقليدي الذي يخضع له مرضي السرطان، بحسب الأطباء. ويعد العائق الوحيد أنتشار هذا النوع من العلاج هو العائق المالي، بحسب إيفا تاتونوفا، مديرة مركز 'بي تي سي' للعلاج بالبروتونات في براغ، إذ تبلغ تكاليف علاج مريض سرطان المخ بالبروتونات حوالي 80 ألف يورو. أما علاج الورم الخبيث في العين فيكلّف، طبقاً لأحد المرضي، نحو 19 ألف يورو.