بعد مرور 41 سنة علي حرب أكتوبر المجيدة التي أثبتت للعالم كله أن مصر بفضل الله عزوجل أقوي وأعز من أي قوة علي الأرض.. وبعد مرور 41 عاماً علي اختفاء الشهيد المجند 'محمد حسن عطوة' ابن قرية طوخ الأقلام التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية في حرب أكتوبر.. عثر عمال الحفر في قناة السويس الجديدة علي رفات الشهيد، بعد أن فقدت أسرته الأمل في عودته.. إلا أن السيدة 'إيمان' 42 سنة 'مدرسة' ابنة الشهيد كانت دائماً تحلم أن تطمئن علي والدها وأن تسمع خبر ساراً عنه وكانت دائماً تدعو الله أن تعثر علي جثمان والدها وتدفنه كي يكون قريباً منها ويدفن في مدافن العائلة ويزوروه.. وبالفعل استجاب الله سبحانه وتعالي حقق لها حلمها وعثر علي رفات جثمان والدها الشهيد البطل الذي ساهم في تحقيق العزة والنصر لمصر والمصريين جميعاً. 'الأسبوع' التقت بابنة الشهيد محمد حسن عطوة وعمها وزوجها وعائلة الشهيد بصحبة محافظ الدقهلية الذي قدم إلي منزل الأسرة عقب علمه بالخبر ولم يتأخر عنهم فور طلبهم منه التدخل للإتيان برفات الشهيد :- - في البداية كيف علمتي خبر العثور علي رفات جثمان والدك الشهيد؟ كنت أجلس أمام التليفزيون وسمعت خبر العثور علي رفات جثمان أحد شهداء حرب أكتوبر 73 وفوجئت بذكر اسم والدي بعدما تعرفوا عليه من النحاسة المكتوب عليها اسمه وبجواره ملابسه وعظامه. وما شعورك عند علمك بخبر العثور علي رفات والدك البطل بعد غياب عشرات السنوات؟ أنا سعيدة جداً بالعثور علي رفاة جثمان والدي الشهيد محمد حسن عطوة وانتابتني حالة من البكاء لأني لم أري والدي في حياتي فقد استشهد في حرب 1973 وكان عمري عاماً واحداً واعتبروه مفقودا وقتها وبعدها ب 5 سنوات اعتبروه من الشهداء، وكم تمنيت من الله عزوجل أن أعثر علي جثمان والدي ودفنه والتعرف علي مكانه لزيارته بصفة مستمرة بعد غيابه الطويل.. وكنت علي أمل شديد أن يأتي اليوم الذي اعرف فيه مكان جثمان والدي. كم كان عمرك أثناء حرب أكتوبر المجيدة؟ لم يتعد عمري العام الواحد أثناء الحرب، وعندما كبرت علمت من والدتي أن والدي استشهد في حرب أكتوبر 1973 ولم يتم العثور علي جثمانه وعشنا سنوات طويلة علي أمل ظهور جثمانه أو معرفة أي أخبار عنه. وكيف تأكدتم آنذاك أن والدك استشهد في الحرب؟ أرسل لنا وزير الدفاع آنذاك شهادة نعي لوالدي الذي ضحي بحياته في سبيل تحرير أرض الوطن ورفعته. وهل كان لكي اخوات أكبر منك؟ لا فأنا ابنة الشهيد الوحيدة. وماذا عن والدتك؟ والدتي توفت منذ عام وكنت أتمني أن تكون علي قيد الحياة الآن لكي تعرف أننا وجدنا جثمان والدي لأنها كانت تتمني هذه اللحظة طول حياتها حيث ظلت وفية ورفضت الزواج وتحملت الكثير من الصعاب وتفرغت لتربيتي. وماذا كان يعمل والدك؟ والدي كان مزارع بسيط ثم تم تجنيده وقام بواجبه الوطني في حرب السادس من أكتوبر 1973 واستشهد هناك وفقدناه منذ أيام الحرب ولم نكن نعرف أين جثمانه حتي علمنا بهذا الخبر. وماذا عن حالتك الإجتماعية؟ أنا متزوجة من الأستاذ 'عفت كمال' مدرس لغة عربية ولي ثلاثة بنات ' أسماء إسراء، سهيلة '. - وماذا عن زوجك وبناتك عندما علموا بالخبر؟ بالطبع كانوا سعداء جدا وأعربوا عن فرحتهم الشديدة فزوجي كان سعيداً جدا بذلك وبناتي كانوا في قمة السعادة بجدهن البطل الشهيد الذي ضحي بحياته في سبيل حماية الوطن وأنهم سوف يظلوا فخورين به طوال حياتهم. - أري أنه لولا قام الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بأخذ القرار وحفر قناة السويس الجديدة كنا لم نستطع العثور علي رفات الجثمان حتي الآن؟ بالفعل فمكانه لم يكن معروف لدي أحد وأعتقد أن العثور علي جثمان والدي خلال حفر مشروع قناة السويس الجديدة العملاق يعد بشرة خير للمشروع ولمصر الحبيبة، خاصة أن والدي استشهد وهو يدافع عن تلك الأرض الغالية وبحوزته متعلقاته العسكرية من الكارنيه الخاص به والبطاقة والقرص المعدني ومشط شعر وحذاء البيادة وزمزمية المياه . - وماذا تطلبين من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والحكومة بصفة عامة؟ أطالب بتكريم والدي الشهيد بتشييع رفات جثمانه في جنازه عسكرية قبل دفنها، وإطلاق اسمه علي أحد محاور قناة السويس الجديدة، أو علي أي شارع أو مدينة تخليداً لذكراه الطاهرة حيث أنه لم يتم تكريمه ولا تكريم أسرته كما تم مع جميع الشهداء، ولم يخرج جدي ولا جدتي للحج ولم يحصلوا علي شيء وقتها سوي المعاش الذي كان مبلغاً زهيداً. - وماذا عن اتصال اللواء 'عمر الشوادفي' محافظ الدقهلية بك؟ اتصل بنا السيد المحافظ اللواء عمر الشوادفي قبل مجيئه إلينا وأكد لنا أن القوات المسلحة لن تنسي أبناءها وأنه سوف يتدخل مسرعاً بإجراء اتصالاته للقيام بتسهيل إجراءات نقل رفات الشهيد. وقال 'عفت كمال' زوج ابنة الشهيد، مدرس لغة عربية أنه لم يكن يتوقع أبداً مثل هذا الخبر وأنه كان في قمة سعادته فور العلم بالعثور علي رفات جثمان والد زوجته الذي يفتخر به لأنه شرف لكل المصريين الاستشهاد أثناء الدفاع عن الوطن وحماية أراضيه، كما توجه بالشكر للواء 'عمر الشوادفي' محافظ الدقهلية، والمهندس 'أحمد الشربيني وهبة' رئيس مركز السنبلاوين والوفد المرافق لهما لاهتمامهما البالغ بهما وقدومهما فور علمهما بالخبر. أما 'السيد حسن عطوة' شقيق الشهيد 58 سنة قال أن شقيقه الشهيد تم تجنيده بالقوات المسلحة عام 1972 وتم تدريبه وترحيله إلي الهايكستب وكان يعمل سائقاً في سلاح المركبات وظل في القوات المسلحة ولم يأتي قريته لمدة 4 شهور إلي أن وصلتنا رساله منه في أول يوم رمضان سنة 1973 بأنه سينزل أجارة قريبا بعد أن ينتهي من مأمورية ولكنه بعدها اختفي ولم نعرف عنه شيئا، وقد استشهد من القرية 8 شهداء وقتها وقد عادت جثامينهم جميعاً وتم دفتهم ما عدا جثمان شقيقه وهو ما زاد من حزن والدي ووالدتي ولم يتم تكريم الشهيد نهائياً'.