وصف مصطفي بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع ماحدث في انتخابات الشعب 28 نوفمبر الماضي بالكارثة الحقيقة التي أثارها النظام الحاكم. وقال بكري أن الغباء السياسي سيكون بداية النهاية لهذا النظام, مؤكداً أنه منذ بداية الإعلان عن تفتيت دائرته بقرار من أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني أدرك أن هناك نية لإبعاده عن حلوان, مشيراً إلي أنه تلقي عرضاً من كبار رجال السلطة علي أن يرشح نفسه في أي دائرة أخري غير حلوان, إلا أنه صمم علي ترشيحه ضد الوزير سيد مشعل. جاء ذلك في مؤتمر "عزاء نقابة المحامين في مأتم الديمقراطية" والتي عقدته لجنة الحريات بنقابة المحامين ظهر اليوم الخميس احتجاجا علي ما تم من تزوير في انتخابات مجلس الشعب يوم 28 نوفمبر الماضي وحضره لفيف من قيادات الفكر والمعارضة المصرية بالاضافة الي الاف الناشطين. وأوضح بكري أن ما جعل مشعل يشعر بالخطر , هو الاستقبال الحافل له الذي كان يلقاه بدائرة الوزير , مؤكداً أن هذا ما إضطر الوزير أن يقوم بإرسال طلب إلي شقيقه محمود بكري يطلب منه أن أقبل أن أرشح نفسي عمال. وأشار بكري إلي أنه أثبت بالدلائل الكاملة للجنة العليا للانتخابات أن أموال دعايا الوزير سرقت من وزارة الإنتاج الحربي , كما قد لهم صوراً بالفيديو داخل مصنع 99 الحربي , عندما هتف العمال باسمه, فقال له الوزير : "روح لمصطفي بكري يا روح أمك". ومن ناحيته وصف محمد الدماطي عضو مجلس نقابة المحامين , ومقرر لجنة الحريات والداعي للمؤتمر انتخابات 28 نوفمبر بالانتخابات المعدومة , قائلاً : خاب ظننا كما خاب ظن الشعب المصري في هذه الانتخابات ومنعنا عمداً من الرقابة لأنهم أدركوا جيداً قدرة لجنة الحريات علي المراقبة الجادة الخالية من التلاعب والتزوير". وأوضح الدكتور أحمد أبو البركة المحامي أن أحكام القضاء التي صدرت أمس الأربعاء بوقف عمليات الانتخاب في 123 دائرة وما أسفرت عنه من نتائج , بما يزيد عن نصف عدد أعضاء المجلس يثبت مخالفة اللجنة العليا للانتخابات لقانون المراقبة والإشراف والتي نص عليها القانون , مؤكداً أنهم قد تقدموا منذ عام 2007 بطلب إلي اللجنة العليا لتقوم بتحديد قواعد الإشراف والمراقبة طبقاً للقانون , إلا أنها لم تستجيب لهم. وتساءل صبحي صالح المرشح المنافس لوزير التنمية المحلية عبد السلام المحجوب عن كيفية أن يحصل الوزير علي 53 ألف صوت في حين أن عدد المشاركين في الانتخابات لم يتعدي ال 40 ألف , واصفاً بذلك اللحنة العليا للانتخابات باللجنة الوهمية للانتخابات التابعة للحزب الوطني. وأستنكر صالح أن يتم تشكيل اللجنة العليا من 11 عضواً منهم 7 أعضاء تابعين للحزب الوطني , رافضاً أن يتم التقدم بأي شكوي للجنة العليا , قائلاً : كيف نشكو الحزب الوطني للحزب الوطني" , مؤكداً علي أن امتناع اللجنة عن تنفيذ 1200 حكم قضائي يثبت عدم شرعيتها. وأضاف :"عندما تصبح بلطجة الحزب الوطني هي الفيصل الوحيد للنجاح فنحن بذلك نرفع شعار الاستقلال التام أو الموت الزؤام". وفي سياق متصل أكد الدكتور محمد البلتاجي مرشح الإخوان بشبرا الخيمة علي أنه كان سيتقدم باستقالته في اليوم التالي إذا كانت النتيجة في صالحه مبرراً ذلك بقوله : لا يشرفني الانضمام لمجلس مزور فاقد للمشروعية" , معلناً عن إنسحاب 27 مرشح من الإخوان عن جولة الإعادة يوم الأحد القادم. وأضاف د.البلتاجي أن الحزب الوطني يتعامل مع كل مؤسسات الدولة علي أنها شركة تجارية يريد احتكارها بما في ذلك البرلمان المصري , , واصفاً مرشحي الحزب الوطني بمرشحي أحمد عز. ومن جانبه بدأ عصام مختار مرشح الإخوان بمدينة نصر كلمته بمقولة " إنا لله وإنا إليه راجعون" , واصفاً ما حدث في الانتخابات بصفقة ناجحة تمت بين وزارة الداخلية والحزب الوطني لاحتكار الدولة , واتفقت معه منال أبو الحسن المرشحة بنفس الدائرة قائلة بأن يوم الأحد الماضي هو اليوم الأسود في تاريخ مصر , واصفه إياه بأنه كان يوماً لقلب نظام الحكم. وطالب الحاضرين للمؤتمر أن يتم عقد محاكمة جنائية للحزب الوطني ,ودعوا إلي تكوين جبهة للدفاع عن الوطن , كما رددوا هتافات :"إشهد إشهد يا زمان وطني زور البرلمان" , "مش هنداهم مش هنلين إحنا زهقنا من الظالمين" ,"إحنا في دولة ولا في غابة إحنا بقينا في وسط عصابة" ," الحزب الوطني باطل , لجنة عليا باطل , مجلس شعب باطل". وفي سياق متصل وعقب إنتهاء المؤتمر نظم العشرات من طلاب الإخوان المسلمين وبعض المحامين وقفة احتجاجية أمام نقابة المحامين للتنديد بتزوير انتخابات مجلس الشعب , مرددين "قولها يا مصري قولها صريحة.. ده اللي بيحصل عار وفضيحة".