علاقة الثقة والحب مثل قلعة الرمال يصعب بناءها ولكن من السهل تدميرها.. فقد كانت العلاقة بين أمريكاوتركيا سمن علي عسل حتي أنقلب كل شيء ولم تمض هذه العلاقة في الطريق التي كانت تريده أنقرة، وهوالحصول علي قوة السلاح الأميركي للإطاحة بنظام الأسد في سوريا. وبدأت تركيا التي شعرت بالوحدة تسعي إلي حلفاء آخرين منهم 'الصين'. عندما جاء 'حزب العدالة والتنمية' إلي السلطة عام 2002، سعي أردوغان ومسئولون آخرون إلي أتباع فكرة أن تكون بلادهم لاعباً مستقلاً في الشرق الأوسط.. لكن بحلول عام 2011، أدركوا أن 'الربيع العربي' سيخلق حالة عدم استقرار طويلة الأمد في جوارهم مما سيضع إيران في مواجهة تركيا في سوريا. وتوجهت تركيا بذكاء إلي الولاياتالمتحدة وعمل البلدان مع دول أخري للإطاحة 'بالقذافي 'في ليبيا، كما نسّقا الجهود السياسية ضد نظام الأسد في بداية الأمر. فالعلاقة كانت جيدة بين أوباما وأردوغان، والتقارب كان واضحاً للغاية، لدرجة أنه في سبتمبر 2011، تخلّت تركيا عن موقفها التحوطي وهو أن من حق إيران 'مواصلة أبحاث الطاقة النووية للأغراض السلمية'، وانضمت إلي الدرع الدفاعي الصاروخي لحلف شمال الأطلسي 'الناتو'. مما دفع تركيا في الآونة الأخيرة إلي الإعلان بأنها قد تشتري أنظمة دفاع صاروخي من الصين في أول عملية من نوعها تعلنها دولة عضو في حلف شمال الأطلسي 'الناتو'. وأدي الإعلان إلي صدمة. فإذا تمت هذه الصفقة فقد توجه ضربة قوية لعلاقة تركيابالولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي، مما يفتح المجال أمام تجسس صيني محتمل علي المظلة الأمنية للتكتل الغربي. فأصبحت عين تركيا لا تري أمريكا, , لأن تركيا التي تطمح إلي بناء صناعتها الحربية، شعرت بخيبة أمل من رفض الشركات الأميركية نقل التكنولوجيا مقابل شراء الأسلحة.. ويري مسئولون أتراك في أن الاتجاه إلي الصين لتعزيز قدرتهم التفاوضية من الشركات الأميركية. وقد ازدادت و تصاعدت حدة التصريحات التركية المنددة بموافقة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي علي مشروع قرار ينص علي الاعتراف بأحداث عام 1915 علي أنها 'إبادة عرقية ضد أرمن الأناضول '، الأمر الذي ينذر بأزمة بين واشنطنوأنقرة, , وأكد أردوغان إن أمريكا تدبر ذلك لتشويه صورة تركيا.. فقد خاب أمل تركيا في سياسة إدارة أوباما تجاه سوريا, , أو علي الأصح صُدِمت لغياب مثل هذه السياسة.. فكانت تركيا قد سعت إلي تغيير النظام في دمشق منذ عام 2012 بتقديم الأسلحة للمعارضة السورية.. وحاولت أنقرة إقناع واشنطن بإضافة ثقلها السياسي إلي الجهود التركية ودعم المعارضة بشكل كبير.. وجعلت الولاياتالمتحدةتركيا تشعر بالهجر أكبر في أعقاب اتفاق الأسلحة الكيماوية الذي توسط فيه مسئولون أميركيون وروس، وهو الاتفاق الذي رأي فيه الأتراك حبل نجاة لنظام الأسد.. وبعد الفشل في الحصول علي التزام أميركي للعمل في سوريا، تغازل تركياالصينيين والروس لكي توفر المزيد من الأمن طويل الأمد.. أما فيما يتعلق بالمفاوضات بشأن برنامج إيران النووي قد يسعي مسئولون أتراك إلي التوصل إلي صفقة خاصة بهم مع طهران فيما يتعلق بسوريا.. كما تحاول أنقرة بدهاء الأفاعي أن تحسن علاقاتها بالعراق بعد تدهورها بسبب رفض بغداد تحسين العلاقات بين الأكراد الأتراك والعراقيين.. فتركيا تحتاج إلي العراق، أحد دول جوار سوريا، ليكون حليفاً في احتواء انهيار سوريا إذا لم تستطع تركيا إنهاء نظام الأسد.. وفي النهاية فقد أنتهي شهر العسل بين أمريكاوتركيا فكانت علاقة دائمة علي المصالح وزواج المصالح مملوء بالمشاكل فلا يدوم كثيراً.. فمن افكارك الخبيثة يولد اعدائك ومن صفاء قلبك ونقائه يولد اصدقائك.