ذكرت صحيفة 'تايمز أوف' الإسرائيلية، أنه مع انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وإعادة انتشارها مرة أخري علي الحدود مع القطاع، وداخل الأراضي الفلسطينية، فإن حركة حماس تواجه معضلة كبيرة تتعلق بشعبيتها وتواجه خيار تنفيذ هجوم كبير أو الانزلاق إلي هدنة طويلة الأمد. وأضافت الصحيفة في تقرير علي موقعها الإلكتروني ' إنه علي الأرجح أن الجيش الإسرائيلي بصدد استكمال إعادة الانتشار علي طول الحدود مع قطاع غزة اليوم الأحد بعد إتمام عملية تحييد أنفاق حماس التي تصلها إلي داخل إسرائيل'، مشيرة إلي أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب كليا من غزة، لكنه سيترك المناطق المأهولة ويحافظ علي انتشار قواته في منطقة قريبة داخل الأراضي الفلسطينية. وتابعت أن هذا القرار يعطي حماس شرعية في نظر الجمهور الفلسطيني علي مواصلة مهاجمة القوات الإسرائيلية، ولكن في النهاية، فإنه مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من تلك المناطق ستواجه معضلة صعبة وهي ما الذي ينبغي عليها أن تفعله الآن. وأضافت ' إن الجمهور في غزة يضغط علي حماس أكثر كل يوم لوقف إطلاق النار، حيث أن الدمار في قطاع غزة لم يسبق له مثيل، هذا لا يشير فقط إلي مقتل 1700 فلسطيني وإصابة أكثر من 9 آلاف، ولكن أيضا إلي الضرر الذي لا يمكن تصوره، آلاف المنازل المدمرة وانقطاع التيار الكهربائي وندرة المياه الصالحة للشرب ومئات الآلاف من المشردين'. وقالت الصحيفة ' إن كل هذا جعل غزة مكانا لكارثة عظيمة، تأمل لبضعة أيام من الهدوء وإعادة التأهيل وبالتالي فإن انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بأكمله تضر بشرعية مواصلة إطلاق حماس للصواريخ وشنها للهجمات في أعين الجمهور في غزة، فمن الممكن أن تكون الحركة راضية، في مثل هذه الحالة مع إطلاق بضعة صواريخ، وإطلاق تصريحات النصر والانتقال شيئا فشيئا إلي وقف إطلاق نار طويل الأجل غير معلن'. وأضافت ' من ناحية أخري، فإن وقفا تاما للقتال في هذه المرحلة دون التوصل إلي الاتفاق الذي يتضمن رفع الحصار عن قطاع من شأنه أن ينظر إليه علي أنه هزيمة لحماس في بداية العملية، وقدم الجناح العسكري للمنظمة 6 مطالب لوقف إطلاق النار وهي إطلاق سراح السجناء المفرج عنهم خلال مبادلة 2011 للجندي جلعاد شاليط، والذين أعيد اعتقالهم مؤخرا في الضفة الغربية وإنشاء ميناء والتوسع في منطقة الصيد وفتح معبر رفح مع مصر وفتح المعابر مع إسرائيل ودفع رواتب حماس'. وتابعت ' إنه وببطء تم تخفيف تلك المطالب، وقال رئيس الجناح العسكري لحماس محمد ضيف الأسبوع الماضي، إن المنظمة لن توافق علي وقف لإطلاق النار ما لم يتوقف العدوان ويرفع الحصار'. وقالت الصحيفة الإسرائيلية ' إن الشعب الفلسطيني، الذي يسعي الآن للهدوء، سوف يسأل نفسه، لماذا قادت الحركة غزة إلي الدمار من دون سبب، مع عدم وجود نتائج تظهر جهودها، وحماس تدرك هذا، ولذا فمن المرجح أن تميل إلي القيام بأحد أمرين هما : إطلاق المزيد من الصواريخ، وذلك بغض النظر عن رد الفعل الإسرائيلي الذي لا مفر منه، وأن تواصل محاولات تنفيذ هجمات كبيرة، وذلك أساسا من خلال الأنفاق التي ربما قد تكون قد تركت دون أن تمس، لتفريغ تأكيدات الجيش الإسرائيلي من الانتهاء من هدم الأنفاق من جدواها، ولكن هجوم من تلك الدرجة من المرجح أن يثير رد فعل قاسيا جدا، وربما شن هجوم بري جديد – ومرة أخري، وبالتالي فإن الشعب في غزة سيكون هو الوحيد الذي سيدفع الثمن'. ووفقا للصحيفة ' فإن حركة حماس شرعت في اختطاف وقتل المراهقين الاسرائيليين الثلاثة في تجمع 'عتصيون' جنوب بيت لحم، فضلا عن التصعيد في قطاع غزة، لمنع تدهورها الاقتصادي في القطاع والحفاظ علي أهميتها في غزة والضفة الغربية، وتولدت هذه الأزمة من إجراءات الحركة التي وجدت نفسها وقد فقدت شعبيتها بين الفلسطينيين، كما أن موافقتها علي المصالحة مع حركة فتح، أدي إلي أزمة الرواتب، ولكن مع اقتراب نهاية الهجوم البري للجيش الإسرائيلي، فإن هناك شكوكا حول حل هذه المشاكل وحتي الدعم الشعبي الذي اكتسبته حماس من شن هجوم علي إسرائيل فإنه يتضاءل مع الوقت في الوقت الذي يكمل فيه الجيش الإسرائيلي انسحابه من قطاع غزة'.