دعت الملكة رانيا العبد الله اليوم الأحد مجتمع المانحين إلي ضرورة الاستجابة الفورية لحالة الطواريء التي أعلنتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' بشأن ما يجري في غزة، قائلة 'نحتاج إلي دعم وضغط عالمي لوقف المعاناة الكبيرة التي تتزايد كل ساعة في غزة'. كانت الأونروا قد أطلقت مناشدة طارئة في السابع من يوليو الجاري عندما اندلعت الأزمة الحالية في غزة، طالبت فيها بمبلغ 115 مليون دولار للاستجابة لتأثيرات النزاع بما فيها الاحتياجات الفورية للنازحين الفلسطينيين وتسليط الضوء علي جهود إعادة التأهيل الأولي عندما يصل النزاع إلي نهاية. وقالت الملكة رانيا العبد الله، خلال لقائها اليوم في مقر 'الأونروا' بعمان مع المفوض العام للوكالة بيير كرينبول، 'إن غزة تعيش مأساة إنسانية طويلة.. فهناك أناس محاصرون في دوامة مخيفة وبشعة من سفك الدماء والحصار لمدة طويلة كما أن النزاع الحالي يعد الثالث الذي تعانيه خلال أقل من 6 سنوات'. وأضافت 'إن الفشل في توفير الاحتياجات الضرورية للمدنيين الأبرياء في غزة اليوم سيكون فشلا كبيرا في إنسانيتنا '.. لافتة إلي أن الهجوم علي المدنيين العزل في أبنية الأونروا وغيرها من الأماكن الإنسانية في غزة يؤكد التجاهل الصارخ لقيمة الحياة الإنسانية في هذا الصراع. وتساءلت الملكة رانيا العبد الله 'ماذا يريد العالم أكثر من ذلك إثباتا علي أنه لا يوجد مكان آمن في غزة؟.. ولا مكان آمن لعشرات الآلاف من المدنيين العزل الذين يبحثون عن ملاذ آمن من العنف؟. وقد جري خلال الاجتماع، الذي ضم عددا من فريق عمل 'الأونروا'، استعراض الأوضاع الصعبة والخطيرة التي يعيشها سكان القطاع والتأكيد علي تزايد الحاجة للتضامن والدعم من المجتمع العالمي إضافة إلي بحث سبل تعزيز وتقوية التعاون بين الأردن و'الأونروا' لتلبية احتياجات السكان واللاجئين في غزة. من جهته، عبر المفوض العام للأونروا عن امتنان الوكالة للدعم الأردني المتواصل في تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية عبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بما في ذلك إرسال مواد إغاثة، مشيرا إلي أنه وحتي الآن سيرت الهيئة أكثر من 62 قافلة مساعدات إلي غزة من دول مختلفة. وقال 'إن الوضع في غزة صعب للغاية لدرجة لا يمكن تحملها'.. لافتا إلي أن النزاع الجاري يعتبر ضربة شديدة تكبد المدنيين خسائر كبيرة وستترك أثرا لسنوات وخصوصا علي الأطفال.. لافتا إلي أن أكثر من 170 ألف شخص أجبروا علي ترك منازلهم بحثا عن المأوي في مدارس الأونروا حيث يواجهون المجهول والمعاناة والخطر علي حياتهم. ولفت إلي أن مباني الأونروا في غزة تعرضت للدمار بأعداد كبيرة وأصيبت بقصف مباشر خاصة في 'المغازي وبيت حانون وجباليا' أسفر عن وقوع العديد من الضحايا من المدنيين الذين بحثوا عن الحماية والملاذ في تلك الأبنية. كما استعرض فريق عمل 'الأونروا' في غزة عبر اتصال متلفز الظروف الصعبة التي يعاني منها السكان والتحديات التي تواجه عملهم.