قال رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي في مقابلة ان مصر لا يمكنها ان تكسب حربا مع أثيوبيا علي مياه نهر النيل وانها تدعم جماعات متمردة في محاولة لزعزعة استقرار أثيوبيا. وتجري دول حوض النيل التسع ومن بينها مصر واثيوبيا محادثات منذ ما يزيد علي عشر سنوات لتسوية الخلافات حول اقتسام مياه النهر حيث تري بعض الدول انها تعرضت للغبن في اتفاقية سابقة بشأن مياه النيل وقعت عام 1929. وتمنح الاتفاقية الاصلية مصر 55.5 مليار متر مكعب من المياه سنويا تمثل نصيب الأسد من الكمية الاجمالية التي تتدفق في النهر سنويا وقدرها 84 مليار متر مكعب رغم ان نحو 85 في المئة من المياه تنبع من اثيوبيا. ووقعت أثيوبيا وأوغندا وتنزانيا ورواندا وكينيا اتفاقية جديدة في مايو ايار ووصفت مصر موضوع المياه بأنه قضية "أمن قومي". وقال ملس انه غير راض عن تصريحات المصريين لكنه هَوَن من شأن زعم بعض المحللين ان حربا قد تندلع في نهاية المطاف. وأضاف لرويترز في مقابلة "لا أخشي أن يغزو المصريون اثيوبيا فجأة فلم يعش أحد ممن حاولوا ذلك قبلا ليحكي نتيجة فعلته ولا أعتقد ان المصريين سيختلفون عمن سبقهم وأعتقد أنهم يعلمون ذلك." وأمهلت الدول الخمس الموقعة علي الاتفاقية الجديدة الدول الاربع الاخري عاما للانضمام اليها قبل دخولها حيز التنفيذ. وأيَد السودان مصر بينما ترفض جمهورية الكونجو الديمقراطية وبوروندي التوقيع حتي الآن. وأشار ملس الي ان الاتفاقية الأصلية وقعت في عهد الاستعمار قائلا "علي المصريين ان يحسموا أمرهم أيريدون العيش في القرن الحادي والعشرين أم في القرن التاسع عشر." وقال "ولذلك تبدو العملية معطلة." ويمتد نهر النيل مسافة تزيد علي 6600 كيلومتر من بحيرة فكتوريا الي البحر المتوسط وهو مورد حيوي للماء والطاقة للدول التسع الواقعة في حوضه. وتعتمد مصر بالكامل تقريبا علي نهر النيل وتهددها أخطار التغير المناخي ومن ثم فهي تراقب عن كثب أي مشروعات لانشاء سدود للطاقة الكهرومائية علي النهر في دول المنبع. وأقامت اثيوبيا خمسة سدود ضخمة علي مدي العقد الأخير وبدأت إقامة منشأة جديدة للطاقة الكهرومائية تتكلف 1.4 مليار دولار وصفت بأنها أكبر منشأة من نوعها في افريقيا. واتهم ملس مصر بمحاولة زعزعة الاستقرار في بلاده من خلال دعم عدة جماعات متمردة صغيرة لكنه قال ان هذا أسلوب لم يعد مجديا. وقال "اذا تصدينا للمشاكل التي التف حولها المتمردون يمكننا تحييدهم وبالتالي يستحيل علي المصريين الصيد في الماء العكر لانه لن يكون هناك أي ماء عكر." وأضاف "نتمني ان يقنع هذا المصريين بأنه ما دام الصراع المباشر لن يفلح والاسلوب غير المباشر لم يعد فعالا كما كان فالخيار المتعقل الوحيد هو الحوار المتحضر." ودعا الرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني في يوليو تموز الي حضور زعماء الدول في اجتماع من المقرر عقده في نوفمبر تشرين الثاني للدول التسع. وقال ملس ان ذلك لن يتحقق الآن. ووصلت الخلافات الي طريق مسدود في آخر اجتماع لدول حوض النيل وانتهي الاجتماع الذي عقد في اديس ابابا عاصمة اثيوبيا بمؤتمر صحفي لوزراء الري والمياه تبادلوا فيه التصريحات الغاضبة