اصدر الملا محمد عمر امير حركة طالبان ورئيس امارة افغانستان الاسلامية المحتلة بيانا بمناسبة عيد الاضحي المبارك اكد فيه اقتراب قواته من دحر قوات الاحتلال الغربية نهائيا داعيا الافغان للوقوف في صفوف طالبان. . وفيما يلي نص البيان: أهنّئکم جميعاً بحلول هذا اليوم العظيم، يوم الفرح و التضحية و الإيثار، و أسأل الله تعالي أن يتقبّل من الجميع العبادات و التضحيات، و أن يتقبل من حجاج بيت الله الکرام حجّهم ، ومن المجاهدين و أنصارهم في کلّ مکان جهادهم و جهودهم ، و أن يجعلها سبباً لنزول فضله ونصرته علي الأمّة الإسلامية . أودّ بهذه المناسبة أن أستغلّ هذا الفرصة الطيبة لبيان عدّة نقاط ضرورية حول الظروف و الحالات الراهنة في أفغانستان والعالم . حول الأوضاع الداخلية في البلد : لقد اقتربت بنصرالله تعالي ثم ببرکة التضحيات المخلصة للمجاهدين اللحظات الأخيرة لهزيمة العدوّ المعتدي، ولم يبق للعدوّ المنهزم في ميادين المعرکة إلاّ الإدّعاءات الإعلامية، و تمثيل نفسه في حالة التقّدم عن طريق وسائل الإعلام. و لکن الحقيقة هي ما نشاهدها نحن و أنتم بأم أعيننا. إنّ العدوّ في حالي انسحاب وحصار مع مرور کل يوم ، و تزداد خسائره في الأرواح من يوم إلي آخر، و هذا الذي أجبر العدوّ علي رفع الشعارات الماکرة للصلح و المحادثات بهدف تخفيف الضغط العسکري عنه . و لکن بما أن العدوّ قد اعتدي علينا بقوة السلاح، وسلّط علينا الحرب ، فلا سبيل لنجاتنا إلاّ الجهاد المسلح في سبيل الله تعالي ، ولن يشعر شعبنا المجاهد بالضعف والتعب في درب الجهاد المقدس. لأن الجهاد فريضة من الله تعالي، وهو من العبادات التي لا مجال فيها للتعب والنکول. وإنها لمفخرة أن يضحّي المجاهدون والشعب بنفوسهم متآخين في سبيل الدفاع عن الدين، والعرض، وحرّية البلد، ولا يمکّنون العدوّ من فرصة الإشاعة و المؤامرات الأخري لإيقاع الفرقة بين الشعب والمجاهدين . إنّ العدوّ الآن يريد بإيجاد المليشيات والمرتزقة المحلييّن أن يتترس بالأفغان عن هجمات المجاهدين،وإننا علي استعداد تامّ لإبطال هذه المؤامرة ، ولنا مکاسب جيدة في هذا المجال . وهناک شعارات أخري تُرفع من قِبَل بعض الأعداء الداخليين والأجانب لتجزئة أفغانستان إلي الشمالية والجنوبية، فليعلم هؤلاء الناس أن الشعب الأفغاني المحب لبلاده، والإمارة الإسلامية، لن تسح بتنفيذ هذه المؤامرة الخبيثة أبداً . حول الإدارة العميلة في کابل : أنّ أوضاع الشعب والبلد آخذة نحو السوء في ظلّ إدارة کرزاي العميلة، و معاناة الشعب في ازدياد مستمرّ، وقد بلغ الفقر، والتشرّد، والمجاز الجماعية ، و انتشار الأوبئة والأمراض، و فساد الشبيبة ، و الانحرافات الإجتماعية و الثقافية المتولدة مما يسمونها ب ' الديموقراطية ' إلي قمّتها. کما آلت جميع المواد الأولية بما فيها الوقود والغذاء إلي حکر عدد مُعيّن من المحتکرين الحکوميين في إطار ما يسمونه بسياسة السوق الحرّة، ويتحکمون في القيم و الأسعار کما يشاءون، و قد أدّي هذا الوضع بکثير من العائلات الفقيرة إلي حياة التسوّل والتشحّت في الأسواق، کما بلغ الفساد إلي قمته الأخيرة. إن ما نقوله ليس افتراء منا، بل هي حقائق يعترف بها مؤسسو هذه الإدارة و سادة هؤلاء العملاء من الأجانب، ويعترفون بصراحة أن الإدارة العميلة حازت علي الدرجة الثانية في الفساد والمحسوبية علي مستوي العالم أجمع، لأن حکّام هذه الإدارة قد جاء بهم الأجانب، ولا رغبة في نفوسهم للتقدّم بالبلد نحو الإزدهار والمستقبل الزاهر، ولا يفکّرون إلاّ في ملء جيوبهم، ونهب ممتلکات الشعب. ومعظم هؤلاء يحملون جنسيات غربية ، و لا ينظرون إلي أفغانستان کبلد لهم . إن أمريکا تريد باستخدام الأفغان تحت قيادة هؤلاء العملاء المستأجرين أن تحتفظ علي رأس السلطة بإدارة عميلة و فاقدة للإرادة إلي أبعد الحدود، ومعتمدة علي مساعدات الغرب لتُمهّد عن طريقها السبيل للبقاء و مدّ الإحتلال في هذا البلد. ونظراً لمصيبة الشعب الأفغاني المسلم، وظروف الابتلاء التي يعيشها يتوجب علي کل أفغاني عامل في هذه الإدارة الفاسدة أن يتخلّي عن الوقوف إلي جانب المعتدين، ومساعدة المحتلين. وأن لا يُعين أعداء دينه علي هدم بيته، لأنه لايوجد أيّ مبررر ديني و خُلُقي للعمل في مثل هذه الإدارة الفاسدة العميلة و الخائنة لشعبها. فإن کان لا يمکنه أن يقف في صف الجهاد فإنّه من الممکن أن يقوم بواجيه الديني والوطني عن طريق مقاطعة هذه الإدارة، ليحفظ بذلک نفسه من الخزي والعار أمام الشعب والتاريخ ، و من الخزي العظيم أمام الله يوم القيامة، وقد لبيّ في هذا المجال عدد کبير من العاملين في هذه الإدارة نداآتنا السابقة لمقاطعة هذه الإدارة العميلة، وإنه لعمل يستحّقون عليه الثناء ، وقد أرشدنا المجاهدين لتقدير هؤلاء الناس و احترامهم . حول إشاعات الأمريکيين عن المحادثات : إن موقف الإمارة الإسلامية حول قضية أفغانستان هو نفس موقفها الصريح السابق . و تري الحلّ الوحيد للقضية في خروج الجنود الغزاة الأجانب من أفغانستان، وفي إقامة نظام شرعي حرّ . إن العدوّ الماکر الذي احتلّ بلدنا في غزوه العسکري الجائر تتخّذ سياسة النفاق حيال القضية بحيث يوسّع من جانب عملياته العسکرية، ومن جانب آخر يسعي لذرّ الرماد في اُعين الناس عن طريق إشاعات المحادثات التي لا أساس لها أصلاً . إن إشاعة إجراء المحادثات، و الکلام عن التغيير في موقف الإمارة ، أو الحديث عن اللقاآت المزعومه بمسئولي الإمارة کلها من الإشاعة الجوفاء و الکذب المحض، وإنّ الأعداء يريدون من وراء مثل هذه الإعلانات الرمزية إخفاء هزيمتهم في أفغانستان، و إراءة سراب من الآمال لشعوبهم المخدوعة، و ينبغي أن لا يثق الشعب الأفغاني المسلم، والعالم في معرفة موقف الإمارة إلاّ علي تصريحات قيادة الإمارة ، و تصريحات المتحدّثين الرسميّين بإسم الإمارة، لأنّ مثل هذه الإشاعات تطلقها الأجهزة الإستخباراتية للدول العدوّة ، و يقوم بنشرها الإعلام المرتبط بهذه الأجهزة الاستخباراتية بکلّ رغبة و لا مسؤولية . والهدف منها إخفاء الهزائم العسکرية في ميادين القتال بالضجيج الإعلامي عن طريق وسائل النشر، إلاّ أن هذه المؤامرات الفاشلة سوف لن يکون لها أيّ أثر علي معنويات شعبنا الأبيّ و مجاهديه الأبطال . وليعلم قادة الجهاد السابقين والوجهاء في کابل أيضا أن الغزاة الأمريکيين کما استفادوا من أمثالکم الوجهاء ضدّ المجاهدين في العملية التي بدءوها تحت لافتة ' شوري الصلح '، فإنهم سيسعون مثل أيّ وقت آخر أن يستفيدوا من وجودکم إلي جوار إدارة کابل العميلة في تحقيق أهدافهم الخبيثة. إننا لا ندري ماهو هدفکم من وقوفکم إلي جانبهم، ومساعدتکم إياهم ؟ هل تحققت في الإدارة الموجودة مقاصد جهادکم السابق ؟ وهل کان هدف جهادکم لأربع عشرة سنة هو استبدال الاحتلال الأمريکي بالاحتلال الروسي لأفغانستان؟ فإن کنتم تحبّون أن تخرجوا من هذه الورطة، وأن تعيشوا کأفغان مسلمين أعزّاء ، فإن الطريق الوحيد للعزّ والشرف هو طريق الجهاد المقدس، و طريق إحراز الحرّية . تعالوا و کفّروا عن أخطائکم للسنوات الماضية بالکفاح المخلص ضد الغزاة المعتدين. وليس معني هذا أن يذهب الجميع إلي خنادق القتال، بل المطلوب أن ينصر الجميع هذه المقاومة ، و يعمل لصالحا بالصلاحيات التي وهبها الله تعالي إياهم . فإن الإمارة الإسلامية لديها المشروع الواسع للحکومة الجيدة، والأمن الحقيقي، والعدالة الإسلامية ، و التربية و التعليم، والتنمية الاقتصادية ، والوحدة الوطنية، والسياسة الخارجية القائمة علي قاعدة 'لاضرر ولا ضرار'. حول الوضع العسکريّ في البلد: إن برامجنا العسکرية المستقبلية سوف يتمّ تنفيذها و فقاً للظروف الجوّية والجغرافية للبلد طبق الخطّة المُعطاة للمجاهدين، و نسعي من خلالها إلي استنزاف قوة العدوّ من خلال توريطه في حرب مرهقة مثلما حدث للإتحاد السوفياتي الهالک، حتي إذا وجّهنا له الضربة القاطعة انهارت منها، ولم يقو منها علي الصمود، وقد وضعنا لتحقيق هذا الهدف خططنا للمدي القريب والبعيد، ونحن متفائلون لنتائجها إن شاء الله تعالي. وإستراتيجيتنا في هذا المجال هي الزيادة التدريجية في العمليات العسکرية، و بسطها إلي جميع مناطق البلد. و استدراج العدوّ من مخابئه، ومن ثَمّ القضاء عليه من خلال الهجمات التکتيکية. وقد نجحت هذه التجربة بأعلي مستوي في ' مارجة '، و ' قندهار '، و مناطق أخري من البلد . و لذلک أُوصي أخواني المجاهدين بالاهتمام بمساعيهم الجهادية، و توسعة عملياتهم الجهادية وفقاً للخطّة المعطاة لهم . و أن يبذلوا کلّ سعيهم لدحر العدوّ الواقف علي حافة الزوال من هذه الأرض، و أن يکونوا علي صلة دائمة بالله تعالي في جميع مشاغلهم اليومية، و أن يعتبروا الله تعالي هو الخالق و المتصرف الوحيد لجميع شؤون الکون، و أن يعتقدوا بأن جميع مکاسبهم وانتصاراتهم هي من فضل الله تعالي ونصره إيّاهم، وأن يداوموا علي العبادات، وأن يخصّصوا جزءً من وقتهم في الجهاد للأذکار والأدعية المأثورة التي تتسبب في نزول السکينة و الإطمئنان علي قلوب المجاهدين . إن مثل هذا الشعور يقوّي في نفوس المجاهدين عنصر الإخلاص، والخضوع الله تعالي ، والسعي للحصول علي رضاه. ولأنّ مثل هذه الصفات في العباد هي مما تتسبب في نزول فضل الله تعالي ونصرته علي عباده في الحالات العصيبة . وکذلک لا تغفلوا في جهادکم ولو لِلَحظة واحدة عن التخلّق بأخلاق المجاهدين في سبيل الله ، وحاولوا بقدر ما تستطيعون أن تطالعوا الموضوعات الجهادية في القرآن الکريم، والأحاديث النبوية الشريفة، و کتب الفقه الإسلامي. حافظوا علي سلامة أرواح المدنيين و أموالهم ، حتي لا يتسبب جهادکم – لا قدّر الله تعالي - في ضياع أرواح عامة الناس و أموالهم . لأنّ کل ما لا يجيزه الإسلام لا مجال له في سياستنا العسکرية. تحابّوا فيما بينکم ، ومُدّوا يد العون لإخوانکم في الشدائد، وکونوا علي صلة قريبة بشعبکم، واستشيروا وجهاء القوم و ذوي الرأي منهم ، واستمعوا إلي آرائهم ومشورتهم السديدية ، واحرصوا علي تطبيقها . إلي الشباب المثقّفين وطلبة الجامعات : إنکم لکونکم الجيل المثقف الشاب لبلدنا الإسلامي قادة الغد، ورجاله. إنّ العدوّ يبذل المساعي الحثيثة أن يغزو الجيل الشابّ في هذا البلد المسلم غزواً فکرياً للقضاء علي تاريخنا، و قيمنا الإسلامية ، ومستقبل هذا البلد. ويبث أعداء ديننا و تاريخنا أفکارهم ونظرياتهم بطرق ماکرة و ملتويه، و ينفقون في سبيل نشرها الأموال الطائلة لسلخ جيل الشباب عن هويّتهم الإسلامية بشکل تدريجي . و أنتم بصفتکم الجيل الشاب لهذا البلد المسلم تحملون علي عاتقکم المسؤولية الإسلامية والوطنية للکفاح الجادّ بکلّ ما عندکم من قوة الخطابة والکتابة ضدّ هذه الجهود التي تستهدف دينکم ووطنکم و ألاّ تسمحوا لعدوّکم الديني والتاريخي و الثقافي أن ينجح في مشروعه. و لتکونوا علي علم أن عدوّنا الماکر يزوّد بعض الحلقات الخائنة في الخفاء بأموال وإمکانيات هائلة لإذکاء نار العصبيات القومية، والإقليمية، واللسانية في هذا البلد، للنيل من هويّة بلدنا، وحدتنا الوطنية في المستقبل، لينتقم بذلک لهزيمته من الشعب الأفغاني. فلتکونوا علي حذر من مثل هذه الحرکات السلبية ، لأن عزّ المسلم هو في الإسلام، والوحدة الإسلامية . إنکم أنتم الذين تستطيعون أن تحفظوا بفضل الله تعالي دعائم الثقافة الإسلامية والأفغانية من الإنهيار. والإمارة الإسلامية هي صفّ کفاحکم، وخندق قتالکم، وهي تفتخردوماً بمساندتکم لها، وبجهادکم باللسان والقلم ، وتقدّرکم أنتم، وتقدّر جهودکم من صميم الفؤاد. وإنّ هذه المقاومة تکتسب مزيداً من القوة من جهودکم العلمية والثقافية . إلي شعوب العالم الإسلامي وحکوماته : إنّني کعضو في الأسرة الإسلامية العالمية ممثلاً إمارة أفغانستان الإسلامية أودّ أن أستغلّ فرصة عيدالأضحي المبارک في أن أُذکّر حکومات العالم الإسلامي و شعوبه ألاّ تنسي بحکم أواصر العقيدة والوشائج الوثيقة بيننا قضية أفغانستان المحتلّة، و شعبها المظلوم . إنه ينبغي أن تتذکّروا أن الشعب الأفغاني علي مرّ الدهور قام بدور يُفتخر به في مناصرة الإسلام والعالم الإسلامي ، وقد قدّم في هذا السبيل في مختلف مراحل التاريخ التضحيات العظيمة. کما قام هذا الشعب سداً منيعاً أمام الغزاة من جنود' جنکيز'، والإنجليز، والزحف الشيوعي الأحمر. و بفضل الله تعالي ثم بتضحيّاته العظيمة أنقذ العالم الإسلامي من السقوط . وإن هذا الشعب اليوم للمرّة الأخري وبسبب عقيدته يواجه بليّة أخري، وحرباً مفروضة عليه. ويُستشهد يوميّا رجاله و نساؤه جرّاء قصف الغزاة، ويذوق أطفاله مرارة اليتم، ويضطرّ الآخرون للهجرة و ترک الديار هرباً من عمليات العدوّ العسکرية، وقصفه الجوّي. و يعاني أبناء هذا الشعب من الفقر المدقع بسبب الحروب الطويلة . وبما أن الشعب الأفغاني يتحمّل کلّ هذه المعانات في سبيل حاکمية القرآن الکريم، والدفاع عن العقيدة الإسلامية، فيجب علي مسلميّ العالم أن يُدرکوا آلامه، و أن يعاملوه علي أساس من المساواة معاملة شعب مخلص في إسلامه . و أن يفوا له بحقّ لأخوّة الإسلامية حسب إمکانياتهم المتاحة. وکذلک يجب علي الدول الإسلامية ألاّ تعتبر نفسها أجنبية عن قضيّة أفغانستان ، و العراق، و فلسطين. وألاّ تبخل ببذل المساعي البنّاءة ضمن سياساتها الخارجية، وأن تشارک شعوب هذه البلاد في آلامها والتخفيف من مشاکلها، وأن تقوم بدور إيجابيّ في حلّ قضاياها . إلي الشعوب في أمريکا و أوربا، و أعضاء برلماناتها : إن أفغانستان بلد إسلامي حرّ، وله تاريخ مجيد و حافل بالمفاخر علي مستوي المنطقة والعالم، و يسکنه شعب يعشق الحرّيّة . و إنّ هذا الشعب لم يکن يوماً ما ضرراً علي حرّية أحد، کما أنّه لم يسمح لأحد علي طول التاريخ أن ينال من حرّيته و استقلال بلاده. و بما أنّ جيوشکم اليوم اعتدت علي هذا البلد لتحقيق أهدافها الإستعمارية، فإنّه من الواجب الديني والوطني أن يقوم هذا الشعب في وجه عدوان جيوشکم . فکّروا! إنّه لواعتدي أحد علي بلادکم مثل هذا العدوان، هل تجلسون حياله ساکنين صامتين؟ أتريدون لشعبنا أن يرضي بالإحتلال والعدوان علي بلده؟ وألاّ يحرّک ساکناً تجاه المحتلّين والاحتلال؟ وألاّيکون له أيّ ردّ فعل للدفاع عن کرامته ، وعرضه، وقيمه الدينية، وحرّية بلاده؟ إنکم إن أنصفتموتنا فإنّکم لاشک ستعترفون لنا بحق مقاومة المعتدين و صدّ عدوانهم . إن الأفغان بوسائلهم و إمکانياتهم القليلة، ولکن بعزمهم القويّ و ثقتهم بحقانية قضيتهم أثبتوا خلال السنوات التسعة الماضية لقادتکم العسکرييين والسياسيين أنّهم لا يمکنهم أن يفرضوا سيطرتهم علي هذا الشعب، ولم تترتب أية نتيجة علي ازدياد قواتکم في هذا البلد، ولن تترتب إن شاء الله تعالي ، بل ازداد عدد القتلي في جنودکم. ولکن علي الرغم من کلّ ذلک لازالت قيادتکم العسکرية و السياسية تواصل سياسة العنجهية الفاشلة . إنّه يجب عليکم أنتم قبل غيرکم في هذا المجال أن تسعوا لتقصّي الحقائق، ومطالعة الواقع بعمق، و أن تفکّروا بحياد في أن حکومات العالم و شعوبه إلي متي تتحّمل سياستکم الاستبدادية، واحتجازکم للشعوب؟ ولکي تکونوا أنتم والشعب الأفغاني قد خفّف کاهله من عناء حربکم الجائرة، يجب أن تُتّخذ خطوات لإئهاء هذه الحرب. ولن تکون نتيجة تطويل هذه الحرب إلاّ زيادة القتلي في جنودکم، و تضاعف مصاريف الحرب علي کاهل اقتصادکم . اعلموا أنّ هذا البلد هو للأفغان، وهم لن يترکوه لغيرهم، وأنّه مهما مکثت القوات الغازية في هذا البلد فإن المقاومة ستسمرّ ضدها. وإنّ إطلالة واحدة علي شواهد تاريخ هذا البلد سيعلمکم الکثير. و لذلک يجب عليکم أن تُخمدوا نارالحرب في هذه المنطقة بانسحابکم الکامل عنها. واعلموا أنّ تواجد القوات الأجنبية علي أرضنا يوفّر عوامل ازدياد سعير نارهذه الحرب، ولن تکون نتيجتها لکم إلاّ زيادة خسائرکم الفادحة في الأرواح والأموال . إلي دول الجوار والمنطقة : إن أفغانستان بصفتها بلداً حراً اضطرّت للخوض في معرکة عنيفة لکسب هو يتها ، وتريد الدول الاستعمارية وعلي رأسها أمريکا، أن تحوّل بلدنا التاريخي الحرّ بحيلة وأخري إلي قاعدة عسکرية لها في المنطقة ، وقد اصطحبت معها بعض الدول الأخري أيضا، کما أنّها أجبرت إدارة الأممالمتحدة کإدارة شخصية مثل أيّ وقت آخر إلي إصدار قرارت موافقة لرغبات أمريکا. ورجاؤنا منکم هو أن تسعوا لمعرفة الحقيقة و الواقع بدل أن تُصغوا لإشاعات العدوّ الجوفاء . وألاّ تتغافلوا عن أداء مسؤوليتکم الخُلقية تجاه بلدنا المظلوم في الحصول علي استقلالاه وحرّيته . إن أمريکا تريد بانتهاجها لدبلوماسية النفاق واالحرب الإعلامية، أن تُسمّيّ جهادنا ودفاعنا الحقّ، ومقاومتنا العادلة بالضرر علي العالم ، في حين لا تملک لإثبات دعواها أيّة حجج مُقنعة، وشواهد واقعية . رجاء : و في الأخير أرجو من جميع المسلمين ألاّ ينسوا في أيام التضحية والإيثار کهذه أُسَرَ إخوانهم المجاهدين في سبيل الله، والأسري في سجون العدوّ، و أُسَرَ الشهداء والمشرّدين وأولادهم. لأنهم جميعاً ضحّوا في سبيل الدفاع عن الإسلام و البلاد، فيجب أن تتذکّروا ذويهم وأيتامهم، وأن تعاملوهم في جميع النواحي مثل معاملتکم لأولادکم، وأن تهتمّوا بهم، وتشرکوهم معکم في أفراح العيد.