اليوم .. الكنائس تختتم صوم السيدة العذراء باحتفالات روحية وشعبية واسعة    «العربية للعلوم » تفتح أبوابها للطلاب بمعرض أخبار اليوم للتعليم العالي    «تربية حلوان» تطرح برنامج معلم اللغة الإنجليزية للمدارس الدولية واللغات    تعرف على سعر الذهب اليوم الخميس.. عيار 21 يسجل 4555 جنيها    جامعة القاهرة تطلق استراتيجة للذكاء الاصطناعي بمؤتمر CU-AI Nexus 2025    هل يتم دفع ضريبة عند إعادة بيع الذهب؟.. توضيح من الشعبة    رينو أوسترال... تكنولوجيا متطورة وفرصة تمويل استثنائية من ألكان للتمويل    إيران: العقوبات الأمريكية على قضاة بالجنائية الدولية تواطؤ في إبادة وقتل الفلسطينيين    كامل الوزير يزور السعودية لبحث عدد من الملفات    القدس للدراسات: الحديث عن احتلال غزة جزء من مشروع «إسرائيل الكبرى»    واشنطن تبرم صفقة مع أوغندا لاستقبال اللاجئين    "رياضة الدقهلية" تكرم مركز اللياقة البدنية الفائز بالمركز الثالث على مستوى الجمهورية    مقتل أخطر 6 عناصر إجرامية فى مواجهات أمنية بأسوان    نتيجة تحليل المخدرات للسائق المتهم بالدهس بكورنيش الإسكندرية    شيرى عادل تنضم لأسرة فيلم حين يكتب الحب    رئيس المعاهد الأزهرية يتفقد المشروع الصيفي للقرآن الكريم بأسوان    لا أستطيع أن أسامح من ظلمنى.. فهل هذا حرام؟ شاهد رد أمين الفتوى    نجاح أول عملية استئصال ورم بتقنية الجراحة الواعية بجامعة قناة السويس    مستشفيات جامعة قناة السويس تواصل ريادتها بعملية ناجحة لإصلاح الصمام الميترالي بالمنظار    جيش الاحتلال يعلن إصابة جندي بنيران المقاومة شمال غزة    لبنان.. بدء المرحلة الأولى من تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية    أول رد رسمي على أنباء توقف أعمال الحفر في ستاد الأهلي    7 عروض أجنبية في الدورة 32 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي    محمد الشناوي غاضب بسبب التصرف الأخير.. مهيب يكشف تفاصيل حديثه مع حارس الأهلي في عزاء والده    تخفيضات تصل إلى 50%.. موعد انطلاق معارض أهلًا مدارس 2025- 2026    لجنة الحريات بنقابة الصحفيين تعلن تضامنها مع الزملاء بصحيفة "فيتو" بشأن بيان وزارة النقل    195 عضوًا بمجلس الشيوخ يمثلون 12 حزبًا.. و3 مستقلين يخوضون الإعادة على 5 مقاعد في مواجهة 7 حزبيين    الاتحاد السكندري ل في الجول: تأجيل مكافأة الفوز على الإسماعيلي لما بعد مباراة البنك الأهلي    القصة الكاملة لتحويل بدرية طلبة للتحقيق: بدأت بتجاوزات وانتهت بمجلس التأديب    أحدث ظهور لنادية الجندي بإطلالة صيفية جريئة على البحر (صور)    لو كنت من مواليد برج العقرب استعد لأهم أيام حظك.. تستمر 3 أسابيع    رغم قرار رحيله.. دوناروما يتدرب مع سان جيرمان    تقرير: رابيو يعرض نفسه على يوفنتوس    جني جودة تحصد 3 ذهبيات ببطولة أفريقيا للأثقال وشمس محمد يفوز في وزن + 86كجم    فانتازي يلا كورة.. انخفاض سعر ثنائي مانشستر سيتي    خالد الجندى ب"لعلهم يفقهون": الإسلام لا يقتصر على الأركان الخمسة فقط    جولة لرئيس شركة الأقصر لمتابعة العمل بمحطة المياه الغربية.. صور    "جهاز الاتصالات" يصدر تقرير نتائج قياسات جودة خدمة شبكات المحمول للربع الثاني    فتح: مخططات نتنياهو للاجتياح الشامل لغزة تهدد بارتكاب مجازر كارثية    جنايات بنها تنظر أولى جلسات محاكمة المتهم بخطف طفلة والتعدى عليها بشبين القناطر    وكيل صحة الإسماعيلية تفاجئ وحدة طب أسرة الشهيد خيرى وتحيل المقصرين للتحقيق    الجامعة المصرية الصينية تنظم أول مؤتمر دولي متخصص في طب الخيول بمصر    هبوط جماعي لمؤشرات البورصة في نهاية تعاملات الخميس    جامعة أسيوط تعلن مواعيد الكشف الطبي للطلاب الجدد    وزير الثقافة يعلن محاور وأهداف المؤتمر الوطني «الإبداع في زمن الذكاء الاصطناعي»    مستخدمًا سلاح أبيض.. زوج ينهي حياة زوجته ويصيب ابنتهما في الدقهلية    «الصحة»: وفاة شخصين وإصابة 18 في حادث تصادم طريق «الإسكندرية - مطروح»    «الأرصاد» تحذر من حالة الطقس يومي السبت والأحد.. هل تعود الموجة الحارة؟    كيفية صلاة التوبة وأفضل الأدعية بعدها    نائب وزير الصحة يبحث مع رئيس الأكاديمية العربية للنقل البحري سبل التعاون    رفضه لجائزة ملتقى الرواية 2003 أظهر انقسامًا حادًا بين المثقفين والكتَّاب |السنوات الأولى فى حياة الأورفيلى المحتج    مديريات التعليم تنظم ندوات توعية لأولياء الأمور والطلاب حول البكالوريا    مدبولي: نتطلع لجذب صناعات السيارات وتوطين تكنولوجيا تحلية مياه البحر    الداخلية: تحرير 126 مخالفة للمحال المخالفة لقرار الغلق لترشيد استهلاك الكهرباء    هل يوجد زكاة على القرض من البنك؟.. أمين الفتوى يجيب    أخبار مصر: اعترافات مثيرة ل"ابنة مبارك المزعومة"، معاقبة بدرية طلبة، ضبط بلوجر شهيرة بحوزتها مخدرات ودولارات، إعدام سفاح الإسماعيلية    توسيع الترسانة النووية.. رهان جديد ل زعيم كوريا الشمالية ردًا على مناورات واشنطن وسيول    وزارة الأوقاف تطلق صفحة "أطفالنا" لبناء وعي راسخ للنشء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملا عمر يؤكد اقتراب بلاده من النصر النهائي ويدعو الافغان لدعم طالبان
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 16 - 11 - 2010

اصدر الملا محمد عمر امير حركة طالبان ورئيس امارة افغانستان الاسلامية المحتلة بيانا بمناسبة عيد الاضحي المبارك
اكد فيه اقتراب قواته من دحر قوات الاحتلال الغربية نهائيا داعيا الافغان للوقوف في صفوف طالبان. . وفيما يلي نص البيان:
أهنّئکم جميعاً بحلول هذا اليوم العظيم، يوم الفرح و التضحية و الإيثار، و أسأل الله تعالي أن يتقبّل من الجميع العبادات و التضحيات، و أن يتقبل من حجاج بيت الله الکرام حجّهم ، ومن المجاهدين و أنصارهم في کلّ مکان جهادهم و جهودهم ، و أن يجعلها سبباً لنزول فضله ونصرته علي الأمّة الإسلامية .
أودّ بهذه المناسبة أن أستغلّ هذا الفرصة الطيبة لبيان عدّة نقاط ضرورية حول الظروف و الحالات الراهنة في أفغانستان والعالم .
حول الأوضاع الداخلية في البلد :
لقد اقتربت بنصرالله تعالي ثم ببرکة التضحيات المخلصة للمجاهدين اللحظات الأخيرة لهزيمة العدوّ المعتدي، ولم يبق للعدوّ المنهزم في ميادين المعرکة إلاّ الإدّعاءات الإعلامية، و تمثيل نفسه في حالة التقّدم عن طريق وسائل الإعلام. و لکن الحقيقة هي ما نشاهدها نحن و أنتم بأم أعيننا. إنّ العدوّ في حالي انسحاب وحصار مع مرور کل يوم ، و تزداد خسائره في الأرواح من يوم إلي آخر، و هذا الذي أجبر العدوّ علي رفع الشعارات الماکرة للصلح و المحادثات بهدف تخفيف الضغط العسکري عنه . و لکن بما أن العدوّ قد اعتدي علينا بقوة السلاح، وسلّط علينا الحرب ، فلا سبيل لنجاتنا إلاّ الجهاد المسلح في سبيل الله تعالي ، ولن يشعر شعبنا المجاهد بالضعف والتعب في درب الجهاد المقدس. لأن الجهاد فريضة من الله تعالي، وهو من العبادات التي لا مجال فيها للتعب والنکول. وإنها لمفخرة أن يضحّي المجاهدون والشعب بنفوسهم متآخين في سبيل الدفاع عن الدين، والعرض، وحرّية البلد، ولا يمکّنون العدوّ من فرصة الإشاعة و المؤامرات الأخري لإيقاع الفرقة بين الشعب والمجاهدين .
إنّ العدوّ الآن يريد بإيجاد المليشيات والمرتزقة المحلييّن أن يتترس بالأفغان عن هجمات المجاهدين،وإننا علي استعداد تامّ لإبطال هذه المؤامرة ، ولنا مکاسب جيدة في هذا المجال .
وهناک شعارات أخري تُرفع من قِبَل بعض الأعداء الداخليين والأجانب لتجزئة أفغانستان إلي الشمالية والجنوبية، فليعلم هؤلاء الناس أن الشعب الأفغاني المحب لبلاده، والإمارة الإسلامية، لن تسح بتنفيذ هذه المؤامرة الخبيثة أبداً .
حول الإدارة العميلة في کابل :
أنّ أوضاع الشعب والبلد آخذة نحو السوء في ظلّ إدارة کرزاي العميلة، و معاناة الشعب في ازدياد مستمرّ، وقد بلغ الفقر، والتشرّد، والمجاز الجماعية ، و انتشار الأوبئة والأمراض، و فساد الشبيبة ، و الانحرافات الإجتماعية و الثقافية المتولدة مما يسمونها ب ' الديموقراطية ' إلي قمّتها. کما آلت جميع المواد الأولية بما فيها الوقود والغذاء إلي حکر عدد مُعيّن من المحتکرين الحکوميين في إطار ما يسمونه بسياسة السوق الحرّة، ويتحکمون في القيم و الأسعار کما يشاءون، و قد أدّي هذا الوضع بکثير من العائلات الفقيرة إلي حياة التسوّل والتشحّت في الأسواق، کما بلغ الفساد إلي قمته الأخيرة.
إن ما نقوله ليس افتراء منا، بل هي حقائق يعترف بها مؤسسو هذه الإدارة و سادة هؤلاء العملاء من الأجانب، ويعترفون بصراحة أن الإدارة العميلة حازت علي الدرجة الثانية في الفساد والمحسوبية علي مستوي العالم أجمع، لأن حکّام هذه الإدارة قد جاء بهم الأجانب، ولا رغبة في نفوسهم للتقدّم بالبلد نحو الإزدهار والمستقبل الزاهر، ولا يفکّرون إلاّ في ملء جيوبهم، ونهب ممتلکات الشعب. ومعظم هؤلاء يحملون جنسيات غربية ، و لا ينظرون إلي أفغانستان کبلد لهم .
إن أمريکا تريد باستخدام الأفغان تحت قيادة هؤلاء العملاء المستأجرين أن تحتفظ علي رأس السلطة بإدارة عميلة و فاقدة للإرادة إلي أبعد الحدود، ومعتمدة علي مساعدات الغرب لتُمهّد عن طريقها السبيل للبقاء و مدّ الإحتلال في هذا البلد.
ونظراً لمصيبة الشعب الأفغاني المسلم، وظروف الابتلاء التي يعيشها يتوجب علي کل أفغاني عامل في هذه الإدارة الفاسدة أن يتخلّي عن الوقوف إلي جانب المعتدين، ومساعدة المحتلين. وأن لا يُعين أعداء دينه علي هدم بيته، لأنه لايوجد أيّ مبررر ديني و خُلُقي للعمل في مثل هذه الإدارة الفاسدة العميلة و الخائنة
لشعبها.
فإن کان لا يمکنه أن يقف في صف الجهاد فإنّه من الممکن أن يقوم بواجيه الديني والوطني عن طريق مقاطعة هذه الإدارة، ليحفظ بذلک نفسه من الخزي والعار أمام الشعب والتاريخ ، و من الخزي العظيم أمام الله يوم القيامة، وقد لبيّ في هذا المجال عدد کبير من العاملين في هذه الإدارة نداآتنا السابقة لمقاطعة هذه الإدارة العميلة، وإنه لعمل يستحّقون عليه الثناء ، وقد أرشدنا المجاهدين لتقدير هؤلاء الناس و احترامهم .
حول إشاعات الأمريکيين عن المحادثات :
إن موقف الإمارة الإسلامية حول قضية أفغانستان هو نفس موقفها الصريح السابق . و تري الحلّ الوحيد للقضية في خروج الجنود الغزاة الأجانب من أفغانستان، وفي إقامة نظام شرعي حرّ .
إن العدوّ الماکر الذي احتلّ بلدنا في غزوه العسکري الجائر تتخّذ سياسة النفاق حيال القضية بحيث يوسّع من جانب عملياته العسکرية، ومن جانب آخر يسعي لذرّ الرماد في اُعين الناس عن طريق إشاعات المحادثات التي لا أساس لها أصلاً .
إن إشاعة إجراء المحادثات، و الکلام عن التغيير في موقف الإمارة ، أو الحديث عن اللقاآت المزعومه بمسئولي الإمارة کلها من الإشاعة الجوفاء و الکذب المحض، وإنّ الأعداء يريدون من وراء مثل هذه الإعلانات الرمزية إخفاء هزيمتهم في أفغانستان، و إراءة سراب من الآمال لشعوبهم المخدوعة، و ينبغي أن لا يثق الشعب الأفغاني المسلم، والعالم في معرفة موقف الإمارة إلاّ علي تصريحات قيادة الإمارة ، و تصريحات المتحدّثين الرسميّين بإسم الإمارة، لأنّ مثل هذه الإشاعات تطلقها الأجهزة الإستخباراتية للدول العدوّة ، و يقوم بنشرها الإعلام المرتبط بهذه الأجهزة الاستخباراتية بکلّ رغبة و لا مسؤولية . والهدف منها إخفاء الهزائم العسکرية في ميادين القتال بالضجيج الإعلامي عن طريق وسائل النشر، إلاّ أن هذه المؤامرات الفاشلة سوف لن يکون لها أيّ أثر علي معنويات شعبنا الأبيّ و مجاهديه الأبطال .
وليعلم قادة الجهاد السابقين والوجهاء في کابل أيضا أن الغزاة الأمريکيين کما استفادوا من أمثالکم الوجهاء ضدّ المجاهدين في العملية التي بدءوها تحت لافتة ' شوري الصلح '، فإنهم سيسعون مثل أيّ وقت آخر أن يستفيدوا من وجودکم إلي جوار إدارة کابل العميلة في تحقيق أهدافهم الخبيثة. إننا لا ندري ماهو هدفکم من وقوفکم إلي جانبهم، ومساعدتکم إياهم ؟ هل تحققت في الإدارة الموجودة مقاصد جهادکم السابق ؟ وهل کان هدف جهادکم لأربع عشرة سنة هو استبدال الاحتلال الأمريکي بالاحتلال الروسي لأفغانستان؟ فإن کنتم تحبّون أن تخرجوا من هذه الورطة، وأن تعيشوا کأفغان مسلمين أعزّاء ، فإن الطريق الوحيد للعزّ والشرف هو طريق الجهاد المقدس، و طريق إحراز الحرّية . تعالوا و کفّروا عن أخطائکم للسنوات الماضية بالکفاح المخلص ضد الغزاة المعتدين. وليس معني هذا أن يذهب الجميع إلي خنادق القتال، بل المطلوب أن ينصر الجميع هذه المقاومة ، و يعمل لصالحا بالصلاحيات التي وهبها الله تعالي إياهم . فإن الإمارة الإسلامية لديها المشروع الواسع للحکومة الجيدة، والأمن الحقيقي، والعدالة الإسلامية ، و التربية و التعليم، والتنمية الاقتصادية ، والوحدة الوطنية، والسياسة الخارجية القائمة علي قاعدة 'لاضرر ولا ضرار'.
حول الوضع العسکريّ في البلد:
إن برامجنا العسکرية المستقبلية سوف يتمّ تنفيذها و فقاً للظروف الجوّية والجغرافية للبلد طبق الخطّة المُعطاة للمجاهدين، و نسعي من خلالها إلي استنزاف قوة العدوّ من خلال توريطه في حرب مرهقة مثلما حدث للإتحاد السوفياتي الهالک، حتي إذا وجّهنا له الضربة القاطعة انهارت منها، ولم يقو منها علي الصمود، وقد وضعنا لتحقيق هذا الهدف خططنا للمدي القريب والبعيد، ونحن متفائلون لنتائجها إن شاء الله تعالي.
وإستراتيجيتنا في هذا المجال هي الزيادة التدريجية في العمليات العسکرية، و بسطها إلي جميع مناطق البلد. و استدراج العدوّ من مخابئه، ومن ثَمّ القضاء عليه من خلال الهجمات التکتيکية. وقد نجحت هذه التجربة بأعلي مستوي في ' مارجة '، و ' قندهار '، و مناطق أخري من البلد . و لذلک أُوصي أخواني المجاهدين بالاهتمام بمساعيهم الجهادية، و توسعة عملياتهم الجهادية وفقاً للخطّة المعطاة لهم . و أن يبذلوا کلّ سعيهم لدحر العدوّ الواقف علي حافة الزوال من هذه الأرض، و أن يکونوا علي صلة دائمة بالله تعالي في جميع مشاغلهم اليومية، و أن يعتبروا الله تعالي هو الخالق و المتصرف الوحيد لجميع شؤون الکون، و أن يعتقدوا بأن جميع مکاسبهم وانتصاراتهم هي من فضل الله تعالي ونصره إيّاهم، وأن يداوموا علي العبادات، وأن يخصّصوا جزءً من وقتهم في الجهاد للأذکار والأدعية المأثورة التي تتسبب في نزول السکينة و الإطمئنان علي قلوب المجاهدين . إن مثل هذا الشعور يقوّي في نفوس المجاهدين عنصر الإخلاص، والخضوع الله تعالي ، والسعي للحصول علي رضاه. ولأنّ مثل هذه الصفات في العباد هي مما تتسبب في نزول فضل الله تعالي ونصرته علي عباده في الحالات العصيبة .
وکذلک لا تغفلوا في جهادکم ولو لِلَحظة واحدة عن التخلّق بأخلاق المجاهدين في سبيل الله ، وحاولوا بقدر ما تستطيعون أن تطالعوا الموضوعات الجهادية في القرآن الکريم، والأحاديث النبوية الشريفة، و کتب الفقه الإسلامي.
حافظوا علي سلامة أرواح المدنيين و أموالهم ، حتي لا يتسبب جهادکم – لا قدّر الله تعالي - في ضياع أرواح عامة الناس و أموالهم . لأنّ کل ما لا يجيزه الإسلام لا مجال له في سياستنا العسکرية. تحابّوا فيما بينکم ، ومُدّوا يد العون لإخوانکم في الشدائد، وکونوا علي صلة قريبة بشعبکم، واستشيروا وجهاء القوم و ذوي الرأي منهم ، واستمعوا إلي آرائهم ومشورتهم السديدية ، واحرصوا علي تطبيقها .
إلي الشباب المثقّفين وطلبة الجامعات :
إنکم لکونکم الجيل المثقف الشاب لبلدنا الإسلامي قادة الغد، ورجاله. إنّ العدوّ يبذل المساعي الحثيثة أن يغزو الجيل الشابّ في هذا البلد المسلم غزواً فکرياً للقضاء علي تاريخنا، و قيمنا الإسلامية ، ومستقبل هذا البلد. ويبث أعداء ديننا و تاريخنا أفکارهم ونظرياتهم بطرق ماکرة و ملتويه، و ينفقون في سبيل نشرها الأموال الطائلة لسلخ جيل الشباب عن هويّتهم الإسلامية بشکل تدريجي . و أنتم بصفتکم الجيل الشاب لهذا البلد المسلم تحملون علي عاتقکم المسؤولية الإسلامية والوطنية للکفاح الجادّ بکلّ ما عندکم من قوة الخطابة والکتابة ضدّ هذه الجهود التي تستهدف دينکم ووطنکم و ألاّ تسمحوا لعدوّکم الديني والتاريخي و الثقافي أن ينجح في مشروعه. و لتکونوا علي علم أن عدوّنا الماکر يزوّد بعض الحلقات الخائنة في الخفاء بأموال وإمکانيات هائلة لإذکاء نار العصبيات القومية، والإقليمية، واللسانية في هذا البلد، للنيل من هويّة بلدنا، وحدتنا الوطنية في المستقبل، لينتقم بذلک لهزيمته من الشعب الأفغاني.
فلتکونوا علي حذر من مثل هذه الحرکات السلبية ، لأن عزّ المسلم هو في الإسلام، والوحدة الإسلامية . إنکم أنتم الذين تستطيعون أن تحفظوا بفضل الله تعالي دعائم الثقافة الإسلامية والأفغانية من الإنهيار. والإمارة الإسلامية هي صفّ کفاحکم، وخندق قتالکم، وهي تفتخردوماً بمساندتکم لها، وبجهادکم باللسان والقلم ، وتقدّرکم أنتم، وتقدّر جهودکم من صميم الفؤاد. وإنّ هذه المقاومة تکتسب مزيداً من القوة من جهودکم العلمية والثقافية .
إلي شعوب العالم الإسلامي وحکوماته :
إنّني کعضو في الأسرة الإسلامية العالمية ممثلاً إمارة أفغانستان الإسلامية أودّ أن أستغلّ فرصة عيدالأضحي المبارک في أن أُذکّر حکومات العالم الإسلامي و شعوبه ألاّ تنسي بحکم أواصر العقيدة والوشائج الوثيقة بيننا قضية أفغانستان المحتلّة، و شعبها المظلوم . إنه ينبغي أن تتذکّروا أن الشعب الأفغاني علي مرّ الدهور قام بدور يُفتخر به في مناصرة الإسلام والعالم الإسلامي ، وقد قدّم في هذا السبيل في مختلف مراحل التاريخ التضحيات العظيمة. کما قام هذا الشعب سداً منيعاً أمام الغزاة من جنود' جنکيز'، والإنجليز، والزحف الشيوعي الأحمر. و بفضل الله تعالي ثم بتضحيّاته العظيمة أنقذ العالم الإسلامي من السقوط . وإن هذا الشعب اليوم للمرّة الأخري وبسبب عقيدته يواجه بليّة أخري، وحرباً مفروضة عليه. ويُستشهد يوميّا رجاله و نساؤه جرّاء قصف الغزاة، ويذوق أطفاله مرارة اليتم، ويضطرّ الآخرون للهجرة و ترک الديار هرباً من عمليات العدوّ العسکرية، وقصفه الجوّي. و يعاني أبناء هذا الشعب من الفقر المدقع بسبب الحروب الطويلة .
وبما أن الشعب الأفغاني يتحمّل کلّ هذه المعانات في سبيل حاکمية القرآن الکريم، والدفاع عن العقيدة الإسلامية، فيجب علي مسلميّ العالم أن يُدرکوا آلامه، و أن يعاملوه علي أساس من المساواة معاملة شعب مخلص في إسلامه . و أن يفوا له بحقّ لأخوّة الإسلامية حسب إمکانياتهم المتاحة.
وکذلک يجب علي الدول الإسلامية ألاّ تعتبر نفسها أجنبية عن قضيّة أفغانستان ، و العراق، و فلسطين. وألاّ تبخل ببذل المساعي البنّاءة ضمن سياساتها الخارجية، وأن تشارک شعوب هذه البلاد في آلامها والتخفيف من مشاکلها، وأن تقوم بدور إيجابيّ في حلّ قضاياها .
إلي الشعوب في أمريکا و أوربا، و أعضاء برلماناتها :
إن أفغانستان بلد إسلامي حرّ، وله تاريخ مجيد و حافل بالمفاخر علي مستوي المنطقة والعالم، و يسکنه شعب يعشق الحرّيّة . و إنّ هذا الشعب لم يکن يوماً ما ضرراً علي حرّية أحد، کما أنّه لم يسمح لأحد علي طول التاريخ أن ينال من حرّيته و استقلال بلاده.
و بما أنّ جيوشکم اليوم اعتدت علي هذا البلد لتحقيق أهدافها الإستعمارية، فإنّه من الواجب الديني والوطني أن يقوم هذا الشعب في وجه عدوان جيوشکم .
فکّروا! إنّه لواعتدي أحد علي بلادکم مثل هذا العدوان، هل تجلسون حياله ساکنين صامتين؟ أتريدون لشعبنا أن يرضي بالإحتلال والعدوان علي بلده؟ وألاّ يحرّک ساکناً تجاه المحتلّين والاحتلال؟ وألاّيکون له أيّ ردّ فعل للدفاع عن کرامته ، وعرضه، وقيمه الدينية، وحرّية بلاده؟
إنکم إن أنصفتموتنا فإنّکم لاشک ستعترفون لنا بحق مقاومة المعتدين و صدّ عدوانهم .
إن الأفغان بوسائلهم و إمکانياتهم القليلة، ولکن بعزمهم القويّ و ثقتهم بحقانية قضيتهم أثبتوا خلال السنوات التسعة الماضية لقادتکم العسکرييين والسياسيين أنّهم لا يمکنهم أن يفرضوا سيطرتهم علي هذا الشعب، ولم تترتب أية نتيجة علي ازدياد قواتکم في هذا البلد، ولن تترتب إن شاء الله تعالي ، بل ازداد عدد القتلي في جنودکم. ولکن علي الرغم من کلّ ذلک لازالت قيادتکم العسکرية و السياسية تواصل سياسة العنجهية الفاشلة .
إنّه يجب عليکم أنتم قبل غيرکم في هذا المجال أن تسعوا لتقصّي الحقائق، ومطالعة الواقع بعمق، و أن تفکّروا بحياد في أن حکومات العالم و شعوبه إلي متي تتحّمل سياستکم الاستبدادية، واحتجازکم للشعوب؟
ولکي تکونوا أنتم والشعب الأفغاني قد خفّف کاهله من عناء حربکم الجائرة، يجب أن تُتّخذ خطوات لإئهاء هذه الحرب. ولن تکون نتيجة تطويل هذه الحرب إلاّ زيادة القتلي في جنودکم، و تضاعف مصاريف الحرب علي کاهل اقتصادکم .
اعلموا أنّ هذا البلد هو للأفغان، وهم لن يترکوه لغيرهم، وأنّه مهما مکثت القوات الغازية في هذا البلد فإن المقاومة ستسمرّ ضدها. وإنّ إطلالة واحدة علي شواهد تاريخ هذا البلد سيعلمکم الکثير. و لذلک يجب عليکم أن تُخمدوا نارالحرب في هذه المنطقة بانسحابکم الکامل عنها. واعلموا أنّ تواجد القوات الأجنبية علي أرضنا يوفّر عوامل ازدياد سعير نارهذه الحرب، ولن تکون نتيجتها لکم إلاّ زيادة خسائرکم الفادحة في الأرواح والأموال .
إلي دول الجوار والمنطقة :
إن أفغانستان بصفتها بلداً حراً اضطرّت للخوض في معرکة عنيفة لکسب هو يتها ، وتريد الدول الاستعمارية وعلي رأسها أمريکا، أن تحوّل بلدنا التاريخي الحرّ بحيلة وأخري إلي قاعدة عسکرية لها في المنطقة ، وقد اصطحبت معها بعض الدول الأخري أيضا، کما أنّها أجبرت إدارة الأمم المتحدة کإدارة شخصية مثل أيّ وقت آخر إلي إصدار قرارت موافقة لرغبات أمريکا. ورجاؤنا منکم هو أن تسعوا لمعرفة الحقيقة و الواقع بدل أن تُصغوا لإشاعات العدوّ الجوفاء . وألاّ تتغافلوا عن أداء مسؤوليتکم الخُلقية تجاه بلدنا المظلوم في الحصول علي استقلالاه وحرّيته .
إن أمريکا تريد بانتهاجها لدبلوماسية النفاق واالحرب الإعلامية، أن تُسمّيّ جهادنا ودفاعنا الحقّ، ومقاومتنا العادلة بالضرر علي العالم ، في حين لا تملک لإثبات دعواها أيّة حجج مُقنعة، وشواهد واقعية .
رجاء :
و في الأخير أرجو من جميع المسلمين ألاّ ينسوا في أيام التضحية والإيثار کهذه أُسَرَ إخوانهم المجاهدين في سبيل الله، والأسري في سجون العدوّ، و أُسَرَ الشهداء والمشرّدين وأولادهم. لأنهم جميعاً ضحّوا في سبيل الدفاع عن الإسلام و البلاد، فيجب أن تتذکّروا ذويهم وأيتامهم، وأن تعاملوهم في جميع النواحي مثل معاملتکم لأولادکم، وأن تهتمّوا بهم، وتشرکوهم معکم في أفراح العيد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.