قالت وزارة الخارجية السودانية أن حكومة الخرطوم بصدد مراجعة اتفاق التعاون في مكافحة الإرهاب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وصرح مصدر مسئول بوزارة الخارجية السودانية - فضل حجب اسمه، بسبب أن القرار لم يعلن بعد ولم يبلغ كذلك حتي الآن للجانب الأمريكي - أن السودان سيظل ملتزما بمحاربة ومكافحة الإرهاب بما يتناسب مع أمنه القومي ومصالحه العليا وفق المواثيق والمعاهدات الدولية في هذا الصدد، مضيفا أن للسودان دورا إقليميا مركزيا في التصدي ومحاربة الإرهاب. و أوضح المصدر - لوكالة السودان للأنباء اليوم السبت - أن السودان قد وقع علي كافة المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب، وقال ' أن السبب في اتخاذ هذا القرار هو أن العلاقات الثنائية التي ينبغي أن تشكل الإطار السياسي العام لهذا التعاون لا تتناسب مع الروح التي ظل السودان يبديها في التعاون في هذا المجال مع الولاياتالمتحدة'. وأشار إلي أن أمريكا تصنف السودان كدولة راعية للإرهاب رغم التعاون الذي تقره وتعترف به سنويا، كما أنها تشدد من عقوباتها الاقتصادية علي البلاد وتطارد وتعاقب البنوك والمؤسسات المالية التي تتعامل مع السودان، وتقف أمام محاولات السودان الحصول علي تمويل ومنح مالية من مؤسسات التمويل الدولية هذا فضلا عن مواقفها السالبة تجاه السودان في المنظمات الدولية وخصوصا في مجلس الأمن. جدير بالذكر أن السودان ظل يتعاون مع الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب منذ عام 2000، وظلت تقارير الخارجية الأمريكية السنوية عن حالة الإرهاب في العالم تشيد بتعاون السودان وتصفه بأنه شريك قوي وفعال في مكافحة الإرهاب، ولكن مع ذلك رفضت الإدارة الأمريكية طلبات السودان المتكررة رفع أسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب متحججة بذرائع سياسية لا علاقة لها بالإرهاب، كما ظلت تمانع في تحسين وتطوير العلاقات الثنائية مع السودان، ورغم أن السودان المح أكثر من مرة إلي أنه لا يجد مسوغا للاستمرار في هذا التعاون في ظل العلاقات الثنائية المتوترة وإصرار الإدارة الأمريكية علي عدم رفع أسمه من القائمة، إلا أن الإدارة لم تستجب لمطالب السودان في هذا الخصوص.