استطاع المنتخب الألماني الذي خاض مباريات قوية خلال لقاءاته التي أوقعته في مباريات صعبة خلال مشواره بالمونديال أن يتفوق علي نفسه ويجتاح تلك الفرق أن يوقف اليوم في لقائه قبل الأخير بالمونديال زحف المنتخب البرازيلي الحالم بالوصول للمباراة النهائية وليس بهذا الحد فقط بل بهزيمته له هزيمة نكراء علي أرضه وأمام الألوف المتحمسة له من جماهيره. وقد جاء الفوز للألمان مستحق بسبب أدائهم القوي والمقنع من خلال الأداء الفني والجماعي لتشكيلة متميزة من اللاعبين الموهوبين والمشهورين في الأندية الألمانية والأوروبية مع وجود مدرب جيد استطاع بهذا المنتخب أن يخرج أقوي الفرق من البطولة آخرها المنتخب الفرنسي لغياب أهم نجومه ريبيريه، وفي المقابل نجد أن المنتحب البرازيلي رغم أداؤه الجيد وفوزه في المباريات السابقة إلا أنه لم يكن بالمستوي المعروف عنه، إضافة إلي أنه لم يتقابل باستثناء بعض المباريات مع منتخبات قوية تثبت لنا قدراته الحقيقية، ولربما كان السبب الحقيقي في فوزه ووصوله إلي المربع الذهبي اللاعب المهاري نيمار الذي أوقفته الإصابة عن مشاركته في تلك المباراة الهامة بسبب قدراته العالية كأحد أهم المهاجمين الذين لفتوا الأنظار في تلك البطولة، يذكر أيضا أن المباراة الأولي للبرازيل مع كورواتيا قد شهدت أخطاء تحكيمية لصالح البرازيل وأدت إلي حرمان المنتخب الكرواتي من الوصول بعيدا في البطولة، ولم يستطع نجوم منتخب البرازيل مصارعة الماكينات الألمانية في تلك المباراة التي أثبتت نجومية منتخب ألمانيا الذي كان قاسيا في عدد أهدافه التي سجلها في شباك منتخب البرازيل بما لم يحدث من قبل وأثبت أنه النجم الصاعد في عالم الكرة وإعادته الأمجاد للكرة الألمانية ومدرستها المتميزة في الأداء عن غيرها من المنتخبات ويرجع ذلك إلي أن المنتخب يلعب بكامل نجومه بدون الفرق بينهم باعتبارهم جميعا نجوم. جاءت المباراة قوية في شوطها الأول الذي كان كارثيا علي الكرة والجماهير البرازيلية عندما أحرز المنتخب الألماني 5 أهداف نظيفة في الشوط الأول أنهي بها المباراة قبل نهايتها وجعل منتخب البرازيل أثناء الشوط الثاني يتمني مع جماهيره انتهاء المباراة عندما أصبح أمام حالة من اللا فعل ستجعله ينسي أنه صاحب التاريخ العريق في الكرة لسنوات مقبلة، ولتأتي المباراة علي هذا النحو والقدر الكبير من الأهداف بطولة داخل بطولة مونديال كأس العالم بالبرازيل، وجاءت أهداف المباراة علي النحو التالي في الدقائق الأولي سجل توماس مولر الهدف الأول، ثم سجل كلوز الهدف الثاني في الدقيقة التاسعة، ثم سجل توني كورس هدفين متتالين، ثم سجل خضيرة الهدف الخامس، ثم أضاف المهاجم الشهير شولر هدفين في الشوط الثاني خلال عشرة دقائق مقابل هدف واحد للبرازيل في الدقيقة الأخيرة للمباراة للاعب أوسكار لتنتهي المباراة بنتيجة 7 :1 لصالح المنتخب الألماني، وهي الهزيمة التي لم تحدث في تاريخ منتخب البرازيل بكأس العالم من قبل، وكانت دقائق الشوط الأول تسمح بمزيد من الأهداف لكل نجوم المنتخب الألماني بسبب انهيار الدفاع ثم خط الوسط وحالة التوهان التي أصابت مهاجمي المنتخب البرازيلي وحارسه الذي لم يكن قادرا علي فعل شيء أمام القاذفات الألمانية التي ثأرت لتاريخها القروي من لقاءاتها مع منتخب البرازيل حتي كشف هذا اللقاء القوي المستوي الحقيقي للمنتخب البرازيلي الذي تلقت جماهيره الطامحة في الكأس زلزالا مدويا سوف تظل آثاره لسنوات مقبلة وبخاصة أن نسبة كبيرة من الشعب البرازيلي كانت ومازالت معترضة علي المصروفات الكبيرة التي تم صرفها علي المونديال في الوقت الذي يعاني فيه الشعب من الفقر والبطالة وانهيار بناه التحتية المتفاقمة مقابل القلة الباقية من الجماهير الملتفة حول المنتخب البرازيلي وتاريخه الطويل وفرحتهم بشرف نيل تنظيم تلك البطولة العالمية. وبعد لقاء الغد يرتقب أن يكون اللقاء الأخير بين هولنداوألمانيا إذا ما نجحت هولندا في الفوز علي الأرجنتين، فإما أن يكون النهائي أوروبي وإما أن يكون بين أوروبا وأمريكا الجنوبية.