أمر المستشار هشام بركات النائب العام بإحالة طبيب وممرضتين إلي المحاكمة الجنائية العاجلة مع استمرار حبسهم احتياطيا وذلك في قضية اتهامهم بالقتل الخطأ والتسبب بالإهمال في وفاة المجني عليها هبة العيوطي داخل إحدي المستشفيات الشهيرة بضاحية المعادي. والمتهمون هم كل من : الطبيب محمد صلاح عبد الحميد السيد والممرضتين دعاء نبيل عبد المجيد وناهد حسن علي. وكان النائب العام قد تابع بنفسه ما تناقلته وسائل الإعلام والقنوات الفضائية حول خبر وفاة المجني عليها متأثرة بإصابتها التي تخلفت عن حقنها بمادة غريبة أثناء إجراء آشعة اعتيادية بإحدي المستشفيات وأمر بإجراء تحقيقات موسعة وعاجلة لكشف ملابسات الواقعة وظروف الوفاة. واستمعت النيابة العامة إلي أقوال مدير المستشفي ورئيس قسم التمريض بها وفني الآشعة والعامل وموظف الاستقبال المختصين بقسم الآشعة والطاقم الطبي الذي تولي علاج المجني عليها بالمستشفي الثانية ورئيس الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية بوزارة الصحة.. وضبطت النيابة دفتر الآشعة الخاص بالمستشفي الأولي وعينة الأمعاء التي تم استئصالها من المجني عليها بالمستشفي الثانية. وتوصلت التحقيقات إلي أنه بتاريخ 11 مايو الماضي توجهت المجني عليها رفقة والدتها إلي المستشفي لإجراء آشعة بالصبغة.. واستقبلها الطبيب محمد صلاح عبد الحميد السيد وحقنها بمادة كيميائية قدمتها له الممرضة دعاء نبيل عبد المجيد بعد أن تناولتها من المكان المخصص لحفظ الصبغات الخاصة بالآشعة. وتبين من التحقيقات أن مفعول الصبغة لم يظهر, وبدأت أعراض الإعياء في الظهور علي المجني عليها، مما دعا الطبيب المتهم لفحص الحاوية الخاصة بتلك المادة مع فني الآشعة، وتبين أن لها رائحة نفاذة وأنها ليست الصبغة المخصصة للآشعة. وأكدت التحقيقات أنه بدلا من أن يقوم الطبيب المتهم بمداركة المجني عليها بإجراء عملية الغسيل البريتوني اللازمة لها إنقاذا لحياتها، تفادياً لآثار تلك المادة الغريبة التي حقنها بها غادر المستشفي وامتنع عن إجابة نداءات الاستغاثة علي هاتفه المحمول وطلب من المتهمة الثالثة قبل مغادرته عدم إخبار أي شخص بحقيقة الواقعة. كما كشفت التحقيقات أن مواد الصبغة يجب حفظها داخل حاويات خاصة ذات غطاء بلون أحمر منعا لاختلاطها بغيرها من المواد الكيميائية، وأن الممرضة ناهد حسن علي وضعت مادة 'الفورمالين' في عبوة خاصة بصبغة الآشعة وتركتها وسط عبوات الصبغة الأخري وظلت دون استخدام لمدة 6 أيام سابقة علي الواقعة في مخالفة صارخة للوائح المنظمة لحفظ تلك المواد الكيميائية.. فتناولتها الممرضة دعاء نبيل عبد المجيد دون اكتراث بفحص محتوياتها وقدمتها للطبيب المتهم الذي حقنها بالمجني عليها. وأظهرت التحقيقات أن تلك المادة قد تسببت في إصابة المجني عليها في انخفاض شديد في ضغط الدم وانتفاخ البطن والتهاب شديد غير بكتيري وقصور في وظائف العديد من أجهزة الجسم 'الكلي والدورة الدموية والرئة'. وأثبت تقرير الطب الشرعي أن المجني عليها تم حقنها بمادة الفورمالين علي نحو نتج عنه تفاعل التهابي حاد بالأمعاء الدقيقة والتهاب بريتوني شديد وأن الفورمالين تسرب إلي تجويف البطن فأحدث تغيرات تفاعلية بالغدد الليمفاوية وتآكل بالمعدة وغرغرينة بالأمعاء، بما يؤكد الإهمال الجسيم الذي وقع من الطبيب والممرضتين.