عندما نكتب إلي السير جون جينكينز 'Sir John Jenkins' لا نحتاج إلي اللغة الإنجليزية فالرجل يجيد العربية كتابة وحديثاً، وعاش بين أهلها في مهام رسمية منذ عام 1981 وحتي الآن حيث سبق له العمل طوال أكثر من ثلاثين عاماً بين سوريا والأردن والكويت وليبيا، وكانت المملكة العربية السعودية هي آخر محطات عمله سفيراً للمملكة المتحدة 'بريطانيا'، قبل أن يصدر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تكليفاً له برئاسة لجنة التحقيق المختصة بإعداد تقرير عن أنشطة جماعة 'الإخوان' داخل الأراضي البريطانية، وكان هذا سبباً في لقائه بعدد من قيادات التنظيم الإخواني الذين أفاضوا واستفاضوا في الحديث عن سلمية الجماعة وبراءتها من أعمال العنف.. براءة الذئب من دم ابن يعقوب.. !! ولهذا رأينا أن نضع هذه السطور بين يدي السير جون جينكينز.. لعل فيها ما يكون إضافة لكثير مما يعلمه عن هذه الجماعة.. وبلا مقدمات نتحدث بإيجاز في المحاور التالية: أولاً- الإخوان وفكر التكفير والإقصاء والفتاوي الدامية: الميم والنون حرفان فقط.. انتقلت بهما الجماعة في عهد قياداتها المعاصرة إلي فكر جديد يجعل منها - هي وفقط - جماعة المسلمين وليست جماعة 'من' المسلمين، وبين الاثنين اختلاف كبير، فعندما تكون 'الإخوان' جماعة المسلمين فهي جماعة الحق وما عداها هو الباطل، ومن ينتمي إليها هو المسلم وما عداها هو الكافر، ويترتب علي هذا المفهوم منهج كامل وضعته الجماعة في تعاملها مع المجتمع الذي يعلن أنه مجتمع مسلم بينما تراه الجماعة غير ذلك، فمن أعطوا أصواتهم لجماعة 'الإخوان' في الانتخابات البرلمانية التالية لثورة الخامس والعشرين من يناير هم من المسلمين أتباع الحق ومن خالفهم فهو الباطل !! وهذا ما ذكره جمعة أمين نائب المرشد العام لجماعة 'الإخوان' في مقال أعادت نشره جريدة 'الحرية والعدالة' في عدد الثلاثاء 18 سبتمبر 2012 وجاء فيه: 'وهذه الجماعة المخلصة – حزب الله - لا بد لها من مواجهة أهل الباطل – حزب الشيطان - دفاعا عن نفسها'، ورأي جمعة أمين أن المعركة الانتخابية صراع بين حق وباطل فيقول: '.. ومن هذا القبيل في زماننا هذا من يختار المرشحين للمجالس النيابية المختلفة، أو المناصب العامة المجروحين منهم وغير العدول، والذين اشتهروا بالنفاق وبسوء الأخلاق، يريد بذلك أن يمحق الحق ليثبت مكانه الباطل'.. ولا معني لتطبيق هذه النظرية في الإنتخابات الرئاسية التي جاءت بمندوب جماعة الإخوان محمد مرسي رئيساً لمصر، سوي أن أكثر من 12 مليون مصري صاروا في معسكر يضم الكفار والمنافقين والفاسقين والظالمين، الذين انتخبوا مرشحاً آخر غير الدكتور محمد مرسي ومعهم في معسكر أهل الباطل الناخبون الآثمون الذين كتموا الشهادة وقاطعوا الانتخابات، ويزيد عدد هؤلاء عن 25 مليون من أبناء مصر!! وبذات المعني تنظر الجماعة إلي معارضي مرسي والجماعة من الذين شاركوا في ثورة الثلاثين من يونيو 2013، ومن ذات المنطلق تنظر الجماعة حالياً إلي مؤيدي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي!! 'وبمناسبة أقوال جمعة أمين وفتاواه وللتذكرة نقول للسير جون جينكينز إن جمعة أمين يشارك في قيادة الجماعة من مقرها في العاصمة البريطانية لندن بعد الثلاثين من يونيو 2013'. هذا عن مؤيدي السيسي أما عن السيسي نفسه فهو كافر، ومصير الكافر معروف، وقد أسست الجماعة مواقفها منه بناء علي فتاوي كبارها مثل الرمز والقيادي الإخواني وجدي غنيم الذي قال في تسجيل مصور بتاريخ 11 أغسطس 2013 : 'بعد تجميعي للمعلومات وتجهيزي لها فقهياً وشرعياً، أستطيع أن أعلن وأقول إن عبد الفتاح السيسي الخائن، مرتد عن الإسلام وكافر، بناء علي أدلة، ومن أراد من أهل العلم مراجعتي' وأضاف: ' عبد الفتاح السيسي بعد هذا الفعل بفتح المجال الجوي وإعانته لليهود علي قتل المسلمين في سيناء فهو كافر مرتد عن الإسلام، هو وكل من يعاونه 'ونلاحظ هنا أن وجدي غنيم لا يكتفي بالتكفير فقط ولكن يروج شائعة كاذبة عن دخول طائرة عسكرية إسرائيلية إلي الأجواء المصرية !! وفي تسجيل مصور آخر بتاريخ 28 يوليو 2013، وجه الرمز الإخواني الكبير الدكتور يوسف القرضاوي من ملاذه الآمن في قطر رسالة إلي جموع المسلمين في أنحاء العالم طالبهم فيها بالجهاد والاستشهاد في مصر والوقوف بجوار مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. وأوضح القرضاوي خلال مقطع فيديو تم تداوله عبر صفحات التواصل الاجتماعي أن مؤيدي مرسي يتعرضون لمجازر وحشية، مستشهدًا بأحداث المنصة التي وقعت بعد مواجهات بين قوات الشرطة وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، وكرر القرضاوي في تسجيلاته ومن علي منبره في العاصمة القطريةالدوحة اتهامات الخيانة والعمالة لمن خرج عن طاعة محمد مرسي !!! وفي كلمة مصورة بثتها قناة الجزيرة الفضائية يوم الخميس 29 أغسطس 2013 أفتي الدكتور عبد الرحمن البر عضو مكتب الإرشاد بجماعة 'الإخوان' بوجوب قتال الفريق أول عبد الفتاح السيسي ومن معه من الخارجين علي الدكتور محمد مرسي، وقال البر: '.. نحن عاهدنا رئيسا اخترناه وبايعناه وأعطيناه عهودنا، فجاء ضابط انقلب علي رئيس انتخبناه فمن الذي خرج علي من.. هذا الضابط استغل وظيفته في الانقلاب علي إرادة الأمة الحرة، وبالتالي الخارج هو الذي جاء ينازع الحاكم الشرعية ويخرج عليه بالسلاح، وبالتالي هو الذي يجب أن يُقاتل'. ' !! وبعد أن حكم وأفتي الدكتور عبد الرحمن البر بأن الفريق عبد الفتاح السيسي ومن اتبعه من الخوارج الذين يجب قتالهم، عاد وخفف من حديثه ودعا للمظاهرات السلمية التي لا تحمل السلاح، وعلي القارئ والمستمع أن يأخذ من كلامه ما يريد سواء لجأ إلي استخدام سيارة مفخخة أو خرج متظاهراً لا يحمل سلاحا !! ولا مجال للقول بأن الأقوال الصادرة من عبد الرحمن البر ووجدي غنيم ويوسف القرضاوي تصريحات فردية لا علاقة لجماعة 'الإخوان' بها، فقد وقف كبيرهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع علي منصة 'رابعة' ليقول أكثر مما قالوه ويعلن أن الجيش في مواجهة 'الإخوان' أمامه اختياران لا ثالث لهما.. إما أن يقوم بتسليم الرئيس المعزول ل 'الإخوان' ليحملوه علي أعناقهم ويجلسوه مرة أخري علي عرش مصر، أو يجد الجيش نفسه في مواجهة ما قال عنه المرشد 'أو نفديه بأرواحنا'، وقد كرر المرشد قولته 'إما أن نحمله علي أعناقنا أو نفديه بأرواحنا'، وقال: 'سنفدي محمد مرسي بارواحنا وهنرجعه رئيس مصر' ويومها دعا مرشد 'الإخوان' ضباط الجيش والجنود إلي التمرد علي الفريق السيسي وقادة الجيش، وانضم إلي هذا التحريض العديد من قيادات 'الإخوان' والجماعات والأحزاب المتحالفة معهم ومن هؤلاء القيادي الإخواني محمد البلتاجي الذي وجه من علي منصة 'رابعة' نداء إلي الجيش قال فيه: يا جيش مصر اترك عبد الفتاح السيسي وانضم للثورة !!، وفي تسجيل مصور أكد الدكتور البلتاجي أن العمليات التي تحدث في سيناء ستتوقف في نفس اللحظة التي يعلن فيها الفرق عبد الفتاح السيسي عودة الشرعية !! وكان يوم التحريض متكاملا إذ دعا صفوت حجازي المتظاهرين إلي اقتحام مقر 'الحرس الجمهوري' لإطلاق سراح الرئيس المعزول، ويحقق حجازي رقماً قياسيا في التحريض علي الجيش طوال حديثه المتكرر من علي منصة 'رابعة' وأمام 'الحرس الجمهوري' حيث أكد لأنصار مرسي أن الفريق السيسي في حالة رعب وخوف وقال: 'عايز أقولكم السيسي دي الوقت مرعوب منكم.. اثبتوا.. فقد اقترب النصر'، وتداول النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' و'تويتر' فيديو للمدعو صفوت حجازي يقول فيه :إن محمد مرسي يوجد داخل دار الحرس الجمهوري، او في وزارة الدفاع، و 'سنخرجه' وهناك خطوات تصعيدية لا يتخيلها أحد، وأكد أن هذه الخطوات التصعيدية 'ضخمة' ولا يستطيع أن يفصح عنها ! وبدأ 'الإخوان' بعشرات الآلاف في تداول تدوينات علي الفيسبوك وتويتر عبر الهاتف المحمول تحمل دعوات للجهاد ضد جيش مصر واقتحام وزارة الدفاع ودار الحرس الجمهوري وقتل أو اعتقال الفريق أول عبد الفتاح السيسي واطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسي. ودخل أعضاء جماعة 'الإخوان' سباقاً علي مدار أكثر من أسبوعين في سب وإهانة الفريق السيسي والدعوة إلي قتله، حتي الصحفيون من أبناء الجماعة كان بعضهم يدعو إلي اقتحام وزارة الدفاع والقبض علي السيسي وقتله، وكتب أحدهم في حسابه علي الفيس بوك بتاريخ 11 يوليو 2013 يقول: 'أنا مش متخيل ان رمضان ملوش طعم، السنة اللي فاتت الثوار في ليبيا دخلوا طرابلس و القذافي هرب، السنة دي الثوار هيدخلوا وزارة الدفاع و هيمسكوا السيسي من قفاه باذن الله' !! وقد اعترضت أجهزة الأمن اتصالاً هاتفياً من موقع اعتصام 'رابعة العدوية' قبل 30 يونيو يتضمن مكالمة بين صفوت حجازي وحازم صلاح أبو إسماعيل يؤكد فيه صفوت أن عددًا كبيرًا من المعتصمين وهو منهم معهم أسلحة وهم جاهزون للمواجهة، ومن يقترب من القصر الرئاسي سيتم ذبحه 'المعلوم أن اعتصام رابعة بدأ قبل 30 يونيو بأيام استعداداً لمواجهة المظاهرات التي تطالب بإقالة مرسي'!! وكان طبيعياً أن تأخذ صيحات الجهاد والاستشهاد بالبعض إلي محاولة تسلق أسوار دار الحرس الجمهوري فجر الاثنين 8 يوليو 2013 في محاولة انتحارية تستهدف تحرير الرئيس الأسير '!!!'، مما دفع قوات الجيش للتحرك والدفاع عن منشآته العسكرية !! ويوم الجمعة 9 أغسطس 2013 صعد صفوت عبد الغني القيادي في الجماعة الإسلامية علي منصة اعتصام رابعة العدوية ليؤكد للمعتصمين أن اسود الجماعة الإسلامية -علي حد وصفه - بينكم وخلفكم ولن تتردد أبدا في إعادة شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي، وأشار عبد الغني أنهم لن يقبلوا بأي مفاوضات أو تصالح ولا بديل عن عودة محمد مرسي إلي الحكم كما تحدي الداخلية في قدرتها علي فض اعتصامي 'رابعة' و'النهضة' بقوله ' أتحداكم إن استطعتم فض الاعتصامين' ثم ردد هتافات مناهضة للفريق أول عبد الفتاح السيسي، وسيطرت أوهام الثقة علي قادة 'الإخوان' وحلفائهم، فرفضوا كل الحلول السياسية التي لا تتضمن إعادتهم إلي السلطة، وتطاول صفوت حجازي علي وزير الداخلية، وقال بالحرف الواحد 'وزير الداخلية لو راجل ييجي هنا' وأطلق دعاة الفتنة فتاوي التكفير ضد قادة الجيش، وضد كل معارضي ما اسموه بشرعية مرسي، وبعد أن أصبح الاعتصام في 'رابعة العدوية' مركزاً لقيادة عمليات العنف في العديد من المواقع جاء قرار فض الاعتصام!! ثانياً – اعترافات 'الإخوان' بارتكاب أعمال العنف والإرهاب: لن نحتاج لشهود علي ارتكاب 'الإخوان' لجرائم العنف والإرهاب فيكفي أن ندخل صفحات التواصل الاجتماعي لنقرأ شهادة 'الإخوان' علي أنفسهم، والاعتراف سيد الأدلة، والصفحات كثيرة ومنها صفحة القيادي الإخواني رضا فهمي الذي أسند إليه 'الإخوان' في فترة حكمهم منصب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس الشوري 'ونضع تحت الدفاع والأمن القومي ألف خط'، وهذا بعض ما ورد علي صفحته من تحريض وتخطيط لأعمال العنف: - بتاريخ 18 يناير 2014 نقل رضا فهمي علي صفحته مشاركة من أحد 'الإخوان' تقول: 'قام الشباب الإيراني بتشكيلات ثورية للردع مكونة من مجموعات ثوريةصغيرة بسيارات بسيطة وعدد أفراد صغير تعمل في صمت وفي الخفاء لردع حكم الديكتاتور.. وكون مجموعات مدربة علي مراقبة المدرعات وسيارات الشرطةوسبقها بمسافة كافية لرش الارض مواد ملتهبة معجونة مع البنزين بعرض الطريق لتلزق في الكاوتش وبعد ذلك بمسافه قصيرة تقاد نيران بسيطة فتلقط العجينة الملتصقة بالكاوتش وتحرق المدرعة أو السيارة ويهرب الجنود لمنازلهم وتكون تلك الفكرة موسعة في كل الأماكن وتعمل الخطة علي أماكن خروج المدرعات والسيارات من معسكرات سكن المجندين وأماكن تمركز التشكيلات.. '!!! - وفي ذات اليوم ينقل مشاركة أخري في صفحته علي الفيس بوك جاء فيها: '.. التطوير المطلوب في المظاهرات و العمل الثوري.. الذهاب الي بيوت الخونة الانقلابيين من العسكر و الداخلية و القضاة و الإعلاميين و رجال الاعمال و عمل الواجب و تدميرها و ضربهم ضربًا مبرحًا.. الذهاب الي شركاتهم و حرقها.. حرق أقسام الشرطة وكل عربياتهم.. أي فرد يظهر من رموز الانقلاب في اي مكان يضرب و يكسر رجله.. حرق و تدمير سيارتهم الخاصة. أي ضابط شرطة أو عسكري يمشي بمفرده يضرب ويكسر رجله.. التعامل مع البلطجية بحسم و قوة هم و مرشدي الشرطة التنكيل بهم واجب في بيوتهم.. سلميتنا ما دون الرصاص و لكنها سلمية فاعلة وإيجابية.. أتحرك ضد الاحتلال نصر او شهادة' !!! وتحولت هذه الأقوال التي انتشرت علي صفحات الفيس بوك التابعة لكثير من عناصر جماعة الإخوان' إلي ترجمة عملية وتم استهداف المئات من سيارات الشرطة ومركباتها بالإحراق كما تم استهداف سيارات الضابط ووقعت الكثير من العمليات التي راح ضحيتها ضباط وجنود من الجيش والشرطة، والعجيب أن صفحات الفيس بوك الناطقة رسمياً باسم الذراع السياسية لجماعة الإخوان 'حزب الحرية والعدالة' كانت تنقل اعترافات مصورة بقيام 'الإخوان' بتنفيذ عمليات إحراق سيارات الشرطة تحت شعار السلمية المبدعة، وهي من وجهة نظرهم سلمية ما دون الرصاص!! ونشرت الصفحة الرسمية لحزب 'الحرية والعدالة' بمحافظة قنا، جنوب مصر، علي 'الفيس بوك' مساء الجمعة 13 ديسمبر 2013 بكل فخر واعتزاز صوراً لمجموعة من الشباب يرفعون إشارة 'رابعة' ويمسكون بلوحة تحمل رقم '9089' شرطة بعد أن قاموا بتغطية أجزاء من وجوههم، وكتبت مع الصورة 'شباب قنا اليوم.. فقط للذكري'. وفي الصورة الثانية لوحة أخري تحمل بيانات 'الشرطة 11 ب 2394'، وبجانبها مجموعة من الأيدي عليها كلمات: 'كلمة في ودنك ياحربية احنا اللي فشخنا الداخلية.. '، واضافت الصفحة صورة ثالثة يظهر فيها مجموعة من الشباب أثناء قيامهم بتحطيم سيارة شرطة، ونشرت الصفحة متابعة للأحداث وقالت: 'إن شباب قنا حطموا سيارة شرطة خلال مسيرتهم بمنطقة الشئون شرق مدينة قنا، جنوب مصر، بعد أن نظموا مسيرة خرجت من مسجد 'الرحمة'، فطاردتهم قوات الشرطة، وفرقتهم لكنهم عادوا وهاجموا الشرطة وحطموا سيارتين لها.. !! واعترف حزب 'الحرية والعدالة' في صفحته علي الفيس بوك في الرابع من يناير 2014 بتدمير وإحراق 95 آلية مملوكة للشرطة خلال 37 يوماً، يعني أن تنظيم 'الإخوان' بدأ في هذا العمل المنظم منذ تاريخ 28 نوفمبر 2013 والذي يراجع هذا التاريخ يلاحظ أن جماعة 'الإخوان' بدأت أعمال التخريب – حسب اعترافها – قبل ما يزيد علي ثلاثة أسابيع من إصدار الحكومة المصرية لقرار باعتبار 'الإخوان' منظمة إرهابية.. والذي صدر بتاريخ الخامس والعشرين من ديسمبر 2013، ونلاحظ أن عمليات إحراق سيارة الشرطة جاءت بعد أسبوعين من الرسالة التي وجهها مرسي لأتباع جماعة الإخوان وحلفائهم والتي قام بتلاوتها أحد المحامين في مؤتمر صحفي وتضمنت تحريضاً صريحاً علي العنف إذ اعتبر أن 'الدماء ترسم طريق العزة للوطن' حسب البيان !! وتصاعدت أعمال العنف التي تعترف بها الجماعة صراحة، وأعلن إخوان الإسكندرية عن إحراق نقطة شرطة مرور المندرة في الثالث من يناير 2014، وإشعال النيران في نقطة مرور بميدان لبنان بمحافظة الجيزة في ذات الأسبوع، وفي تطور آخر انتقل 'الإخوان' من الآليات إلي الأفراد، حيث حاولوا اختطاف جندي أمن مركزي في التاسع والعشرين من ديسمبر 2013، وقام طلاب 'الإخوان' باختطاف جندي من قوات الأمن التي دخلت جامعة الأزهر في الرابع من يناير، وقاموا بالاعتداء عليه وتعذيبه قبل أن تنجح قوات الشرطة في اختطافه، وفي ذات اليوم قامت عناصر من جماعة 'الإخوان' باختطاف أتوبيس نقل عام بالقاهرة وطاردت به قوات الشرطة، ووصف حزب 'الحرية والعدالة' اختطاف الأتوبيس بأنه ' من إبداعات المقاومة السلمية لحرب اللاعنف في مصر'، هاجموا المكاتب الإدارية في الجامعات، وأتلفوا محتوياتها من وثائق ومستندات وملفات إدارية، وأجهزة حاسب، وتطاولوا بالعدوان علي رئيس الجامعة وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والأمن الإداري، وحاولوا عدة مرات تعطيل الدراسة والامتحانات وإرهاب الدارسين ثم تحدثوا عن السلمية!! ومع حديث 'الإخوان' عن السلمية كانت الجماعة تقود تحالفاً يضم جماعات دينية وأحزابًا يعترف قادتها صراحة بارتكاب أعمال العنف لحماية ما يسمونه بشرعية الرئيس المنتخب، وقد بدأت عمليات حماية الشرعية حسب مفهومه من الأحداث المعروفة إعلامياً بأحداث قصر الاتحادية التي أسقطت يوم الخامس من ديسمبر 2012 عدداً من القتلي والمصابين وكان من ضحاياها الصحفي المصري الحسيني أبو ضيف، وقد وقعت هذه الأحداث عندما خرج الإخوان لحماية قصر الرئاسة من المتظاهرين دون النظر إلي دور قوات الجيش والشرطة المكلفة بمثل هذا العمل. واستخدم الإخوان الأسلحة النارية في الدفاع عن المقر الرئيس لجماعتهم 'مقر مكتب الإرشاد' في منطقة المقطم بالقاهرة خلال أحداث ثورة الثلاثين من يونيو 2013 وأسقط 'الإخوان' بأسلحتهم النارية 12 قتيلاً وعشرات المصابين !! وفي محافظة أسيوطجنوب مصر قتل 'الإخوان' وحلفاؤهم أربعة من المتظاهرين وأصابوا العشرات من الذين تجمعوا في محيط ديوان محافظة أسيوط يوم الثلاثين من يونيو 2013 وكان من بينهم محمد ناصف شاكر المدرس المساعد بكلية الآداب جامعة سوهاج، ولا يمكن القول بأن مثل هذا الشخص كان يحمل مولوتوف أو سلاحًا من أي نوع، لكنهم قتلوه لأنه من الفئة التي ترفض الاعتراف بشرعية محمد مرسي وشرعية حكم الجماعة، أي جماعة المسلمين حسب رأيهم !! وبعد ساعات من فض اعتصام رابعة يوم 14 أغسطس 2013 قام مسلحون ينتمون للتحالف الإخواني بالهجوم علي قسم شرطة كرداسة باستخدام الآر.بي.جي والأسلحة النارية وزجاجات المولوتوف وقاموا بسحل المأمور وجردوه من ملابسه ثم قاموا باطلاق النار علي النائب وعندما قام بعض الضباط بالاحتماء بمسجد مجاور للقسم أخرجوهم من المسجد وقتلوهم وسحلوا الجثث ثم قاموا بتشويهها بماء النار، وراح ضحية هذه الأحداث 15 من الضباط وأبناء الشرطة والجنود وهم العميد محمد جبر، مأمور المركز، والعقيد عامر عبد المقصود نائب المأمور، والنقيب هشام شتا، والملازم أول محمد فاروق، معاونا المباحث، و4 من الأمناء و6 مجندين آخرين.!! وبعد فض اعتصام 'رابعة' أيضاً قتل التحالف الإخواني عدداً من ضباط الشرطة وكان منهم نائب مأمور مركز مطاي الذي تم التمثيل بجثمانه بعد وفاته. وفي ذات التوقيت تمكنت قوات الشرطة من إنقاذ العميد ناصر عبد القادر، مأمور قسم الوراق، بعد اختطافه، أثناء اقتحام القسم، واصيب في هذه الأحداث الرائد محمد عادل، والنقيب محمد بدوي، والنقيب مصطفي علام، و العميد إبراهيم عبد الرازق، مأمور مركز أطفيح، والرائد محمد فيصل، رئيس مباحث المركز، والنقيب محمد سعد، معاون المباحث!! وقادت الجماعة العديد من عمليات قطع الطرق وتعطيل وسائل المواصلات والمرافق الحيوية في إطار ما أطلقت عليه الجماعة بالسلمية المبدعة والأحداث كثيرة!!! ثالثاً – حرب الشائعات والأكاذيب والانحطاط الأخلاقي : تشهد صفحات 'الإخوان' علي مواقع التواصل الاجتماعي علي حرب الشائعات والأكاذيب التي كانت تنطلق بانتظام وكانت تستهدف في المقام الأول قيادات القوات المسلحة المصرية ثم الاقتصاد المصري للوصول بالبلاد إلي ثورة جياع حسب تعبير قيادات الجماعة. ونشرت الجماعة الشائعة المعروفة عن اغتيال المشير عبد الفتاح السيسي 'الفريق أول في ذلك الوقت'، وتكرر الحديث عبر قناة 'الجزيرة' وقنوات 'الإخوان' وصفحات الجماعة علي الفيس بوك عن محاولة اغتيال اسفرت عن إصابة السيسي إصابة مميتة تمنعه من الظهور وتحيله إلي التقاعد، وقال 'الإخوان' إن شخصاً يعمل في مجال الرقص يقوم بمهمة دوبلير القائد العام للقوات المسلحة، وأكدت عناصر الجماعة أن السيسي لن يترشح للرئاسة لأنه أصبح خارج نطاق الخدمة، وأكد آخرون من 'الإخوان' أنه مات بطلقة رصاص في رأسه!! ونشرت صفحات 'الإخوان' شائعات مفادها أن 'الصعايدة عائلات تعيش في جنوب مصر' يجبرون أبناءهم علي الانسحاب من الامن المركزي والجيش.. وأنهم قاموا باجبار القطار الحربي علي الوقوف لمنع ابنائهم من الذهاب للمعسكرات.. ' وانتشر سيل من التعليقات الإخوانية التي تطالب العائلات بمنع المجندين والمتطوعين وضباط الاحتياط من التوجه إلي وحداتهم العسكرية!! ونشر 'الإخوان' شائعات كثيرة عن قيام المصريين بسحب أموالهم من البنوك قبل حدوث الانهيار التام لمؤسسات الدولة، كما نشروا شائعات عن الانهيار الاقتصادي والمجاعة القريبة وهروب كبار المسئولين في الدولة، وغيرها. واستخدمت الجماعة حملات الأكاذيب في التشهير بالنساء والفتيات من عائلات القضاة وضباط الشرطة، واستخدم أعضاء الجماعة اقذر وأسوأ الألفاظ في حملات منظمة لسب وإهانة المشير عبد الفتاح السيسي وأسرته، ورغم كل هذا لم يستخدم المشير السيسي حقه القانوني في اللجوء للقضاء العسكري لمحاسبة من أهانه بحكم منصبه كقائد عام للقوات المسلحة، ولم يتخذ حتي الآن اي إجراء أمام القضاء المدني لمحاكمة هؤلاء !!! هذا قليل من كثير.. فهل يوافق السير جون جينكينز علي أن تفعل جماعة 'الإخوان' ببلاده ومؤسساتها وأهلها، كما فعلت الجماعة بمصر ومؤسساتها وشعبها؟