تحية تقدير واحترام لمعالي الدكتور محمد مختار جمعه وزير الاوقاف المحترم لجهودة الحسيسة في القضاء علي العشوائية التي استشرت عبر عقود مضت في مجال أقامة الشعائر الدينية ، ونثني علي جهود قيادات وزارة الاوقاف فهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله، ان قيام وزارة الاوقاف بوضع ضوابط ومعايير ومواصفات للمساجد والزوايا لهو أمر في غاية الأهمية بعد ان تحولت الكثير منها الي بؤر ارهابية تبث سمومها في المجتمع. معالي الدكتور وزير الاوقاف أؤكد لسيادتكم أن قراركم هذا كان قرارآ حكيمآ صائبآ والأمثلة لدينا كثيرة.. نعم يوجد العديد من الزوايا والمساجد لاتخضع لاي مواصفات، و لك ان تتخيل ياسيدي تقريبآ في كل شارع زاوية لا تتجاوز غرفة او غرفتين في دور ارضي او بدروم لا تتوافر فيها اي شروط او ضوابط تراعي الصحة العامة، وتتحول اقامة الاذان والصوات في تلك الزوايا الي منافسة شديدة ايهم اعلي صوتا.. وبكل أسف تحولت الكثير من الشعائر الي مجرد طقوس تؤدي دون أنعكاس إيجابي علي سلوكيات الناس والمجتمع وهذا مؤشر علي أهمية تصحيح الخطاب الديني وأن لا يعلوا المنابر الا المؤهلين لها، وكان لكم ايضا دورا ايجابيا هاما في هذا الصدد. نعلم انكم تحملتم مسئولية كبيرة ومشاكل كثيرة عانت منها مصر قال عنها سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الكثير منها لم يتصدي أحد لحلها من جذورها منذ عقود وانتم لها بإذن الله. لقد اساء الكثيرين من مدعي الاسلام الي الاسلام اكثر من اعداء الاسلام انفسهم فصوروا للعالم ان المسلمين دعاة حرب وقتلة يقطعون الرقاب ويحولون المدن الي خراب، نحلم يا معالي الدكتور الوزير بدعوة دينية هادئة رصينة تحبب الناس وترغبهم في الدين فهذا إمام يذكر الناس في المسجد بحر جهنم وآخر يذكرهم بنعيم الجنة.. وليعمل لها العاملون، وهذا مؤذن صوتة وأداءة جميل.. ولنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم أسوة حسنة كيف أختار سيدنا بلال لرفع الأذان لجمال صوتة، هذا ذكاء القائد الرسول النبي محمد - صلي الله عليه وسلم - بعث بالرسالة في بيئة من الكفر والشرك والالحاد وعبادة الاوثان وقوم يغلب عليهم الغلظة والفسوق والعصبية القبلية والاقتتال وسفك الدماء، ووسط كل هذا بلغ رسالتة والف بين قلوبهم وعندما جاء المغالين في الدين الي رسول الله كان هذا ردة الحاسم والقاطع ففي روايةِ مسلمٍ : 'أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلي الله عليه وسلم- سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ -صلي الله عليه وسلم- عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ آكُلُ اللَّحْمَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ أَنَامُ عَلَي فِرَاشٍ. فكان رد رسول الله عليهم أن َحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَي عَلَيْهِ. فَقَالَ : 'مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي '. ومن الحديث الشريف يتبين لنا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم صحح أفكارهم وأكد أن ما قام به صلي الله عليه وسلم هو سنتة المبنية علي الوسطية التي يحبها الله، بخلاف التمشدد المغالي الذي لا يلبث أن تمل نفسة ولا يستطيع معها صبرآ.. ' ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير' وَهَكَذا يامعالي الدكتور الوزير هذا قدركم لتضيئ لنا الطريق ولتكون وزارتكم الموقرة نبراس من نور يعيد لمصر مكانتها الاسلامية فمصرالكنانه كما قال عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم 'أهلها في رباط الي يوم الدين ' ولقد تبرأ صلي الله عليه وسلم من كل مغالي في الدين مؤكدا ' فمن رغب عن سنتي فليس مني '، فما بالنا بمن يكفر الناس ويستحل اراقة الدماء بغير حق ولقد قال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمة الله ردآ علي جماعات التكفير ' من يقول عن مصر أنها أمة كافرة ! إذن فمن المسلمون؟ ' [email protected]