يقيني أن المجتمع المصري قد أصيب بداء 'الاضطراب التحولي' والذي يعد من بين أعراضه، فقدان الإنسان لاتزانه وحواسه مع شلل بالأطراف، ولو أضفنا إلي ما سبق بعض العوامل الخارجية والوراثية المسببة لعاهة 'الفينيشينج'، واختلال نسبة 'الإدرينالين' تبقي كملت. أقولكم يعني إيه.. الأول صلوا بينا ع النبي: من المعروف عنا كمصريين إن عندنا مشكلة قديمة في تشطيب الشغل'الفينيشينج' فنحن لا نحسن، أو لا نهتم، أو ربما لم نتعلم كيف ننهي ما نعمل بنفس الجودة التي بدأناه بها حتي صرنا نبدأ العمل من الأساس بما لا يمت للجودة بأية صلة لا من قريب ولا من بعيد، فنصنع سيارة متينة ومعمرة 'رمسيس' بس لو جدع سوقها!! تتهد وتطلع روحك من تقل عجلة القيادة وخشونة العفشة، وعرقك مرقك ينزل يكب من كل حته فيك صيف شتا من كتر المجهود اللي بتعمله وانت سايق، ده بالإضافة طبعا لشكلها اللي يحسسك إنها زي ما تكون عاملة حادثة من قبل ما تخرج من المصنع!! مقاول يبني عمارة ما شاء لله، بتطل علي ناصيتين في شارع عمومي، وشققها شرحه وبرحه، وحماماتها قيشاني ومرة واحدة يلم العدة والصنايعية ويمشي ويسيب واجهاتها علي الطوب الأحمر بدون محارة ولا دهانات، والمدخل خرابه كأن لسه حد مفجره، والحنفيات بتخر وتشر ميه.. حاجه ليها العجب، زي ما يكون الأخ المقاول ده شحنه خلص فجأة والشاحن سايبه مع 'ابو اسماعين' ربنا يفك سجنه.. وقيس علي كده كل حاجه في كل حته في البلد!! أما حكاية 'الأدرينالين'، فده هرمون بتفرزه غده في الجسم موجودة فوق الكلية واسمها الغدة الكظرية، امتي؟ أول ما الواحد يشعر بغضب أو خوف شديد أو لما يتعرض لضغط نفسي وطبعا دي كلها أصبحت كائنات صديقة للبيئة عايشه معانا من سنين، وخدنا علي بعض خلاص لدرجة إن الإدرينالين بطل يعبرنا. لكن الحق يتقال عمره ما قصر معانا وكل إنجازاتنا كان له يد فيها من أول الأهرامات والذي منه، مرورا بحفر قناة السويس وتأميمها، وسد 'عبد الناصر' وزمن التحدي الجميل، وكمان المرتين بتوع كاس العالم واحدة في عهد الملك فؤاد ابن الخديوي إسماعيل والأخيرة في عهد الكابتن مجدي ابن الحاج عبد الغني. والتلات مرات كاس أفريقيا علي إيد سيد المعلمين حسن شحاتة، وصولا ل25 يناير، وعلي 11 فبراير كنا جبنا آخرنا والإدرينالين اللي حيلتنا شحر لحد ما لله يكرمه الريس مرسي هو وأهله وعشيرته وقروده وصوابعه.. فولولنا التانك باللي قضانا في 30/6 و 3/7 و 26/7 وباقي لسه حبه نونو في القعر. لم يكن أداؤنا علي هذا النحو أيام الأجداد، وإلا من الذي أوجد أهم عجائب الدنيا الكائنة حتي الساعة والمستمرة إلي زوال الساعة بإذن لله!! بأيدي من بني محمد علي نهضة مصر الحديثة في الزراعة والصناعة والتجارة!! بأيدي من شيد عبد الناصر صروحنا المعاصرة في كل المجالات قبل أن تصرعه المؤامرات!! رحل بكل أخطائه، ولا يزال يحيا معنا بين أحلامه التي تحققت بنا، وبين أحلامنا التي توقفت بنا. ألسنا نحن من صبرنا وعبرنا مع السادات، بذلنا الدم في الحروب دفاعا عن الأرض والعرض ثم عدنا لنبذله ثمنا للرفض.. رفض الاستسلام المحتوم من أجل سلام مزعوم صدقنا وعود مبارك وصادقنا علي عهوده، وقت أن كان سليم القصد وفيا بالوعد حافظا للعهد، ركضنا خلفه، رضينا أن نعيش فعلة وحمالين علي أمل أن نصير آمنين مستقرين، رقصنا أمامه علي أناشيد البناء والإعمار والرخاء والاستثمار، فكان مآلنا القبور وبين الشقوق بعد ما سلبنا أصحابه الأعزاء الكبار الكرامة والحقوق، ثم لاذوا بالفرار ولم يتركوا لنا سقفا ولا جدارا. نحن لا نغالط، ولا نزايد، ولا نكابر إن قلنا بأعلي الصوت، وبملء الفم إن جميع أمراضنا هي نتاج لما اقترفته أيدي حكامنا في حقنا من ذنوب، نحن صنيعة هؤلاء الحكام، فعندما قادونا إلي العزة والأمجاد سبقناهم وكنا فخر أمتنا بين العالمين، ومنارة تبهر الناظرين وتحرق الحاقدين، ولما دفعونا نحو الفشل والهوان قاومناهم ورفضناهم، وانتزعناهم من فوق عروشهم، ولكننا بشر في النهاية.. فمهما بلغ عنادنا وثباتنا وإرادتنا وأصالتنا فالطبيعي أن نتأثر منهم بالسلب كما تفاعلنا معهم بالإيجاب. كم نحن في أمسَّ الاحتياج إلي حاكم يعيد جيناتنا الأصلية إلي الخدمة بعد سنوات من التقاعد القسري، يردنا لأنفسنا، ويستحضر أرواحنا التي فارقتنا، يستنهض ماردنا الراقد منذ عقود ليخرجه من قمقمه المكنون بداخلنا. فهل سيفعلها؟ هل فهمت مقصدي يا أمل كل المصريين ومفسر أحلامهم؟ سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، هل تسمعني؟ من قلبي: - يارب تموت يا إعلام. - يارب اللي ييجي ع المصريين ربنا يكرمه زي ما كرم مرسي. - يارب تنكسر كل الطبل اللي في البلد. - يارب ماشوفش ولا حد من اللي كانوا بيطبلوا للرئيس السيسي أيام ما كان اسمه المشير السيسي. - يارب رجال الأعمال يقرفوا من السياسة، ويركزوا في شغلهم. - يارب لو الستات ما كانوش عند حسن ظن السيسي، وسطهم يتخشب ما يعرفوا يرقصوا علي 'بشرة خير' - يارب أخونا حمدين يفتكر إن اللي بني مصر كان في الأصل حلواني.. يعني بالعربي سيبك من 'البالوظة' وخليك في 'سد الحنك'. - يارب اللي يكره السيسي يصحي من النوم يلاقي نفسه بصباعي. بطل السباق سناء السعيد كما كان متوقعا، اكتسح المشير 'عبد الفتاح السيسي' سباق الانتخابات الرئاسية بعد حصوله علي أكثر من 23 مليونا من أصوات الناخبين البالغ عددهم نحو 25 مليونا، شرائح واسعة من الشعب المصري علي امتداد الوطن خرجت تؤيد 'السيسي' المنقذ الذي أثبت علي أرض الواقع أنه سيد المواقف المشرفة ورجل المبادئ. رأوا فيه البطل الذي حررهم من ربقة قيد الاخوان الآثمين، من سياسة امتزجت بروح الارهاب، من سياسة انهزامية متواطئة ينعق بها بعض الهواة المارقين والتي لم تعد تليق بمصر في هذه الحقبة. لم يأت اكتساح 'السيسي' للسباق من فراغ، فالمواصفات التي يتمتع بها أهلته لأن يحوز لقب رئيس مصر الجديد بجدارة بعد أن أثبت عن حق أن لديه قدرات ورؤي سياسية تمكنه في هذه المرحلة الدقيقة من أن يقود مصر إلي بر الأمان، ويكفي ما يتمتع به من حضور نافذ ومؤثر وكاريزما طاغية حاز بها قبول المصريين ورضاء الشعب بجميع فئاته، فلقد رأوا فيه الإنسان المخلص الصادق والوطني الذي جمع بين سعة الأفق والخبرة بالعمل العام والمعرفة الواسعة بمشكلات الناس ومعاناتهم، لمسوا فيه من خلال مواقفه القدرة علي الحسم وعلي اتخاذ القرار في الوقت المناسب. هذا بالاضافة إلي احترامه للدستور وسيادة القانون وكونه يؤمن بقدسية أحكام القضاء، ولهذا كله جاءت نتيجة سباق الرئاسة في صالحه، وبتصويت المصريين عليها يكونون قد صوتوا لمن يستحق أن يكون رئيسا لمصر. 'السيسي' هو الإنسان البار بوطنه يؤمن باستقلالية مصر بوصفها غير قابلة للتطويع من قبل الخارج وبالتالي لا يمكن لأي دولة عظمي أو غير عظمي أن تساومه علي قدسية الدولة، ولهذا ضمن المواطن المصري في ظل حكمه إثبات حقه في العيش علي أرض هذا الوطن معززا مكرما لا سيما مع ما ينتهجه 'السيسي' من مبادئ تعلي من شأن الوطن وتعمل علي تعزيز مناعته. مشارف أمل جديدة جاء بها 'السيسي' للوطن مصر بعد ما عاناه المصريون من مشاق من جراء الارتدادات والتداعيات التي خلفها وراءه ما يسمي بالربيع العربي وبشكل خاص خلال العام الذي حكمت فيه جماعة الاخوان الارهابية مصر، فكان هذا العام هو الشؤم بعينه علي المصري الأصيل حيث واجهته فترة هي الأقسي والأظلم والأخطر تخللها تواطؤ البعض مع أمريكا والغرب المريض وهو ما تصدي له 'السيسي' بحرفية وجسارة وتمكن بإطلالته الوطنية الجامعة من التصدي لحملات الإخوان الظلامية التي كانت تهدد وتتوعد الجميع بالويل والثبور وعظائم الأمور من خلال الفتاوي العبثية سواء العابرة للحدود مثل فتاوي الخرف المدعو 'القرضاوي' أو فتاوي الداخل المريضة الصادرة عن الفئة الباغية لجماعة الاخوان الارهابيين الذين مارسوا التهديد والوعيد ولم يتورعوا عن ارتكاب الجرائم في حق الوطن والمواطن من قتل وتعذيب وترويع للمؤسسات واستهداف للجيش والشرطة وإراقة الدماء البريئة التي أهدرت علي أرض الوطن وسط دعوات خرافية لإقامة ما أسموه بدويلات الخلافة. كادت سياسات الأفاعي تجرف الوطن نحو الهاوية وتدمر مصر كيانا وشعبا لولا ظهور المارد الوطني ممثلا في 'السيسي' البطل الذي بعثه لله ليحمي الدولة وينقذها من وغد اللئام.