تواصل سلطات الاحتلال اعتقال أطفال وفتية قاصرين من أحضان أهاليهم، ونقلهم مباشرة لأقبية التحقيق والتعذيب، من القدس ومناطق الضفة الغربية، حيث أفاد مجموعة من القاصرين بشهادات تقشعر لها الأبدان لمحامية وزارة الأسري أنهم تعرضوا للتعذيب والتنكيل بطريقة وحشية خلال اعتقالهم واستجوابهم. ونقلت المحامية هبة مصالحة عن الأسير أيمن سميح حسن العباسي '17 عاما'، من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصي، والمحكوم 18 شهراً وغرامة 3 آلاف شيكل، ويقبع في سجن 'الشارون'، بأنه جري التحقيق معه وهو مقيد اليدين والقدمين إلي كرسي صغير محني الظهر وبقيود حديدية. ونقلت أيضا عن الأسير العباسي أنه في 18 أيلول من العام الماضي، تم وضعه في زنزانة بسجن 'المسكوبية' في أجواء باردة جدا، ودون توفير أغطية، وأنه بعد احتجاجه علي ذلك دخل عليه سجانوه وانهالوا عليه بالضرب المبرح، وتم اقتياده إلي الحمام وأجبروه علي التعري وخلع جميع ملابسه، ثم انهال عليه السجانون بالضرب علي وجهه وعلي جميع أنحاء جسمه. وأشارت المحامية مصالحة إلي أن الأسير ليث خالد جمال حسيني '16 عاماً'، من مخيم شعفاط في القدس، والمحكوم 9 أشهر ويقبع في سجن 'الشارون'، أكد أنه اعتقل من بيته فجرا واقتاده جنود الاحتلال داخل سيارة جيب عسكري مقيدا ومعصوب العينين إلي سجن 'المسكوبية'. وخلال الطريق أجلسوه علي أرضية الجيب وبين أرجل الجنود وأخذوا يضربونه ويشتمونه، وأنه عندما طلب شرب الماء قام أحد الجنود برش الماء علي وجهه. وأكد الأسير حسيني أنه تعرض للتحقيق ساعات طويلة بعد أن وضع في زنزانة انفرادية لمدة 9 أيام، وخلال ذلك كان السجانون يدخلون عليه ويضربونه، وأنه في إحدي المرات ضربه أحدهم بعصا مكنسة وكسرها علي جسمه. ونقلت عن الأسير أحمد غازي حافظ عديلي '17 عاماً'، من مدينة نابلس والموقوف في سجن 'مجدو' أنه اعتقل في السابع من الشهر الماضي بعد أن أرسل له طلب الحضور إلي مكتب الارتباط العسكري في 'حوارة'. وأوضح أنه منذ لحظة اعتقاله تم تعصيب عينيه وتقييد يديه، واقتياده إلي معتقل 'حوارة'، وتم إيقافه في الساحة وضربه بشكل تعسفي، وأن أحد جنود الاحتلال ضربه بعصا علي رأسه ضربات عدة مؤلمة مع التركيز عل أذنيه، ما تسبب له بنزيف قوي. وأكد أنه لم يتلق أي علاج ونقل إلي سجن 'مجدو' وهو في حالة صحية صعبة، وهناك شعر بالدوخة وفقدان الوعي وتم إعطاؤه قطرة من عيادة السجن، مشيراً إلي أنه لم يعد يسمع في أذنه اليسري بتاتا، وأن إدارة السجن وعدته بتحويله إلي المستشفي لإجراء الفحوص ولا يزال ينتظر ذلك. من جهته، أفاد الأسير خليل أيمن أبو سند '17 عاما'، من بلدة سلوان في القدس المحكوم 28 شهرا ويقبع في سجن 'الشارون' أنه اعتقل في الخامس من كانون الثاني 2003 من وسط البلدة، بعد أن هجم عليه عدد من المستعربين والقوات الخاصة، وانهالوا عليه بالضرب الوحشي علي جميع أنحاء جسمه. وقال: 'أدت هذه الضربات إلي كسر نظارتي التي كنت ألبسها، ودخلت قطعة من زجاج النظارة في عيني وسالت الدماء علي وجهي'. وأضاف: 'واصل المستعربون ضربي بالعصي والأسلحة التي معهم علي رأسي وجسمي، وأنا ملقي علي الأرض، وأصبت بجروح فوق حاجبي وبجرح آخر في رأسي'. وتابع أبو سند: عقب هذا العذاب قيدوني وأدخلوني سيارتهم واقتادوني إلي سجن المسكوبية غربي القدس ومن هناك نقلت إلي مستشفي هداسا وأجروا لي الفحوص وأخرجوا قطعة الزجاج من عيني، مبيناً أنه بعد انتهاء العلاج أعيد إلي سجن 'المسكوبية' ووضع في الزنازين لمدة 27 يوما، أخضع خلالها للتحقيق لساعات طويلة ليلا ونهارا دون أن يسمحوا له بالنوم.