كان كلما رآني في مطلع كل شهر عربي، يصيح في وجهي وهو حزين قائلاً: تُري.. هل أصبحت مجلة الأزهر إخوانية؟! وهل دخلت خيلُ الإخوان المحتلة ساحة الأزهر الشريف؟! وأين فضيلة الإمام الأكبر/ أحمد الطيب من غزو كتائب الإخوان لقاعات الأزهر، ومقراته؟! وكنتُ لا أُعير كلامه، وحزنه أي اهتمام، حتي كانت الطامة الكبري، والصاخة العظمي، عندما قرأت افتتاحية المجلة في مارس عام 2013م بقلم رئيس تحريرها الدكتور/ محمد عمارة، وكلها تمجيد، وحفاوة بدستور الإخوان القمعي، الاستبدادي! لدرجة أن الدكتور/ عمارة جعله يماثل في القداسة، والمكانة وثيقة المدينة التي وضعها الرسول صلي الله عليه وسلم بين أبناء هذه البلدة الطاهرة! لذلك، أرجوك عزيزي القارئ.. أن تبادر بالاطلاع علي هذه الافتتاحية الشنيعة، والسقطة العمارية الفادحة! فبعدها، ستعرف أن الإخوان هم- بالفعل- مَن يضع سياسة تحرير المجلة، حتي بعد 30 يونيو 2013م! فمن يومها، وأنا أتابع المجلة، وأقرأها قراءة ناقدة، فأُتابع مَن يكتب فيها، وأُسجِّل حجم هذا الاحتلال الإخواني، الذي بدت جحافله تكثر مع مجئ الإخوان لحكم مصر! وبمرور الأيام استكتب الدكتور/ محمد عمارة الأقلام الإخوانية في مصر، وفي غيرها من بلاد خلق الله! والغريب أنه لم يسمح للأقلام القديمة أن تستمر في الكتابة، فأمر بوقف التعامل مع شيوخ المجلة الكبار أيام رئيس تحريرها الأسبق المغفور له الدكتور/ محمد رجب البيومي! وبقدرة قادر طرد الحَمامُ الجبلي الحَمامَ البلدي، كما يقول المثل الصعيدي! فقد هبطت الأسماء الجديدة بالبراشوت الإخواني، وبمباركة محمد عمارة، الذي عقد تحالفاً مع الإخوان علي طرد شيوخ الأزهر وعلمائه من المجلة، والإتيان بشيوخ، وشباب الإخوان، تمهيداً لأخونة المجلة! وبين عشيةٍ وضحاها، وجدنا أسماء: السوداني/ عصام البشير، والتونسي/ راشد الغنوشي، والفلسطيني/ منير شفيق، وعبد المجيد النجار، وصلاح الدين سلطان، وخالد فهمي، وحلمي القاعود، وسليم العوا، وفهمي هويدي، وطارق البشري، وعماد الدين خليل، ومحمود خليل، وإبراهيم البيومي غانم، وغيرهم من الإخوان تملأ صفحات المجلة، حتي كانت السيطرة في النهاية لفريق الإخوان المحتل الغاشم، علي حساب أبناء المجلة، والأزهر! وهكذا، تحوَّلت المجلة الغرَّاء إلي بوق إخواني، يُصدِّر أفكاره، وخرافاته، وخزعبلاته في طول المجلة وعرضها! ومن هنا، كانت ثورة أبناء الأزهر الشرفاء، علي سياسة محمد عمارة الجديدة في تحرير المجلة عارمةً! بل كنتُ كلما مررتُ بالدَّراسة، والتقيتُ بأساتذة الجامعة أري الحنق، والغيظ، والشرر يتطاير من عيونهم علي حال المجلة البئيس، وأوضاعها المقلوبة علي يد محمد عمارة رئيس تحريرها الإخواني! فذات مرةٍ، قال لي الدكتور/ مجاهد الجندي –مؤرخ الأزهر- ولسانه جفَّ من الإحساس بمرارة الظلم: 'إنني لا أعرف كيف أنشر في المجلة؟ فلقد فشلت في مجرد معرفة أسباب الرفض! وما السبيل إلي تغيير ذلك؟'. بينما اشتكي الدكتور/ محمد عصر-أستاذ النقد الأدبي- من تحويل المجلة إلي وكر إخواني، فقال: 'لابد من لفت الأنظار إلي خطورة ذلك! ولابد للمشيخة من رد حاسم تجاه هذه الهجمة الإخوانية علي المجلة، والأزهر، وعلي جريدة صوت الأزهر كذلك، وتغيير رئيس تحريرها الإخواني'! والأنكي، والأشد ألماً وعذاباً، أن الدكتور عمارة ما زال مُصِرَّاً علي استكتاب الأسماء الإخوانية عينها في المجلة، حتي بعد اعتبار الإخوان جماعة إرهابية، وتجريمها دولياً! ففي العدد الأخير 'مايو' نجد أسماء: طارق البشري، ومنير شفيق، وعبد المجيد النجار، وإبراهيم البيومي غانم، وخالد فهمي! فهل لا يعرف الدكتور عمارة أن مصر كلها انتفضت ضد الإخوان، فأزالت حكمهم القمعي؟! أم أنه يحاول التمكين من جديد للإخوان في المجلة، والأزهر، باتباع سياسة الهدوء، والتخفي، والعمل في الظلام، أملاً في عودة الإخوان مرة أخري؟! لكن السؤال الأهم هنا، هو: تُري متي يتحرك فضيلة الإمام الأكبر الدكتور/ أحمد الطيب لوقف هذا العبث الإخواني بالمجلة؟! ولماذا طال السكوت عليه؟! ومتي يُصدر فضيلته قراراً بتعيين رئيس تحرير آخر للمجلة، لا يكون إخوانياً؟! أم أن الإخوان باتوا أقوي من الدولة؟!