مع بلوغه المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم, أصبحت الأجواء السائدة في نادي أتلتيكو مدريد الاسباني لكرة القدم حاليا هي 'الآن وإلا فلا للأبد'. ويمتلك أتلتيكو حاليا أفضل فريق في تاريخه كما تبدو الفرصة سانحة أمامه للفوز بثنائية ثمينة ومثيرة والصعود لمنصة التتويج في بطولتي دوري الأبطال والدوري الأسباني خلال أيار/مايو الحالي.ويدرك الفريق أن الفرصة ستكون صعبة للغاية إن لم تكن مستحيلة لتكرار هذا الإنجاز في أي وقت آخر ولذلك فإنه يحلم بحسم اللقبين هذه المرة لأنه قد لا يستطيع الفوز بهذه الثنائية في أي موسم آخر لأنه ليس واثقا من قدرته علي الاحتفاظ بهذه المجموعة من اللاعبين في المواسم المقبلة. وعلي مدار الموسمين الماضي والحالي, بني المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو فريقا من أقوي الفرق في العالم حاليا لتصبح الفكرة المهيمنة علي أنصار الفريق حاليا هي ضرورة استغلال الفرصة وحصد اللقبين المحلي والأوروبي قبل أن ينفرط عقد الفريق من خلال انتقال أبرز لاعبيه إلي الأندية العملاقة مثلما يحدث دائما مع كل لاعب يبزغ نجمه لتتنافس عليه الأندية الثرية.وبرهن أتلتيكو علي قدراته من خلال مسيرته الناجحة في الموسم الحالي حتي الآن كما ترك الفريق بصمة رائعة علي استاد 'ستامفورد بريدج' في العاصمة البريطانية لندن عندما تغلب أمس الأربعاء علي تشيلسي الإنجليزي 1/3 في عقر داره بإياب الدور قبل النهائي لدوري الأبطال. وحجز أتلتيكو مقعده في المباراة النهائية لدوري الأبطال أمام جاره ومنافسه العنيد ريال مدريد.وقال سيميوني بعد المباراة 'هذه المباراة ستظل حاضرة في ذاكرة الكثيرين' في إشارة إلي الصعوبات التي واجهها أتلتيكو في هذه المباراة وكذلك في البطولة بشكل لا يمكن تكراره.كما يدرك كثيرون أن التغلب علي مثل هذه الصعوبات قد لا يتكرر في المستقبل. ويحتاج أتلتيكو إلي الفوز في اثنتين من المباريات الثلاث الباقية له في الدوري الأسباني ليتوج بطلا للمسابقة كما سيخوض الفريق في 24 أيار/مايو الحالي النهائي الثاني له في دوري أبطال أوروبا بعد 40 عاما من خسارته في النهائي الوحيد السابق له بالبطولة. وأصبح فريق أتلتيكو الآن هدفا مغريا للأندية الكبيرة في أوروبا حيث تسعي هذه الأندية لخطف عدد من العناصر البارزة بالفريق بينما يطمح مسؤولو أتلتيكو إلي الحفاظ علي هذه المجموعة من اللاعبين والاحتفاظ بتوازن الفريق دون أن يصيبه الوهن. وقال سيميوني أمس الأربعاء, عندما تطرق الحديث لإمكانية فقدان جهود الحارس البلجيكي تيباوت كورتوا في الموسم المقبل, 'أعيش الحاضر'.وكان كورتوا أحد أبرز عوامل الفوز علي تشيلسي في مباراة الأمس علما بأنه يلعب لأتلتيكو علي سبيل الإعارة من تشيلسي نفسه.وقد لا يكون كورتوا هو الوحيد الذي سينتقل من أتلتيكو إلي تشيلسي في الموسم المقبل حيث يبدو المهاجم البرازيلي الأصل 'أسباني الجنسية' دييجو كوستا في بؤرة اهتمام تشيلسي بينما ارتبط اسم كوكي بتقارير حول إمكانية انتقاله إلي مانشستر يونايتد الإنجليزي. وقال سيميوني, صاحب الأداء المثير للاهتمام أيضا, 'مستوي كوكي تطور بشكل هائل. إنه صبي له مستقبل رائع' مشيرا إلي تمسكه والنادي ببقاء اللاعب ضمن صفوف أتلتيكو.ورغم هذا, لا يستطيع أتلتيكو مواجهة الرواتب الخيالية والعروض المغرية المقدمة للاعبين من الأندية العملاقة في ظل المشاكل المالية الخطيرة التي يواجهها النادي.ويبرز المهاجمان الدوليان الأرجنتيني سيرخيو أجويرو والكولومبي راداميل فالكاو جارسيا كمثالين واضحين علي اللاعبين اللذين اضطر النادي لبيعهما من أجل تعويض خسائره المالية وسداد ديونه في السنوات القليلة الماضية. وما زال مشجعو الفريق يهتفون في المدرجات معبرين عن رغبتهم في أن يتوج أتلتيكو بلقب الدوري الأسباني للمرة الأولي منذ 1996 عندما كان سيميوني نفسه لاعبا في الفريق وأحرز معه لقبي الدوري وكأس ملك أسبانيا. وكان هذا هو آخر إنجاز كبير للفريق وآخر لقب سابق له في الدوري الأسباني.وتسببت المشاكل المالية والقانونية في تدهور مستوي أتلتيكو بشكل واضح وهبوطه لدوري الدرجة الثانية في 2000. ومع الاحترافية التي تعامل بها أتلتيكو مع مشاكله في السنوات القليلة الماضية, أصبح أكثر استقرارا في الوقت الحالي سواء داخل أو خارج الملعب ولكن مستقبل اللاعبين واستمرارهم ضمن صفوف الفريق يبدو محل شك الآن.