فالديكتاتورية كما عبر عنها الطاغية 'فرعون' هي لا نظر و لا رؤية للحياة بخيرها وشرها إلّا بمنظاره، فالخير كل الخير في إتباعه، والشر كل الشر في مخالفته وعصيانه ولقد مرت علي الأرض أنظمة وطواغيت وقامت دول وإمبراطوريات شتي ارتكبت أبشع مظاهر الظلم والطغيان، لكن مصيرها جميعاً كان الزوال والفناء فمن لا يعلم جيداً نظام الملالي تختلط عنده الرؤيا, , فهل هي حركة هجومية طاغية ظالمة لا تعرف شيء عن حقوق الإنسان أم ماذا؟؟, , ولكن من يتعمق أكثر يعرف أكثر إن الجرائم التي تمارسها إيران ضد شعبها لا يوازيه جرائم من قتل وإعدام حيث سجلت إيران أعلي معدل للإعدام في العالم, , فان نظام الملالي الذي يحكم وفق نظرية ولاية الفقيه التي تفوق كل الدكتاتوريات في العالم, فهو حكم يقوم علي الطاعة فيقولون الله يحكم في السماء وهم يحكمون في الأرض.. ويتصرف هذا النظام وكأنه لا يعاني من مشاكل داخلية أو خارجية.. فهو نظام سوف يكون مكانة الحقيقي مزبلة التاريخ نظراً لتاريخه الأسود.. فماذا عن نظام الملالي؟ وكيف يمكننا أن نفسر وضع إيران التي ما زالت تتعرض منذ سنين طويلة لسلسلة من الإدانات اللفظية وقرارات الحصار الخالية من الردع الفعلي؟ وما سر الملالي الذين كلما ازداد توغلهم واتجاهاتهم، كلما واصلت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها ومعهم الكيان الصهيوني سكوتها علي هذا النظام دون أن توجه إليهم ضربة كف واحدة حتي الآن؟ تري ما هو الدافع وراء سكوت الأمريكان عن هذا النظام عندما احتل بلدا كالعراق، بعد أن تسلمه منهم استلام اليد كما لو كان شقة مفروشة وليس بلد لها تاريخ وحضارة.. وبعد ذلك تلوثت يد الملالي بدم الشعب السوري دفاعا عن النظام وجرائمه، أما لبنان فوضعوها تحت سطوة حزب طائفي تابع لهم، وعمل علي تحويله إلي عصابة سيئة الصيت كمجموعة 'بلاك ووتر ' الأميركية الإرهابية المرتزقة تقتل وتدمر علي الهوية، فمنذ انقلاب الخميني والشعب الإيراني يعيش في بؤس وقتل عبر تصفية ضباط الجيش الإيراني و رموز الشعب.. ومن جرائمهم ' قتل المساجين السياسيين في السجون.. اغتيال المعارضين السياسيين خارج إيران, , مساندة ودعم الأرهاب الدولي والمحلي, , انتهاك حقوق المرأة و حقوق الإنسان, , سجن الصحفيين وقتلهم, , اضطهاد السنة والمسيحيين والبهائيين واليهود, , زيادة حجم البطالة, , زيادة معدل الجريمة, , ترويج الفساد والدعارة و إدمان المخدرات, , إيواء الإرهابيين والتخطيط لعمليات إرهابية ضد الدول, , تصنيع أسلحة الدمار الشامل وتهديد امن الدول المجاورة, , التدخل في شئون الدول الأخري والتجسس وتجنيد العملاء من خلال الشيعة' إن حكام إيران الذين استرخصوا أرواح البشرية عامة، وأرواح الشعوب الإيرانية خاصة، يتجاهلون كلياً ما يدور حولهم من ثورات وانتفاضات علي الظلم والطغيان الذي ارتكبه أقرانهم من الأنظمة التي كانت تمارس القتل والإعدامات والاضطهاد وسيلة للحفاظ علي ديمومة كراسيها، فهم يتجاهلون ما تشهدها سوريا من ثورة شعبية عارمة علي نظام بشار الذي يعد الحليف الأكبر للنظام الإيراني في المنطقة، متناسين أن ثورة الشعب السوري لم تكن لتندلع لولا الظلم والاضطهاد الذي مارسه حافظ الأسد ومن بعده ابنه وخليفته بشار الأسد، ويتجاهلون كلياً مصير حليفهم المقتول معمر القذافي، الذي عاث في ليبيا فساداً وأشبع أهلها قتلاً واضطهاداً. وقبل هذا كله يتناسون أن ثورة الشعوب الإيرانية عام 1979م التي جاءت بهم إلي كرسي الحكم ما كانت لتحدث لولا ظلم وطغيان الشاه ' البهلوي ' بحق هذه الشعوب، فإذا كانت كل هذه الأحداث لا تشكل عبرة لجبابرة الملالي، فما هي العبرة التي تلفت أنظار قادة النظام الإيراني وتعيدهم إلي رشدهم، إن كان فيهم بقايا من الرشد.. ' فأن الظلم لا يثني المظلوم عن السكوت ولا يجعله يتنازل عن حق.. فلابد من يوم محتوم تترد فيه المظالم '