سلط برنامج 'عين علي القدس' الذي يبثه التلفزيون الأردني، في حلقته مساء السبت، التي استضافت الداعية الاسلامي سماحة الحبيب علي الجفري، ووزير الأوقاف وشؤون المقدسات الاسلامية السابق الدكتور عبد السلام العبادي، والناشط السياسي رئيس لجنة مقاومة التطبيع السابق المهندس بادي الرفايعة، علي زيارة القدس وشد الرحال اليها. وأكد مقدم البرنامج الدكتور وائل عربيات المسؤولية التي تقع علي عاتق 7ر1 مليار مسلم تجاه المسجد الأقصي المبارك والقدس الشريف، مشيرا الي أن أهل القدس لا يستطيعون وحدهم حمايتها. وأشار إلي أن الحفريات داخل المسجد الأقصي وصل عددها الي ما يزيد علي 20 نفقا تم تحويل بعضها الي كنس يهودية توحي للزائر أنها جزء من الهيكل المزعوم، مبينا أن عدد من دخلوا الاقصي من المحتلين وصل الي ما يقارب 150 الف مستوطن وقرابة مليوني زائر من غير المسلمين بدون اذن من دائرة الأوقاف الاسلامية. وقال، انه تم إبعاد اكثر من 14 ألف فلسطيني عن القدس وهدم 3300 بيت منذ عام 1967، فيما عمل بناء جدار الفصل علي اخراج اكثر من 70 الف مقدسي، لافتا الي ان معظم الذين يزورون القدس منذ عام 67 هم من غير المسلمين ويستمعون الي الرواية اليهودية عن القدس. وقال الجفري، ان الحكم في زيارة القدس واضح وظاهر حيث ندبنا الرسول صلي الله عليه وسلم الي شد الرحال الي ثلاثة مساجد، والأصل أن الارض كلها مسجد، لكن الرسول اختص المسجد الحرام ومسجده في المدينةالمنورة والمسجد الأقصي بصفته أرض المحشر والمنشر، لقوله صلي الله عليه وسلم 'إئتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره'. وأوضح في رده حول الاقتداء برحلة الاسراء والمعراج والمسجد الاقصي تحت الاحتلال البيزنطي والروماني، أن بيت المقدس في ذلك الوقت لم يكن قد فتح للمسلمين وبالتالي يصبح الاحتلال محولا للبيت الي دار حرب، هذا من ناحية التشريع الفقهي، ومن ناحية الميزان الواقعي فإنه لا يوجد نص يحرم الذهاب الي أرض محتلة والأصل في الذهاب الي المناطق المحتلة الحل 'محلل' وليس الحرمة ما لم يترتب علي الذهاب مفسدة تقتضي المنع. وأضاف أن المسلمين لم يقاطعوا الاقصي عندما كان تحت الاحتلال الصليبي وذلك لسببين، اولهما شرعي إذ أن الشريعة لم تقل بذلك، والثاني متعلق بالمصلحة العامة وهو أن ترك المسجد بحجة أنه قد احتل يوطد لهذا الاحتلال تطبيع المكان وتصبح الأرض بطبيعتها ملكا لهم، والتطبيع الداخلي أخطر من التطبيع الخارجي في المحافل الدولية. وشدد الجفري علي أن العديد من العلماء في السابق كانوا يناضلون ويتبعون الحيلة لزيارة بيت المقدس وهو في قبضة الصليبيين ومنهم الامام الغزالي والإمام القرشي وغيرهما، علي اعتبار ان هذا المكان هو حق اسلامي والمسلمون احق به، مستشهدا بالإمام ابن سهل الفلكي، انه ورد بلاد الشام في ايام نور الدين زنكي حيث طلب إذنا من الفرنجة لزيارة بيت المقدس. من جهته، قال الرئيس السابق للجنة مقاومة التطبيع المهندس بادي الرفايعة، اننا لا نريد الزيارة الي الاراضي المقدسة اذا كانت 'بأخذ موافقة الاحتلال.. فهذا لا يجوز لأننا نزيل الحاجز النفسي بيننا وبين المحتل، وهذا يترتب عليه مفسدة وهنا نضفي الشرعية علي الكيان الصهيوني'. وقال الدكتور عبد السلام العبادي، 'اننا نعرف أطماع العدو الصهيوني وسعيهم لإقامة الهيكل المزعوم مكان الاقصي ويجب ان نتعامل مع هذا الموضوع تعاملا واعيا وليس انفعاليا، ولو كان عدم التطبيع يرتبط بخطة شمولية للتحرير فكلنا نقف ونقاطع الزيارة لسنوات حتي نستعيد الارض كاملة، ولكن يجب ان نقدر اوضاع الامة، اذ ان الأمة باتت تنسي القدس والمسجد الاقصي وهنا يجب ان يكون تفكيرنا عقلانيا، فلو كان يوميا بالقدس نصف مليون مسلم من جميع الجنسيات لانقلبت كل برامج الاحتلال، فالرسول صلي الله عليه وسلم قال لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد ولم تعتبر لا بزمان ولا مكان بل طلب ان يكون هناك شد للرحال'. وأشار الي ان الرسول صلي الله عليه وسلم في صلح الحديبية طاف بالكعبة وبها 360 صنما في عمرة القرطاء ولم يقل ان هذا تطبيع مع الشرك لأنه مصر علي تبليغ الرسالة، وبالمثل فذهابنا الي القدس لا يعتبر إقرارا بالاحتلال ولا يضفي عليه الشرعية، كما يحدث مع البعض في زيارة الاماكن السياحية في 'اسرائيل' أو زيارة شواطئها. واستشهد الجفري في مداخلة له بفضيلة الشيخ عبد الله بن ربيع وهو أعلم من كان في اتحاد المسلمين وكنت قد سألته قبل الذهاب الي بيت المقدس 'هل هناك من بأس شرعي في الذهاب؟ فقال الأصل جواز الزيارة وإن ثبت في ميزان المصالح والمفاسد والمقاصد خلاف ذلك نتوقف ونعطي الرأي لعلماء فلسطين ثم النظر بالمسألة'، ثم اخذت رأي الشيخ محمد حسين مفتي فلسطين فقال 'ان هناك فرقا بين الزيارة الراشدة والزيارة الفوضوية، وإن دخلتم الي الاقصي واستخدمت وسائل نقل فلسطينية ونمت في فنادق ومطاعم فلسطينية فهذه زيارة راشدة وهو بمثابة دعم لأهل القدس'. وقال ان القضية ليست 'ختم جواز سفر'، بل الخشية من 'الهدم'، لافتا الي ان تقريرا فلسطينيا نشر العام الماضي افاد بأن 5ر79 بالمئة من سكان بيت المقدس تحت خط الفقر، والرعاية الصحية قليلة، وهذا يوجب الذهاب بشكل كبير، فالزيارة فيها فائدة لأهل القدس والمقدسيين. وقال الدكتور العبادي ان تحريم الزيارة هو مصادرة للرأي الاخر فهذا لا يجوز لأن هناك رأيين، مشيرا الي ان العدو 'الاسرائيلي' له برامجه وخططه وممارساته ولا نستطيع ان نواجه ذلك بالكلام والصراخ والعواطف، بل يجب ان تكون لدينا خطط مدروسة من خلال مجمع لعلماء الامة يقولون الحق في هذا التحدي الكبير.