حددت المرأة المصرية مطالبها من الرئيس القادم لمصر، ولأنها أبهرت العالم بمشاركتها في الثورات وكان لها دور رائع في الخروج للاستفتاءات والانتخابات، قررت ان تسعي بكل قوتها لتوصيل رسالة للرئيس القادم مفادها أنها العامل المحرك للثورات علي مدي عصور طويلة ورغم ذلك لا تزال تبحث عن حل لمشاكلها التي تتفاقم يومًا بعد آخر، وانه آن الآوان لكي تحصل المرأة المصرية علي حقوقها كاملة وان يكون الاهتمام بمشاكلها والقضاء عليها جزءًا أصيلًا في استراتيجية الدولة المصرية. عانت المرأة المصرية التهميش حتي بعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، كانت تظن انه آن الآوان لحصد ثمار تعبها ومشاركتها، الآن العكس هو ما حدث تمامًا فبدلاً من تفعيل دورها ومشاركتها في الحياة السياسية عادت إلي الخلف وما زاد من الأمر صعوبة هو صعود الإخوان للحكم وكان العام الأسوأ في تاريخ المرأة المصرية. لهذا فقد أكدت المرأة ضرورة الاهتمام بها وبقضاياها لأن ذلك أصبح مطلبًا أساسيًا من الرئيس القادم لا تراجع عنه، فقضاياها جزء من قضايا المجتمع ككل، وأصبح أمرًا مهمًا وملحًا. مكتسبات المرأة تقول الدكتورة إيناس صلاح الدين عضو جمعية المرأة الجديدة نظر الكثيرون بعد الثورة المصرية إلي مكتسبات حصلت عليها المرأة من قبل علي أنها منحة من حاكم أو هدية من زوجته، وكان ذلك واضحًا في مطالبة بعض الأصوات بتعديل قانون الأسرة الذي أطلقوا عليه قانون سوزان مبارك وقرروا ان يتدخلوا في عمل المجلس القومي للمرأة باعتباره منحة من مبارك، كما تم إلغاء قانون 'الكوتة' بحجة أن الثورة حققت المساواة والعدالة بين الجميع. الأمر اليوم بات مختلفًا، فالمرأة المصرية لن تتنازل عن حق من حقوقها وقررت أن تضع مطالبها علي مكتب رئيس الجمهورية القادم وأن تصل بصوتها إلي كافة مرشحي الرئاسة حتي لا تهمش أو تعود إلي عصور الجهل والتخلف كما كان مخططًا لها علي يد الجماعة. وتضيف: إن أول مطالب المرأة هو التأكيد علي حقوق اكتسبتها بفعل الثورة وان تنظيم مجلس قومي ليس من قبيل الترفيه او مسايرة الموضة وان يتم وضع اولوية لمشاكل المرأة والسعي لحلها في أقرب وقت والاخذ بالتوصيات الخاصة بالمرأة. الإسلام جاء لنصرة المرأة تشير الدكتورة آمنة نصير الأستاذ بجامعة الازهر إلي انه آن الآوان لفهم تعامل الدين الاسلامي مع المرأة بالصورة الصحيحة لذلك ينبغي محاربة إلصاق كل ما يمس حقوق المرأة التي شرعها الله بالإسلام، فالختان ليس من الإسلام وقضية مهمة وجوهرية تخص المرأة ويتم توظيفها خطأ، وكذلك زواج الأطفال والخلع والحضانة وغيرها من الحقوق التي شرعها الله وكفلها للمرأة لحمايتها وحماية أطفالها، كل هذه الأمور كان ينظر لها نظرة ضيقة ومتخلفة وللأسف تلصق بالاسلام، لهذا علينا ان نعمل علي توعية المرأة والفتاة بحقوقها، ونشر الوعي لدي الجميع بسماحة الدين الاسلامي، فقد شاركت المرأة في الإسلام بالغزوات والبيعات وهاجرت مع الرجال وآوت من يخشي القتل. الدكتورة إيمان بيبرس أكدت أن أهم ما تطلبه المرأة المصرية من الرئيس القادم هو حل مشاكل المرأة المعيلة بعدما أصبح هناك أكثر من أربعة ملايين أسرة تعولها سيدة بسبب مرض الزوج أو هجره للأسرة وعدم الإنفاق عليها، كما ان مشكلة المرأة المعيلة ليست مادية فقط بقدر ما هي مشكلة اجتماعية باتت تهدد المجتمع وقنبلة أوشكت علي الانفجار. وتعتقد الدكتورة إيمان ان إقرار معاش تضامن اجتماعي للزوج في حالة مرضه أو عدم قدرته علي العمل يساهم في إيجاد مصدر دخل ولا تضطر المرأة للخروج والعمل وترك مهامها الأساسية في الأسرة وبالتالي ينعكس الأمر بالسلب علي باقي أفراد الأسرة. وطالبت بيبرس بضرورة العمل علي إلقاء الضوء علي مشاكل المرأة بصورة صحيحة والوصول إلي حلها مثل ظاهرة التحرش بعدما وصل الأمر إلي حصول مصر علي المركز الثاني في التحرش عالميا وهذه كارثة لابد من العمل علي حلها. كما طالبت المجلس القومي للمرأة بأن يقوم بدوره وذلك بمشاركة الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال المرأة وتلك المهتمة بقضاياها، إلي جانب تفعيل دوره الرقابي، إلي جانب شمول قوانين العمل المساواة في الترقي بين الرجل والمرأة. مطالب الشعب ريهام مصطفي 'موظفة' صنفت مطالب المرأة المصرية من الرئيس القادم علي انها مطالب الشعب كله وقالت: أطالب باحترام المرأة في الشارع وفي المواصلات العامة وان يتم تغليظ العقوبة علي المتحرش حتي تصل للإعدام تمامًا كالمغتصب ولو كان طفلًا وان تحصل المرأة علي كامل حقوقها في العمل. وتقول الحاجة فايزة عبد النبي 'بائعة خضراوات': 'الست المصرية بميت راجل وعايزة عيشة مستورة لو تعب راجلها وعايزة تشوف بلدها فعلا أد الدنيا وأم للدنيا'. وتقول عطيات علي 'ممرضة' المرأة المصرية عايزة الأمان يرجع للشارع تاني منخفش لما نتأخر في شغلنا زي زمان وكمان الحكومة تلتزم بقراراتها سواء في رفع الأجور أو المعاشات وأن يتم توفير رعاية اجتماعية للمطلقات وأبنائهن من خلال الدولة دعم نفسي أو معنوي حتي تستطيع الأم المطلقة استكمال مشوار الحياة مع أبنائها.