مع قرب انتخاب رئيس للجمهورية يعود منصب السيدة الأولي وسط مطالب بإقصائها سياسيا بعد الاداء السيئ لسوزان ثابت زوجة الرئيس المخلوع لايمكن ان نتناسي أن وراء كل عظيم امرأة. وأن التاريخ كما يحوي شخصيات اساءت للمنصب هناك ايضا نماذج تعكس دور المرأة في الحياة السياسية أهمها صفية رغلول التي لقبت بأم المصريين فهل من العدالة أن يتم اقصاؤها اجتماعيا؟ الأهرام المسائي استطلع آراء الخبراء حول مواصفات حرم رئيس الجمهورية ومهامهاتري الدكتورة سهير عبد العزيز عضوة المجلس القومي للمرأة سابقا أن دور حرم الرئيس القادم سيأتي طبقا للبروتوكولات مع كل دول العالم علي أن تمثل مصر بالمناسبات التي تقتضي وجودها ويجب أن يبتعد دورها عن الأمور السياسية ولكن هذا لايعني اقصاءها اجتماعيا حيث أن تداول السلطة سيمنع تسلطها وتدخلها في الأمور السياسية بشكل سافر كما حدث مع السيدة سوزان ثابت لأن طول مدة الحكم هي التي جعلتها تتدخل في كل صغيرة وكبيرة وطغيانها علي كل شيء لعدم تصورها انتقال الحكم لأشخاص آخرين وتوضح أن الاقصاء التام للسيدة الأولي ظلم لها حيث إن مشاركتها في المناسبات والأنشطة الاجتماعية ضرورة ويمكن ممارسة عملها السياسي بعيدا عن الحكم إذا كانت عضوة بمجلس الشعب مثلا فمن حقها ممارسة عملها حيث إن دور المرأة تعرض لردة بعد الثورة بسبب هيمنة جماعات الإسلام السياسي ومحاولة اقصاء حرم الرئيس استمرارا لهذه الدور ومن حق المرأة انتزاع حقوقها علي أن تهتم بالمشروعات الخاصة بالفئات المحتاجة كالمعاقين والأكثر احتياجا بالمجتمع. وتقول مها البشير مديرة مشروعات بجمعية حواء المستقبل إن الوضع الأسري لحرم الرئيس القادم يفرض عليها حضور للقاءات الدولية وهو مايعد ضروريا بعد الثورة لتعميق العلاقات بين الدول موضحة انها لاتفضل اقصاءها سياسيا كما يطالب البعض وذلك لإرساء مباديء حقوق الانسان لتمارس دورها الاجتماعي والسياسي بجانب اهتمامها بالعمل الأهلي التطوعي ومشاركتها باللقاءات الدولية. وتوضح ابتسام حبيب عضوة مجلس الشعب سابقا أن من حق حرم الرئيس القادم ممارسة عملها السياسي والاجتماعي بالتواصل مع المجتمع علي جميع المستويات وليس من العدل والمنطق اقصاؤها كمواطنة مصرية ولكن يجب عليها أن تفصل بين منصبها كزوجة للرئيس وبين ماتقوم به من عمل حيث إنها ستواجه العديد من التحديات والمهام للاهتمام بالقضايا الملحة التي فرضت نفسها بعد الثورة أهمها المشاركة الاجتماعية في مناهضة مشكلات مثل الأمية والفقر وتضيف لايجب أن تتدخل مطلقا في مهام رئيس الجمهورية مؤكدة ان هناك العديد من الأمثلة لزوجات رؤساء وزعماء كان لهم دور فعال علي مدار التاريخ مثل السيدة صفية زغلول التي اطلق عليها أم المصريين لحكمتها ومشاركتها الايجابية التي يشهد لها التاريخ بذلك موضحة انها يجب ان تتمتع بالذكاء والحكمة والاتزان واللياقة في التعبير عن رأيها والمقدرة علي العطاء بهدف تحقيق الصالح بعيدا عن التسلط بحكم منصبها. وقالت ليلي البيلي عضوة مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية ورئيسة لجنة المرأة ومديرة ادارة جمعية حماية الأسرة أن أداء زوجة رئيس الجمهورية السابق كان بمثابة التجربة المؤلمة لاساءتها لمنصب السيدة الأولي ولكن هذا لا يعني اقصاء حرم الرئيس القادم من الحقل الاجتماعي وأن تكون قريبة من الشعب المصري وهمومه وتساعد علي حلها ليكون لها دور بارز كالاهتمام بقضايا الطفولة والمرأة المعيلة. لعنة سوزان وأوضحت الكاتبة الصحفية سعاد ابو النور أن حرم الرئيس لها دور شعبي ورسمي خاصة بالزيارات مع الدول المختلفة لتكون عنصرا اساسيا في تبادل الخبرات بين الدول ولا يمكن اغفال دورها الرسمي باعتبارها شخصية عامة ولها دور اجتماعي بتحركها في المجال الشعبي بشكل لا يتنافي مع الاعراف والتقاليد موضحة انه رغم الأداء السيئ لسوزان ثابت فهناك مشروعات تستحق الاهتمام كمكتبة الاسكندرية والقراءة للجميع علي أن يكون الاشراف علي مثل هذه المشروعات مستقلا عنها والا تتدخل في الأمور السياسية علي أن تتمتع بالثقافة والذكاء بعيدة عن الغرور وان تعلم انها تؤدي مهمة محددة في فترة زمنية محددة. وقالت انها تعرف العديد من زوجات المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية منهن سيدات فضليات واخريات متسلطات لذلك يجب أن يدرج في الدستور المنتظر مهامها حتي لا تكون سببا في تدمير الحياة السياسية كما حدث من قبل. وفي النهاية فزوجة رئيس الجمهورية المنتظر لها حقوق وعليها واجبات يجب الالتزام بها وذلك باعتبارها مواطنة مصرية سيفرض عليها الواقع تولي حرم رئيس الجمهورية لتكون واجهة اجتماعية ودور فعال في التفاعل مع المشكلات الاجتماعية وحلها وأن تعلم انها تؤدي مهام محددة ومطالب عاجلة فرضتها الثورة عليها لمدة محددة. وقال طارق الملط المتحدث باسم حزب الوسط ان من مهام زوجة الرئيس القادم ان تهتم بأكل وملابس الرئيس حيث ان زوجة الرئيس ليس لها وظيفة أو منصب رسمي ويجب ان يقتصر دورها عائليا أو أن تمارس دورها اجتماعيا كناشطة بالعمل المدني مضيفا ان نموذج السيدة تحية عبدالناصر زوجة الرئيس السابق جمال عبدالناصر هي النموذج الذي نحتاجه الفترة القادمة. ويؤكد انه من الأفضل ان ينحصر دورها اجتماعيا علي الجمعيات الخيرية كمساعدة المعاقين والاهتمام بمصابي الثورة لأن الشعب سيختار الرئيس وليس زوجته ومن الصعب أن يتطرق الدستور لمهامها حيث انه يختص بالقواعد العامة والعريضة. وأوضح حافظ ابو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الانسان انه لا يوجد نص قانوني يحدد مهام حرم الرئيس ويقتصر دورها علي التمثيل بالاجتماعات والزيارات الدولية والعربية موضحا انه من حقها ان تمارس دورها السياسي والاجتماعي كأي مواطنة مصرية بدون امتيازات اضافية. وقال أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصري سابقا ان الإعلام هو من صنع اسطورة السيدة الأولي وذلك بظهورها المتواصل ومن الأفضل ان يقتصر ظهورها علي المناسبات وأن يكون تسليط الضوء دون تأليه لها مثل تحية عبد الناصر مؤكدا انه من الصعب ان تصنع سيدة اولي جديدة. وتقول الدكتورة سامية خضر استاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس انه علي مستوي الدول العربية تمثل كل زوجة دورا وأن زوجة الرئيس القادم من حقها ممارسة الأنشطة الاجتماعية دون ان يتبعها الوزراء كما كان يحدث موضحة انه رغم سلبيات اداء سوزان مبارك وجيهان السادات إلا انهما حققتا نتائج علي المستوي الاجتماعي كمهرجان القراءة للجميع ومكتبة الاسكندرية والاهتمام بعدد من المناطق العشوائية وجيهان السادات اهتمت بمصابي73 وكانت تسعي لزيارة المراكز الطبية بأي دولة لتوفير الأعضاء المكملة لهم.