نظم ملتقي 'القدس الثقافي' مساء أمس ندوة حوارية في المركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنيةعمان حول السيادة الأردنية علي الأقصي، وأهمية هذه السيادة وتطور الموقف الأردني في ظل الأحداث الأخيرة وأثره المباشر علي المسجد المبارك. وفي كلمته، قال وزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية الأردني الدكتور هايل دواود إن صوت الأردن هو الأعلي والأقوي في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والوقوف أمام التحديات بفعل الاعتداءات المتكررة علي المسجد الأقصي المبارك. واستعرض داود الوصاية الدينية علي القدس تاريخيا والدور الذي يقوم به الأردن للحفاظ علي المقدسات من خلال اللجوء للقرارات الشرعية والمنظمات الدولية لوقف الانتهاكات 'الإسرائيلية'، قائلا 'إن السيادة الأردنية علي القدس هي سيادة دينية وقانونية وإدارية فيما السيادة السياسية بحسب معطيات الواقع هي سيادة 'إسرئيلية'، وهو الأمر الذي لا يمكن الإقرار به لأنه جاء من خلال الاحتلال واستخدام القوة'. وأكد أهمية الاتفاقية التاريخية التي وقعها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس للدفاع عن القدس التي جاء مبعثها الثقل الذي يشكله الأردن في الدفاع عن المقدسات. منوها بأن الأردن يولي جل قدرته لرعاية المقدسات والحفاظ عليها. من جانبه، قال رئيس الملتقي إسحق فرحان في ورقة قدمها بعنوان 'السيادة الأردنية علي المسجد الأقصي - تطورات وتداعيات' إن السيادة الأردنية علي الأقصي هي ضمانة لسيادة الأمة الإسلامية، مضيفا 'أن أي تهديد لهذه السيادة يعتبر تهديدا لسيادة الأمة بأكملها'. وأضاف فرحان 'إن السيادة التي نريدها هي سيادة فعلية حقيقية فاعلة، تتولي زمام الأمور ونجد أثرها علي أرض الواقع في ردع المحتل عن اعتداءاته وانتهاكاته للأقصي والتحكم في دخول المصلين، وعرقلة شؤون الصيانة والرعاية والترميم وتنفيذ مشروعات تهويدية تؤثر علي وجود المسجد وهويته'. بدوره، عرض رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس خطيب المسجد الأقصي المبارك الشيخ عكرمة صبري اقتحامات الاحتلال الأخيرة للأقصي خاصة بعد أن تسلمت الحكومة اليمينية مهامها منذ ثلاث سنوات، قائلا 'إن الهدف من هذه الاقتحامات هو فرض واقع جديد في باحات المسجد'. ولفت إلي أن هذه الجماعات لجأت إلي 'الكنيست' لعلها تحصل علي قرار لشرعنة اقتحاماتها، إلا أن الأخير لم ينجح حتي الآن في اتخاذ أي قرار يسمح لليهود بالصلاة في باحات الأقصي وهو ما ترتب عليه قيام المسؤولين 'الإسرائيليين' باستفزاز المسلمين عبر الاقتحامات وإغلاق البوابات الخارجية للمسجد لمنع المصلين من دخوله'. وحذر الشيخ صبري من صدور فتوي دينية يهودية قبل أيام من كبير الحاخامات تجيز الصلاة في باحات الأقصي، لافتا إلي أن الجماعات والأحزاب اليهودية تستغل انشغال العالم العربي والإسلامي بمشاكله الداخلية وكذلك الانقسام الفلسطيني الفلسطيني للانقضاض علي الأقصي.