سد النهضة الإثيوبي والذي هو قيد البناء الآن يقع علي النيل الأزرق بولاية بنيشنقول-قماز بالقرب من الحدود الإثيوبية-السودانية، ويبعد عنها بمسافه 40 كيلومترا، وعند اكتمال إنشائه، سوف يصبح أكبر سد كهرومائي في القارة الأفريقية، والعاشر عالميا في قائمة أكبر السدود إنتاجا للكهرباء تقدر تكلفة الإنجاز ب 4.7 مليار دولار أمريكي وهو واحد من ثلاثة سدود تُشيد لغرض توليد الطاقة الكهرمائية في إثيوبيا. ومن المفترض أن تنتهي أولي مراحل بنائه بعد ثلاث سنوات مع قدرة توليد 700 ميجاوات من الكهرباء، وعند استكمال إنشائه سيولد 6 آلاف ميجاوات، وتنوي الحكومة الإثيوبية تصدير الكهرباء إلي الدول المجاوره بسعر رخيص. ولكن الخبراء في مصر يعتقدون أن مخاطر السد علي مصر وحتي علي السودان في حالة انهياره ستكون كارثية، ويقدرون أن هذا السد يهدد حصتها بأكثر من 10 %، وسيلحق أضرارًا فادحة بها ويخفض حصتها بنحو 18 مليار متر مكعب من المياه علي اعتبار أن حصة مصر من مياه النيل في الوقت الحالي تقدر ب 55.5 مليار متر مكعب. ومن المؤكد أن مصر لها حق الاعتراض علي هذا السد بناء علي اتفاقية الفيت 'تقاسم مياه النيل ' سنة 1959 بين مصر والسودان اما بالنسبة لمخاوف مصر من بناء السد فتتمثل في نقص المياه المتاحة لقطاعات الري والزراعة والشرب أيضا في مصر أثناء فترة الملء وخاصة أثناء فترات الفيضان تحت المتوسط أو الضعيف وهو له ما له من تأثيرات اجتماعية واقتصادية كبيرة قد تؤدي إلي عدم القدرة علي زراعة ملايين الأفدنة وفقدان الدخل لملايين المصريين المعتمدين علي الزراعة في دخلهم السنوي بالإضافة إلي خسارة شبكة الطاقة في مصر لجزء كبير من الطاقة المولدة من السد العالي. وأكدت التصميمات الهندسية المتوفرة من الجانب الإثيوبي وخاصة فيما يتعلق بالسد الجانبي اتضح وجود عوامل كثيرة قد تؤثر بشكل كبير علي أمان السد علي المدي الطويل وهو ما يشير إلي زيادة احتمالات انهيار السد وسيكون هناك تأثيرات كارثية علي السودان بالإضافة لما سيحدث نتيجة اضطرار مصر لتصريف المياه الزائدة خلف السد العالي للحفاظ عليه من الانهيار. وهو ما سيؤثر سلبيا علي كل المنشآت المائية علي النهر من أسوان وحتي الدلتا بالإضافة لاحتمال غرق كثير من الأراضي. لا بد من حل فوري وجذري لتلك الازمة التي لن نستطيع تجنبها إذا اكتمل بناء هذا السد اللعين.