الجارية والخوف من المجهول الذي ينتظرها.. والنخاس بصوته الغليظ ينادي علي جمالها.. والسيد بعيونه الجاحظة وجيوبه المنتفخة بالمال يقلب المرأة البضاعة ويلوي شفتيه تعبيراً عن الرفض أو يبتسم نصف ابتسامة ليداري إعجابه حتي لا يبذل الكثير من المال لكن حيلته الساذجة تنكشف أمام خبرة ودهاء النخاس الذي يطالب جاريته دائما بإبراز المزيد من المفاتن.. وتظل المساومات علي جسدها للبحث عمن يدفع أكثر تلك الصورة القديمة القميئة التي انقرضت من تاريخ العالم منذ أكثر من مائة عام هل يمكن أن تعود مرة أخري؟ هل يمكن أن تتحول المرأة التي عاشت الاستقلال أو فكرت فيه ... المرأة التي خرجت إلي الحياة فتعلمت وحصلت علي الشهادات وتقلدت الوظائف المرأة التي لمست بعقلها وروحها ويديها حقيقة إنسانيتها ... هل يمكن أن تتحول إلي سلعة في سوق الرقيق مرة أخري ...؟ سوق الجواري الأن تباع فيه النساء وتشتري في سوريا، فهذه ليست صورة لفيلم سينمائي بل هي صورة ألتقطت من الواقع المرير في سوريا.. الصورة تظهر نساء وقد لبسن عباءات سوداء، وعلي وجوههن قماش شفاف تظهر منه وجوههن، بينما أياديهن مكبلة بحبل يربطهن بعضهن ببعض، ويقف بجوارهن شخص يحمل سيفا وأعلنت جبهة النصرة وداعش ان بيع وشراء الجواري لا يخالف الشريعة الإسلامية ! ! أي دين و أي منطق هذا الذي يتحدث عن عدالة تحويل المرأة إلي رقيق يمتلكه الرجال